تم نسخ الرابط بنجاح

قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية

saudipedia Logo
قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، هو من أقدم القطاعات الحكومية التي أنشئت في المملكة العربية السعودية،تشرف عليه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. بدأ الاهتمام به بإنشاء مديرية للبرق والبريد والهاتف في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1345هـ/1926م،لربط مناطق المملكة والعناية بخدمات البريد والاتصالات بأنواعها.

مراحل تاريخية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات

مرّ قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بمراحل رئيسة منذ نشأته في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، منها:

شراء أجهزة لاسلكية: أجرت المملكة عام 1344هـ/1925م، أول مفاوضات مع الشركات في الخارج لشراء أجهزة لاسلكية والعمل على إنشاء شبكة لاسلكي، وأدخلت الكوابل البحرية عن طريق البحر الأحمر لتصل مدينة جدة بميناء بورسودان.

دخول الهاتف إلى المملكة: دخلت خدمة الهاتف إلى المملكة عام 1353هـ/1934م، بعدد خطوط هواتف يدوية لا تتجاوز 854 هاتفًا، وُزعت في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف.

هاتف أبو هندل: بعد دخول الهاتف استخدم الهاتف المغناطيس، ويعرف بـ"أبو هندل"، ويعمل بالبطاريات الجافة داخل الحي الواحد أو المدينة عن طريق مآمير يرابطون على مدار الساعة، يتلقون اتصالات المشتركين، ثم يوصلونهم مباشرة مع بعضهم بواسطة لوحة خشبية مثبتة بالجدار، يوصلون من خلالها هاتف المتصل مع المتصل به بتوصيل تشبيك الأسلاك مع بعضها، بعد تدوير قطعة ميكانيكية أو ذراع تسمى "الهندل" لتحريك الطاقة الكهربائية، وتحفيز الجرس عند المتصل عليه.

محطة لاسلكية ووزارة: صدر قرار عام 1367هـ/1948م،  ببناء محطة لاسلكية عالمية في مدينة جدة، تعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة، لتؤمن الاتصالات البرقية بين البلدين. وفي عام 1372هـ/1953م، أُنشِئت وزارة المواصلات، وضمت إليها مرافق البرق والبريد والهاتف، وعُين الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود وزيرًا لها.

المبرقات "تلكس": أُدخلت إلى المملكة في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود المبرقات "تلكس"، واستعملت فيها اللغة العربية لأول مرة عام 1380هـ/1960م. وكانت تُرسل البرقيات بواسطة فرد مختص، يقوم بتبليغ الرسالة عن طريق الهاتف. حيث يذهب الفرد الراغب بالخدمة إلى مكتب البرق العام ويكتب رسالته على نموذج، ثم تُسجل البرقيات التي أُرسلت هاتفيًّا بواسطة عامل مخصص، باستخدام وحدة العرض المرئية، وتُعرض الرسالة كلها إلى الحاسوب الذي يرسل الرسالة إلى المكان المطلوب عن طريق الكتابة، بواسطة المفاتيح، وعند وصول الرسالة إلى المكان الآخر يُبلّغ مضمون الرسالة للشخص المرسلة له هاتفيًّا أو يدًا بيد شخصيًّا.

وزارة البرق والبريد والهاتف: أنشأت المملكة وزارة البرق والبريد والهاتف عام 1395هـ/1975م، لتكون مسؤولة عن قطاعي البريد والاتصالات، وكان عدد الخطوط الهاتفية لا يتجاوز 130 ألف خط، وإجمالي إيرادات 250 مليون ريال. وفي عام 1404هـ/1984م شُغّلت أول شبكة من الكوابل البصرية، وأنشئت مراكز ومجمعات اتصالات في جميع مناطق المملكة.

مدينة الملك فهد للاتصالات الفضائية: تأسست عام 1407هـ/1987م، على طريق مكة المكرمة – جدة، بأربع محطات أرضية للعمل مع الأقمار الصناعية عرب سات، وإنتل سات (المحيط الأطلسي)، وإنتل سات (المحيط الهندي)، وأنمر سات للاتصالات البحرية، بهدف ربط المملكة مع العالم بخدمات الاتصالات.

