المناحل في السعودية

المناحل في السعودية، هي المواقع المخصصة لتربية النحل والعناية به في المملكة العربية السعودية تحت إشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة، إذ تتميز السعودية بالتنوع المناخي والطبوغرافي، ما يؤهل لتربية النحل والاستفادة من العسل الذي تنتجه المناحل طوال العام. 

يتبع النحالون في السعودية في تربية النحل أسلوب المناحل المتنقلة والمناحل الثابتة، كما أن هناك نوعين من المناحل: مناحل للهواة وأخرى تجارية، ولها شروط يجب توافرها، سواءً في المناحل التي ينشئها المبتدئون وصغار النحالين في الحدائق الخلفية للمنازل، أو في الاستراحات، أو على سطوح المنازل أو في المزارع، أما التجارية فيختلف مكانها تبعًا لغرض إنشائها، وتصنف على أنها عامة أو متخصصة طبقًا للغرض.

تشترط وزارة البيئة والمياه والزراعة لإنشاء مناحل الهواة أن تكون الطوائف من سلالات هادئة غير ميالة للسع، وأن يكون عدد الطوائف قليلًا، لتناسب الحيز والنباتات المزهرة المنتشرة بالمنطقة، أما المناحل التجارية فتخصص بحسب غرض إنشائها، فتكون للعسل وشمع النحل، أو للغذاء الملكي، أو طرود النحل، أو الملكات النقية الملقحة في مناطق منعزلة لسلالة نحل معينة.

ويشترط لإنشاء المناحل التجارية اختيار موقع مناسب للمناحل، إذ يجب أن يتميز بقربه من البساتين والحقول التي تتوافر فيها النباتات المزهرة، وأن يكون قريبًا من المواصلات، وأن يكون منعزلًا عن الطريق العام، حتى لا يؤذي المارة، ومحميًّا من الآفات والحيوانات الضارة، وبعيدًا عن الأراضي المعرضة للاهتزازات الأرضية أو الغرق أو الحريق.

تصدر المحميات في السعودية تصاريح للمناحل فيها، وفق الضوابط والإجراءات الفنية، بهدف تنمية الحياة الفطرية وحمايتها، وتعزيز دور النحل في تلقيح النباتات والمحاصيل الزراعية فيها.

وفي شوال 1445هـ/مايو 2024م، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية بدء استقبال طلبات إصدار تصاريح المناحل في المحمية، مع التزام النَّحال بالاشتراطات الصادرة من وزارة البيئة والمياه والزراعة.

ووضعت الهيئة 14 ضابطًا لإصدار تصاريح المناحل فيها، ومنها: منع وضع المناحل المتنقلة داخل الروضات، والالتزام باستخدام الطرق الترابية الحالية حول المناحل، وعدم فتح طرق جديدة للحفاظ على الغطاء النباتي، إضافة إلى الحفاظ على مستوى نظافة المنطقة، وتلافي رمي المخلفات بجميع أنواعها، فيما تتوزع مواقع المناحل في المحمية بين "روضة الخشم" بواقع 31 منحلًا، و"روضة أم الذيابة" بـ 43 منحلًا.

كما تخصص هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية 79 موقعًا لتربية المناحل داخل وحول المحمية، وفقًا للضوابط والأحكام التي تضمن حماية الحياة الفطرية واستدامتها في المحمية، كما خصصت المحمية لكل مُربٍ مربعًا مساحته ثلاثة كم2 لدعم ومساعدة المجتمع المحلي على تنمية برامج إنتاج العسل.

وفي الجانب التدريبي، قدمت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية برنامج "أساسيات النحل"، بهدف رفع نسبة ريادة الأعمال والمشاريع الاقتصادية والإنتاجية، وتسويق منتجات المجتمع المحلي وترويجها، وتمكين الشباب ضمن برامج ومشاريع واعدة تخدم المنطقة وموارد المحمية، وبناء قدراتهم، وتأهيلهم للحصول على رخصة مزاولة مهنة تربية النحل وإنتاج العسل في المحمية.