معركة ضم الأحساء، هي معركة خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في عام 1331هـ/1913م، لاستعادة مناطق حكم الدولتين السعوديتين الأولى والثانية بعد أن كانت جزءًا منهما،وشجّعه على ضمّ الأحساء وقوف العثمانيين ضده في المعارك التي خاضها ضد ابن رشيد، وإيواء خصومه، فضلًا عن موقعها الاستراتيجي كمنطقة زراعية وذات ثروة سمكية، ومنفذ بحري وميناء مهم للتجارة والجمارك.
أسباب توجه الملك عبدالعزيز للأحساء
في عام 1331هـ/1913م، قرر الملك عبدالعزيز التوجه إلى الأحساء بسبب تضييق شريف مكة على التجار النجديين، ومنع التبادل التجاري بين نجد والحجاز، وهدوء الأوضاع المتعلقة بإمارة حائل بعد الانتصار على خصومه في نجد.
أحداث معركة ضم الأحساء
مهّد الملك عبدالعزيز لدخول الأحساء بالتخطيط، حيث اتصل بمن يثق بهم لتزويده بالمعلومات التي تعينه لتنفيذ خطته، كما سار إلى الأحساء وأظهر للمسؤولين هناك بأنه يريد الدخول إليها للتموّن، وتمكن من الدخول وشراء ما يريدون، ثم غادر إلى الرياض وأبقى عددًا من أتباعه هناك.
توجه الملك عبدالعزيز إلى الهفوف في عام 1331هـ/1913م، مستعينًا بأنصاره فيها لمعرفة أماكن العثمانيين ومقدار قوتهم، وتحركاتهم، وأعانوه على دخول البلدة، ولم يكن جيشه آنذاك كبير العدد، وقسّم رجاله إلى قسمين، قسم أبقاه خارج المدينة بقيادة عبدالله بن جلوي، ليحمي ظهورهم من أي هجوم خلفي، وقاد بنفسه القسم الآخر الذي دخل إلى المدينة واستولى عليها، وأعطى الملك عبدالعزيز تعليمات لرجاله بعد الدخول إلى الأحساء، حيث وُضعت سلالم إلى جانب السور، وصعد عليها أفراد ممن كانوا معه، ورموا الحبال للآخرين خارج السور، وصعدوا من خلاله إلى الداخل، وانتشروا في البلدة بسرعة.
تحصَّنت الحامية العثمانية في قصر إبراهيم، بينما اتجه الملك عبدالعزيز إلى بيت عبداللطيف الملا، فتوافد عليه أعيان البلدة لمبايعته، وأرسل مندوبًا إلى المتصرف ليخيره بين الاستسلام ومواجهة الملك عبدالعزيز، فاستسلم هو ورجاله في 28 جمادى الأولى 1331هـ/4 يونيو 1913م، وعمد الملك عبدالعزيز إلى ترحيلهم إلى العقير، ثم إلى البحرين.
نهاية معركة ضم الأحساء
بعد استقرار الأمر في الأحساء بعث الملك عبدالعزيز سرية يقودها عبدالرحمن بن سويلم إلى بلدة القطيف، وتمكّن ومن معه من دخولها وبسط نفوذهم عليها دون صعوبة، ليكتمل حكم المنطقة كله تحت راية الملك عبدالعزيز.
بعد أن علم العثمانيون بترحيل جنودهم من الأحساء والقطيف، عادوا من البحرين باتجاه ميناء العقير، وتمكّنت سرية الملك عبدالعزيز الموجودة هناك من مواجهتهم وأسر عدد منهم، فعلم الملك عبدالعزيز بذلك فأرسل جنوده من الأحساء لمواجهتهم، وما إن رأوا طليعة جيش الملك عبدالعزيز حتى أسرعوا لركوب سفنهم والعودة بها إلى البحرين، وبقي الملك عبدالعزيز فترة في الأحساء ليطمئن على استتباب الأمن فيها، قبل أن يعين عبدالله بن جلوي أميرًا عليها، ويعود إلى الرياض في العشر الأواخر من رمضان في العام ذاته.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة