معركة البكيرية، هي معركة خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود خلال توحيد منطقة القصيم وضمّها إلى الحكم السعودي، حدثت بين القوات السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز وقوات عبدالعزيز بن رشيد، في ربيع الآخر 1322هـ/يوليو 1904م.
أسباب معركة البكيرية
كان دخول منطقة القصيم تحت راية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مثارَ حنقٍ لعبدالعزيز بن رشيد، إذ كان آنذاك قرب محافظة السماوة في العراق، بهدف التموّن واستنهاض القبائل في تلك الأقطار لمواجهة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى الاستنجاد بالدولة العثمانية وتأليبها ضد الملك عبدالعزيز، وبسبب الغضب الذي حمله ابن رشيد على أهالي القصيم، مارس الضغط على بعض القبائل بحجز إبل العقيلات شمال شبه الجزيرة العربية، واستخدمها لنقل المؤن والأطعمة والأسلحة التي جلبها من العراق لنجد.
أحداث معركة البكيرية
تحركت قوات ابن رشيد من العراق باتجاه القصيم، ومعه مئات المقاتلين من أتباعه من الحاضرة والبادية، وعندما وصل إلى القصيم انضمت إليه قوة بقيادة ماجد الحمود بن رشيد، وواصل التحرك حتى وصلوا إلى بلدة القصيباء شمال منطقة القصيم، وانضم إليهم عبدالرحمن بن ضبعان ورجاله. وصل ابن رشيد إلى بلدة الشيحيّة المجاورة للبكيرية، وكان الملك عبدالعزيز متابعًا لتحركات ابن رشيد ومستعدًا لها، ولذا أرسل إلى أتباعه من القبائل فانضم إليه آلاف من المقاتلين، وخرج من بريدة إلى البُصر، ثم البكيرية التي واجه فيها قوات خصمه في ربيع الآخر 1322هـ/يوليو 1904م.
بدأ القتال بين الطرفين وسط النهار وكانت معركة ضارية، وركّز ابن رشيد قوته على الجهة التي كان فيها الملك عبدالعزيز ورجاله واستخدموا نيران المدافع التي أصابت شظية منها اليد اليسرى للملك، وكان أهل القصيم من جيش الملك عبدالعزيز أحرزوا تقدمًا ضد الجبهة المقابلة لهم من جيش ابن رشيد، فهزموهم وتعقبوهم حتى وصلوا إلى ساقة مقاتلي"مؤخرة الجيش" ابن رشيد الذين ظنوا أن الملك عبدالعزيز قد التفَّ عليهم فانهزموا أيضًا أمام أهل القصيم.
نهاية معركة البكيرية
افترق الطرفان المتحاربان في معركة البكيرية بخسائر كبيرة لكليهما، فيما كان أغلب قتلى ابن رشيد من العثمانيين، مما أثَّر في نفوسهم ومواقفهم القتالية اللاحقة.
ورجع أهل القصيم من المعركة ببعض الأسرى من الجنود العثمانيين، وغنائم من الأموال والأسلحة، أما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فاتجه جنوبًا حتى تجاوز بلدة المذنب، قبل قدومه إلى عنيزة، وبعث سرية إلى البكيرية لمنع ابن رشيد من الاستيلاء عليها، لكن السرية أبلغت الملك عبدالعزيز بأنه قد استولى عليها، فجمع عددًا كبيرًا من المقاتلين وقادهم إلى البكيرية، التي واجه فيها خيالة ابن رشيد مجددًا، وانتصر عليهم، واقتفى بعد ذلك أثر ابن رشيد الذي ارتحل إلى الشِّنانة ثم الرس.
المصادر
الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية. دارة الملك عبدالعزيز. مركز نظم المعلومات الجغرافية.1421هـ/2000م.
وكالة الأنباء السعودية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة