تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
فن الخطابة في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

فن الخطابة في السعودية، هي المهارات المرتبطة بالخطابة والإلقاء، التي تعد خطب الجمعة في المساجد من الشواهد البارزة عليها. وقد تطور هذا الفن في المملكة العربية السعودية، وأسهمت جهات حكومية في الارتقاء به وتعليمه، وتخصيص المسابقات والجوائز له.

تاريخ فن الخطابة في السعودية

اقتصرت الخطابة في مرحلة ما قبل تأسيس الدولة السعودية الحديثة على ما يلقيه خطباء المساجد أيام الجمع والأعياد، ويتمثل الغرض الأساسي للخطبة الأولى في تذكير الناس بأمور دينهم ودنياهم، ومعالجة مشكلة من المشكلات التي يعانيها المجتمع، أو إرشاد الناس إلى الصالح العام في أمور دينهم ودنياهم أو الحث على موقف من المواقف التي يتطلبها الوضع الراهن، أما الخطبة الثانية فتحتوي على أدعية وابتهالات وصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

خطب الجمعة بعد توحيد السعودية

تغير حال خطب الجمعة بعد توحيد المملكة العربية السعودية، إذ استعين بأهل العلم وخريجي الجامعات المختصة، التي خرجت أجيالًا من العلماء والخطباء المجددين. وأصبحت منابر المساجد والجوامع تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، التي يصل عددها إلى نحو 100 ألف مسجد وجامع، بحسب إحصاء الهيئة العامة للإحصاء عام 2015م، تسهم في نشر الوعي الشرعي والتوجيه والإرشاد وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة وتعزيز اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع. ويختار الخطباء الموضوعات التي تبث الوحدة والمحبة وتركز على أهمية الالتفاف حول القيادة والمحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته.

تعليم الخطابة في السعودية

تنظم جهات حكومية وأندية أدبية في السعودية دورات وورش عمل لتعليم الخطابة وفنون الإلقاء، مجانًا للراغبين، ومنها معهد الأئمة والخطباء التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الذي ينظم دورات تدريبية للخطباء والدعاة، حول مهارات الخطابة والإلقاء وإعداد الكلمات والمحاضرات. وتقدم المنصة التابعة للمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، دورات في فن الخطابة والإلقاء.

وتنظم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجال للموهبة والإبداع "موهبة"، برنامج موهبة الإثرائي المهاري: الإلقاء والخطابة، وهو برنامج تدريبي، يُنفذ حضوريًا في مدن: الرياض، وجدة، والخبر، أو من خلال منصة التعليم الإلكتروني (عن بُعد) للطلبة الموهوبين في جميع مناطق السعودية. ويركز على بناء المهارات الشخصية ومهارات الإلقاء والخطابة، وهو موجه للطلبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ويتضمن جلسات تدريبية وألعابًا وأنشطة لصقل مهارات الطلبة الشخصية ومهارات الإلقاء والخطابة.

ويهدف برنامج موهبة الإثرائي المهاري إلى: الإلقاء والخطابة، والتحكم في التوتر والارتباك، ومعرفة عناصر قوة الكلمة وعوامل النجاح، وتنمية وتطوير المهارات الشخصية ومهارات الإلقاء لدى طلبة "موهبة"، وتطوير مهارة الإصغاء، وإعداد وتنظيم الأفكار وفق الخرائط الذهنية، وتنمية مهارات لغة الجسد وقدرات الصوت والاتصال البصري في الإلقاء.

كما نظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في عرعر، دورة تدريبية بعنوان "مهارات الخطابة والإلقاء.. فن تحضير خطبة الجمعة". استهدفت الخطباء والدعاة والمهتمين بفنون الإلقاء والخطابة. وركزت على مهارات إعداد وتنظيم الخطب المؤثرة، ومهارة التحكم في الوقت وتقسيم الأفكار على الوقت المتاح، وتعريف المتدربين على احتياج الجمهور من الخطب، وتزويد المتدربين بالمهارات اللازمة للتحكم في المشاعر المصاحبة للإلقاء، وتجنب الإطالة والإمالة، وقدرات الصوت في الإلقاء، والتعرف على مهارة لغة الجسد.

ونظمت جمعية الثقافة والفنون في منطقة تبوك، ورشة تدريبية في فن الخطابة والإلقاء مخصصة للأطفال، بعنوان "الخطيب الصغير"، نفذها فريق مختص من نادي التوستماسترز النسائي للخطابة في تبوك، لتطوير وتنمية مواهب الأطفال وإكسابهم مهارات الإلقاء والخطابة والمسرح. وعرفت الورشة الأطفال بألوان النصوص والفرق بينها، ودربتهم على طرق أدائها، ومنها المناظرات والخطب والحواريات والنصوص المسرحية القصيرة، إضافة إلى نصوص الشعر الفصيح والشعر النبطي، وأنواع الإلقاء ومهاراته، وأسس الحوار، ولغة الجسد،  وكيفية التغلب على الخوف أمام الجمهور، وتطبيقات عملية في الإلقاء والخطابة.

