رواية ثمن التضحية

رواية ثمن التضحية، هي رواية سعودية للكاتب حامد دمنهوري، صدرت عام 1378هـ/1959م بالرياض، تعد من أوائل الروايات في المملكة العربية السعودية التي تتحقق فيها الشروط الفنية للعمل الروائي، من حيث الاهتمام بالواقع والشخصية والمواقف المناسبة للعمل الدرامي.

نُشرت رواية ثمن التضحية أولًا عام 1977هـ/1958م، على هيئة حلقات في صحيفة "حراء" الصادرة من مدينة جدة، ثم صدرت في كتاب مستقل عام 1378هـ/1959م، يصوّر فيها حامد دمنهوري الواقع تصويرًا دقيقًا، إذ يحكي عن البيئة المحلية الحجازية، وطبقة التجّار في مكة المكرمة، الذين مثّلوا مع الموظفين الحكوميين طلائع الطبقة المتوسطة في ذلك العهد.

تدور أحداث رواية ثمن التضحية حول إحدى الأسر المكيّة، والبطل "أحمد" هو شاب نشأ في ظل عائلته ومجتمعه في مكة المكرمة، نشأة مستقرة يحيطها الحب العائلي والتلاحم الاجتماعي، أحب ابنة عمه وعقد عليها قبل ابتعاثه إلى مصر لمواصلة دراسته في كلية الطب، لكن بعد سفره اتضح له الفارق الكبير بينه وبين ابنة عمه، إذ عاش البطل صراعًا داخليًا بين حبه لأخت زميله، الفتاة المصرية الجميلة والمتعلمة، وبين ارتباطه بابنة عمه البسيطة التي تركها خلفه تنتظر عودته، حتى يضطر البطل أخيرًا إلى الاقتران بها، وتكون خسارة الفتاة التي أحبها ثمن تضحيته.

وتصور الرواية المجتمع المكي القديم المحافظ، لكن في مرحلة انتقالية بعد الحرب العالمية الثانية، حين بدأ التعليم ونمت الطبقة المتوسطة المستنيرة، نشأ عنها الصراع بين الجيلين القديم والجديد، وكانت مصر آنذاك الوجهة التي توجه لها البطل ورفاقه الشباب القادمون من الجزيرة العربية للالتحاق في الجامعات المصرية، والتقى فيها عددًا من الشخصيات التي أثّرت في شخصية البطل والشخصيات الأخرى الآتية مثله من بيئات محافظة.

يعتمد السرد في رواية ثمن التضحية على صوت الراوي الخارجي، الذي يحكي بصيغة الزمن الماضي عن الشخصيات ومواقفها ويصف شعورها، مستخدمًا ضمائر الغائب، ويركز السرد على وصف الحالة الاجتماعية ومظاهرها في مكة المكرمة، خاصة حالة القرب والتآلف في عائلة أحمد، وحرصهم على العلاقات الاجتماعية، تلتزم الرواية الواقعية، فهي تسير وفق خط زمني منتظم ومتسلسل، تنمو فيه الأحداث بواقعية منتظمة.