خدمة الهاتف الجوال: في عام 1416هـ/1995م، شُغّلت خدمة الهاتف الجوال في المملكة، وفي عام 1417هـ/1996م، عملت شبكات كوابل الألياف البصرية لربط مناطق المملكة، وشُغّلت خدمات (VSAT) في العام نفسه، وتشغيل الشبكة الذكية لنقل المعلومات عام 1418هـ/1997م.

شركة الاتصالات السعودية: صدر قرار في عام 1418هـ/1997م، بفصل مرافق البرق والبريد والهاتف عن وزارة المواصلات وتأسيس شركة مساهمة سعودية باسم شركة الاتصالات السعودية لخدمات الاتصالات، وبدأت الشركة أعمالها 1419هـ/1998م، وتحرير قطاع مزودي خدمة الإنترنت (ISP) عام 1420هـ/1999م.

هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية: بهدف تقديم خدمات اتصالات متطورة وموثوق بها في المملكة أنشِئت هيئة الاتصالات السعودية عام 1422هـ/2001م، لتتولى تنظيم القطاع والترخيص للشركات وفق نظام الاتصالات، وأضيفت تقنية المعلومات لمهام الهيئة؛ لتصبح هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في عام 1424هـ/2003م، وفي عام 2019م صدر قرار تولّي الهيئة الاختصاصات التنظيمية والرقابية لقطاع البريد الذي نُقل لاحقًا إلى وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وفي 7 ربيع الآخر 1444هـ/10 نوفمبر 2022م صدر قرار مجلس الوزراء بنقل الاختصاصات التنظيمية في قطاع الفضاء للهيئة، وتغيير مسماها إلى هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لتحقيق التكامل بينها.

الانترنت: دخلت شبكة الإنترنت إلى المملكة للمرة الأولى عام 1414هـ/1994م، بعد حصول المؤسسات التعليمية والطبية والبحثية على تصريح بالدخول عليها، ثم مُكّن عموم المستخدمين من الوصول إليها عام 1419هـ/1999م، وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة في عام 1420هـ/ 2000م، نحو 200,000 مستخدم، وفي عام 1427هـ/2006م انتقل الإشراف على الإنترنت في المملكة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وتولى المزودون المرخصون تشغيل بوابات الإنترنت على أسس تجارية، حيث وصل في عام 1438هـ/2018م، إلى 27 مليون مستخدم. وفي عام 1443هـ/2022م وصلت نسبة استخدام الإنترنت إلى 98.6% من سكان السعودية. 

البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات 

في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ارتفع حجم استثمارات المملكة والقطاع الخاص في البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات إلى  15 مليار دولار خلال ثلاث سنوات (2017 - 2020م)، وانتشرت خدمات الاتصالات المتنقلة 131.1% بين السكان، واستخدام الإنترنت 95.7% بين السكان بنهاية 2019م، وإيصال خدمة الألياف الضوئية إلى أكثر من 3.5 ملايين منزل، ووصلت تغطية خدمات الإنترنت إلى 99% من المناطق المأهولة بالسكان. وفي 1445هـ/2023م بلغت نسبة تغطية مناطق السعودية 99% بخدمة الجيل الرابع، و53% نسبة تغطية الجيل الخامس.

الأهداف الاستراتيجية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 

وضع قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ضمن خطته الاستراتيجية حتى عام 2023م عددًا من الأهداف باعتباره أحد مُمكنات رؤية السعودية 2030، ومنها: تأسيس ركائز استراتيجية رقمية لصناعة تحول رقمي في قطاع الاتصالات، ودعم وتوطين التقنية والابتكار، ومضاعفة سوق التقنية، ونشر خدمات النطاق العريض الثابت والمتنقل، وإطلاق مبادرات نشر خدمات الألياف الضوئية، وتسهيل إجراءات التراخيص في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.