أندية الخطابة في السعودية

توجد في السعودية عدة فروع لأندية التوستماسترز العالمية للخطابة، وهي منظمة تعليمية غير ربحية، تعمل على بناء الثقة وتعليم مهارات التحدث أمام الجمهور، من خلال شبكة عالمية من الأندية التي تجتمع في الواقع الحقيقي والافتراضي. ويُعد الأعضاء الخطب ويلقونها ويردون على الأسئلة المرتجلة. وأُسست المنظمة عام 1924م، ومقرها الرئيس في إنجلوود، كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عدد أعضائها نحو 270 ألف عضو، في أكثر من 14 ألف ناد في 150 دولة.

ومن الجهات الحكومية التي افتتحت أندية التوستماسترز العالمية للخطابة، وزارة التجارة التي دشنت ناديها بتاريخ 24 محرم 1438هـ/ 25 أكتوبر 2016م، بهدف تطوير مهارات التواصل والقيادة لدى موظفي الوزارة.

كما أطلقت أمانة العاصمة المقدسة في 9 ربيع الأول 1438هـ/8 ديسمبر 2016م، ناديها للتوستماسترز، وأقامت بالتزامن ملتقى الخطابة والقيادة. ويوجد نادي التوستماسترز النسائي للخطابة في مدينة تبوك.

مسابقات الخطابة والإلقاء في السعودية

تشهد السعودية إقامة مسابقات مختصة في الخطابة والإلقاء، تنظمها جهات حكومية. ويتنافس فيها مشاركون من فئات عمرية مختلفة، وتخصص لها جوائز مالية، ومنها: تحدي الإلقاء للأطفال، الذي ينفذه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بمشاركة أطفال متحدثين باللغة العربية من جميع أنحاء العالم، من عمر 5 إلى 12 سنة. وتفوق جوائز التحدي 200 ألف ريال. ويتنافس الأطفال المشاركون في إلقاء نصوص شعرية بالعربية الفصحى، من خلال تصوير المشارك مقطعًا مرئيًّا لا تتجاوز مدته خمس دقائق، ويبثه عبر منصة "إكس".

ونظمت وزارة الثقافة، مسابقة "صوت القصيدة"، ضمن مبادرة عام الشعر العربي 2023م، لدعم الموهوبين في فن الإلقاء وتعزيز مهاراتهم،. والمسابقة موجهة للأطفال واليافعين والكبار، من المهتمين بفن الإلقاء والأداء الصوتي، والموهوبين والمهتمين بإلقاء الشعر، ومحبّي الشعر العربي. وتستهدف المسابقة من يملكون ملكة الإلقاء وذائقة الشعر، إذ يرفع المتسابق مشاركته عبر منصة التصويت الإلكترونية على شكل مقطع فيديو، يلقي فيه قصيدة محددة لفئته العمرية. وتُقيّم المشاركات، ويُحدد المتأهّلون للمرحلة الثانية، ومن ثم تُطرح مشاركاتهم للجمهور عبر المنصة، ليتم التصويت لهم، وتحديد المراكز الأولى، وإعلان الفائزين بالاعتماد على رأي الجمهور العام.

كما تنظم جامعة الملك فيصل في الأحساء، مسابقة الخطابة، للطلاب والطالبات. وتتضمن شروط المسابقة أن يتمثل المشارك بالمعاني التي يخطب فيها الجماهير عنها، حيث يؤثر فيهم إقناعًا وإمتاعًا، وتكون الخطبة باللغة العربية الفصحى، وذات هدف أخلاقي. ويحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة 2000 ريال، والثاني 1500 ريال، والثالث 1000 ريال.

وتشارك مدارس سعودية في مسابقات الخطابة، إذ نظمت شعبة اللغة العربية في مكتب التعليم بالخبر، مسابقة "خطيب المستقبل"، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة مدارس من المرحلتين ‏الابتدائية والمتوسطة.

كذلك نظمت إدارة التعليم في محافظة وادي الدواسر، مسابقة فرسان الإلقاء الفردي، التي تهدف إلى غرس القيم الإسلامية والوطنية في نفوس الطلاب المشاركين، من خلال النصوص الوطنية التي يشاركون بها، وتدريبهم على الخطابة والطلاقة في الحديث ومواجهة الجمهور، وتعزيز لغة الطالب والنطق السليم، وغرس الثقة في الطلاب، وتنمية حب المشاركة.