رواية فكرة، هي رواية سعودية بطلتها امرأة، للكاتب أحمد السباعي، تدور فكرتها حول الانفتاح على العالم، وتقوم على صراعات العادات والتقاليد من خلال شخصية بطلة الرواية "فكرة" الفتاة البدوية، و"سالم" الشاب القادم من مكة المكرمة، وتعالج الرواية قضايا مجتمعية عدة.
تناولت الرواية مجموعة من القضايا الاجتماعية الخاصة، منها ما يدور حول الحب، والخطيئة، والجريمة، والجنون، والإسراف في حفلات الزفاف، ورؤية الخطيبين، وغيرها من القضايا. ولم يتعمد الكاتب سردها من خلال الأحداث أو معالجتها، وإنما ترك المهمة لبطلة الرواية "فكرة"، من خلال حواراتها.
تعمد الكاتب أحمد السباعي أن تكون الشخصيات في الرواية ثانوية، والبطولة المطلقة لـ"فكرة"، التي تتولى طرح الأفكار، دون أن تزاحمها أفكار مضادة من أي شخصية أخرى، لذا عدت هذه الرواية، من أولى الروايات في الأدب السعودي التي تكون بطلتها المطلقة امرأة، تدور حولها جميع الأحداث وتطرح أفكارها بحرية تامة.
ويرى النقاد أن شخصية "فكرة"، وما تطرحه من أفكار عميقة، لا يناسب الواقع الذي كانت تعيشه، بوصفها فتاة بدوية تعيش بين الجبال، وترعى المواشي، ليجد القارئ نفسه مع شخصية رئيسة ومتفردة في الحكاية، تحمل عمقًا فكريًا كبيرًا، خصوصًا أن نهاية الرواية تظهر أن عمر فكرة، لم يتجاوز 23 عامًا، وهذا ما دفع إلى الاعتقاد بأنها لا يمكن أن تحمل هذا الكم من التجارب والأفكار.
ورجح نقاد أن تكون الشخصية الرئيسة، ما هي إلا كاتب الرواية أحمد السباعي، الذي حاول تمرير أفكاره وآرائه من خلال شخصية نسائية، إذ صرح في كتاباته بهذه الأفكار، وأكد ذلك ما كتبه المؤلف في مقدمة الرواية مخاطبًا ابنيه "ستقرآن في قصتي نوعًا من الأفكار التي تساورني في حياتي، وتجدان فيها مثلًا من المثل التي عشت أحلم بها".
أحداث رواية فكرة
تتنقل فكرة الفتاة البدوية في إحدى ضواحي مدينة الطائف، لتلتقي مصادفة بسالم الشاب القادم من مكة المكرمة، تدور بينهما حوارات مطولة، لتشده بجمالها وبطرحها وقدرتها على الحوار، لتنشأ بينهما علاقة إعجاب، إلا أنه وبسبب أفكارها العميقة لم يستطع مجاراتها فقرر العودة لزوجته وأبنائه.
تاليًا يلتقي بها في موسم الحج، فتبوح له بسر حياتها الذي تبدأ معه ذروة حبكة الرواية، حين أخبرته بأنها فقدت أهلها، وأصبحت مع عائلة أخرى ترعاها، وسمعت أن عائلة تبحث عن طفلتهم المفقودة من 20 عامًا، لتكون المفاجأة حين يكتشف سالم أنها أخته الضائعة، التي كان يظن بأنها قد ماتت، بعد أن ضاعت وهي في الثانية من عمرها.
تدور شخصية فكرة، حول الفتاة المتمردة، التي تمتلك حجة قوية، ومواجهة عنيفة مع باقي الشخصيات، حتى سالم الذي ربطتهما علاقة إعجاب لم يستطع مجاراة أفكارها التي تخالف المجتمع البدوي الذي كانت تعيش فيه، وتقول إحدى شخصيات الرواية، "إنها يا صاحبي عقيلة علم لا ينفد، وعقيدة إيمان لا يتسرب إليه شك، وإنها بعد ذلك رأي شاذ لا ينفك يسفه أفكارنا وآراءنا وعاداتنا".
المصادر
رواية فكرة. أحمد السباعي. الطبعة الثانية 1989م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة