القمة الخليجية 2021 (الرياض)، هي القمة الخليجية الثانية والأربعون التي يعقدها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابع قمة اعتيادية تستضيفها المملكة العربية السعودية للعام الرابع على التوالي، ليكون أول مرة في تاريخ قمم مجلس التعاون لدول الخليج منذ تأسيسه عام 1982م تستضيف دولة أربع قمم متتالية، عُقدت في 10 جمادى الأولى 1443هـ/14 ديسمبر 2021م في قصر الدرعية في العاصمة الرياض.
عُقدت القمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبرئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها كل من: فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان وأعضاء الوفد الرسمي العُماني، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والوفد الرسمي الإماراتي، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي عهد دولة الكويت آنذاك وأعضاء الوفد الرسمي الكويتي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وأعضاء الوفد الرسمي القطري، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأعضاء الوفد الرسمي البحريني، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية آنذاك، نايف فلاح الحجرف.
إعلان القمة الخليجية 2021
أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي حرصهم على استكمال العمل المشترك انطلاقًا من عُمق الشعور بالمسؤولية تجاه شعوب دول المجلس، وتحقيقًا للرُؤَى والتطلُّعات التي تهدف إلى الرُقِيّ بدول مجلس التعاون الخليجي، كما تم الاتفاق على المبادئ والسياسات لتطوير التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتنموي بين دول المجلس.
كما أكد قادة دول المجلس على التنفيذ الدقيق والكامل والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين، واستكمال مُقوّمات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وتنسيق المواقف بما يُعَزِّز تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويُحافِظ على مصالحها، ويُجنّبها الصراعات الإقليمية والدولية، ويُلَبّي تطلُّعات مواطنيها وطموحاتهم، ويُعَزِّز دورها الإقليمي والدولي، وذلك من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية على المستوى الإقليمي والدولي، والتأكيد على ما تضمّنتهُ المادة الثانية من اتفاقية الدفاع المشترك بأنّ الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعد أنّ أيّ اعتداء على أيّ منها هو اعتداء عليها كلها، وأي خطر يهدد إحداها إنما يهددها جميعًا، وما نصت عليه الاتفاقية بشأن التزام الدول الأعضاء بالعمل الجماعي لمواجهة كافّة التهديدات والتحدّيات.
وأكَّدَ القادة على أهميّة تضافُر الجهود لتنسيق وتكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء، وصولًا إلى بلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة تخدم تطلعات وطموحات شعوب دول الخليج وتحفظ مصالحها ومكتسباتها، وتُجَنِّب الدول الأعضاء الصراعات الإقليمية والدولية أو التدخل في شؤونها الداخلية، وتحقق الدعم والترابط الاستراتيجي بين السياسات الاقتصادية والدفاعية والأمنية المشتركة، لتحقيق الأهداف والتطلُّعات المُشتركة.
كما وجّهَ القادة إلى أهميّة تعزيز التعاون المشترك وتنسيق الخطط، التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والتعامل مع التغير المناخي وآثاره، وتعزيز العمل المشترك بين دول المجلس لتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أطلقته المملكة العربية السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين وتمت الموافقة عليه من قبل المجموعة كإطار متكامل وشامل، لمعالجة التحديات المترتبة على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإدارتها، من خلال التقنيات المتاحة والمبتكرة، ومتابعة تنفيذ المبادرات والمشاريع والآليّات التي أُطِلقَت من دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال، والتأكيد على اللجان المختصة بأنّ تقوم بوضع الآليات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج بما يتعلّق بحماية البيئة، والاستفادة من مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين أطلقهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتعزيز الجهود الخليجية المشتركة لمواجهة التحدّيات البيئية، ورفع الغطاء النباتي، وزيادة الاعتماد على التقنيات النظيفة لجميع مصادر الطاقة، ومكافحة التلوث والحفاظ على الحياة البيئية بكافّة أشكالها، بما يُحَقِّق أفضل سُبُل العيش الكريم لشعوبها، وبما يتوافق مع ظروف وأولويات الدول الأعضاء وخططها التنموية ويتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
وأكَّدَ القادة على أهميّة مُتابعة إنجاز أهداف الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون لتحقيق التنوع الاقتصادي، وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية والفُرَص المُتميّزة لمُضاعفة الاستثمارات المشتركة بين دول المجلس، وتطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات بين دول المجلس، ودَعم وتعزيز الصناعات الوطنية وتسريع وتيرة نُموّها، وتوفير الحماية اللازمة لها، ورفع تنافسيتها، والوصول بها إلى موقع ريادي صناعي قادِر على المنافسة عالميًّا، وإزالة كافّة العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل الاقتصادي المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكَّدَ القادة على أهميّة تعزيز التعاون المشترك لاستمرار مُكافحة جائحة كورونا-كوفيد 19 ومتحوّراتها الجديدة، وأهميّة دَعم مسيرة العمل الجماعي لمكافحة الأوبئة والأمراض والجوائح المماثلة مُستقبليًّا -حال حدوثها-، وتشجيع اقتراح السياسات والاستراتيجيات الفعّالة للتعامل مع مثل هذه الظروف مستقبلًا، بما يساعد على مُكافحتها والتعامُل مع تداعيّاتها الاقتصادية والاجتماعية وظروف السفر والتنقل بين دول المجلس.
كما أكَّدَ القادة على استمرار دَعم وتعزيز دور المرأة الخليجية في برامج التنمية الاقتصاديّة ومُشاركتها في العمل الخليجي المشترك، وتشجيع دور الشباب في قطاعات المال والأعمال، وتنمية العمل الإغاثي والإنساني والتطوعي.
كما أكَّدَ القادة على تعزيز العمل المشترك نحو التحوُّل الرقمي، والتقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون وبناء التحالفات في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات، بما ينسجم مع تطلُّعات دول المجلس، ودَعم دور الشباب والقطاع الخاص والمؤسّسات الصغيرة والمتوسطة في نُموّ التنوُّع الاقتصادي والتحول الرقمي، وتشجيع الشراكات والمشاريع والمبادرات في هذا المجال.
وكلف القادة اللجان والهيئات والمجالس الوزارية وكافة أجهزة مجلس التعاون، كل فيما يخصه، بوضع البرامج اللازمة لوضع هذه المبادئ والمرتكزات موضع التنفيذ.
أربع قمم متتالية في السعودية
استضافت السعودية العديد من قمم قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنها أربع قمم اعتيادية متتالية؛ حيث عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورته التاسعة والثلاثين في مدينة الرياض، بتاريخ 2 ربيع الآخر 1440هـ/ 9 ديسمبر 2018م، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.، كما عقد المجلس دورته الأربعين في مدينة الرياض، في 13 ربيع الآخر 1441هـ / 10 ديسمبر 2019م، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.، وفي 2021م عقد المجلس دورتهُ الحادية والأربعين في محافظة العلا، في 21 جمادى الأولى 1442هـ/ 5 يناير 2021م، تحت مسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح)، بقاعة مرايا في محافظة العلا، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ثم كانت القمة الرابعة على التوالي التي تستضيفها السعودية؛ حيث عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورتهُ الثانية والأربعين في مدينة الرياض، في 10 جمادى الأولى 1443هـ / 14 ديسمبر 2021م.
الاختبارات ذات الصلة