تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
مضيف ثليم
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

مضيف ثليم، هو أحد المعالم التاريخية في مدينة الرياض القديمة بالمملكة العربية السعودية، يقع بين طريقي الملك سعود "البطحاء" وشارع الملك فيصل "الوزير سابقًا" على شارع داخلي يربط بينهما يسمى "شارع قصر ثليم"، أنشئ بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1359هـ/1940م؛ ليكون ثاني قصور الضيافة في عهده إلى جانب مضيف خريمس أو قصر الديرة، امتدادًا للتقليد السائد لدى الأسرة المالكة في فتح المضايف وتقديم المساعدات منذ عهد الدولة السعودية الأولى.

تاريخ مضيف ثليم

يعود اسم مضيف ثليم إلى مزرعة تسمى "ثليم"، اشتراها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1355هـ/1935م، وجعلها وقفًا لوالده الإمام عبدالرحمن بن فيصل؛ لكونها محطة يقف فيها المسافرون قبل دخولهم الرياض، إذ تعارف المسافرون إلى الرياض قديمًا على أن موقع ثليم هو محطة الاستعداد لدخول العاصمة الرياض، وانتظار فتح بوابات المدينة صباحًا، لذلك اختاره الملك عبدالعزيز وقفًا لوالده، لأن المسافرين من الرياض أو الوافدين إليها يردون البئر الموجودة في ثليم للشرب منها وسقيا أنعامهم.

وفي عام 1358هـ/1939م، جاء "وباء الجدري" الذي خلّف وفيات كثيرة بين الناس في نجد وغيرها من بلدان شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى نزوح الكثير باتجاه الرياض طلبًا للعلاج، واستقروا في منطقة الشمسية شمال شرقي الرياض وخارج أسوارها، ونزلوا على حافة وادي البطحاء، فأمر الملك عبدالعزيز أن ينزلوا في وقف والده "ثليم"، ليصبح مأوى ومطعمًا لهم، حتى يحصر المرض في مكان واحد، ويتمكّن المرضى ومرافقوهم من الحصول على العلاج والتطعيمات اللازمة بإشراف طبي.

وأمر الملك عبدالعزيز في عام 1359هـ/1940م، بإنشاء مضيف يشتمل على نزل ومطابخ، وكلّف حمد بن قبّاع ببناء المضيف في وقف والده "مزرعة ثليم"، ليكون مقرًا لاستقبال الضيوف القادمين إلى الرياض، ويؤمن لهم الطعام، وكذلك مطعمًا لعامة الناس، وامتدت خدمات المضيف لتشمل إطعام السجناء وطلبة العلم.

وصف مضيف ثليم

تبلغ مساحة مضيف ثليم نحو 5971 م2، ويتكون من طابقين، ونحو 50 غرفة، وعددًا من المطابخ، وكان يحتوي على ثلاثة أقسام، مضيف لأهل البادية، ويشرف عليه خريمس بن عبدالله، ومضيف لأهل الحاضرة ومضيف لكبار الوفود ويشرف عليهما سعود بن مسلم، ويضم المضيف مجموعة من العاملين في أعمال إدارية وخدمية. وكان يتوافد إليه الكثير من الناس، إلى جانب عطاءات كبيرة توزع من خلاله للطلاب والفقراء والسجناء والضعفاء وذوي الإعاقة والأرامل واليتامى.

وبحسب المصادر التاريخية كان يُقدّر متوسط عدد الوافدين على مضيف ثليم يوميًا عشرات الآلاف، ويقدم لهم يوميًا من 30 - 50 خروفًا، و خمسة جمال، و50 قلّة تمر، ومن السمن 35 تنكة، ومن الأرز 80 كيسًا، ويقدم الأكل على وجبتين صباحًا ومساءً، ويجهز على أيدي مختصين في الطبخ.

الاختبارات ذات الصلة