النِّدافة والتنجيد، هي إحدى المهن القديمة في المملكة العربية السعودية، تختص بصناعة الأثاث المنزلي وتجديده بأدوات خاصة وطُرق عمل محددة، وتطلق على عملية حشو بعض أنواع المفروشات بالقطن أو نبات الطرف (الرير)، كانت الندافة قديمًا تعتمد على المهارة اليدوية لصاحب هذه المهنة الذي يسمى "النَّداف" أو "المُنجِّد". انتشرت الندافة في معظم مناطق المملكة، وما زالت كذلك لكن أدواتها وطرق العمل فيها تطورت في العصر الحديث.
عمل الندافون على صناعة منتجات متعددة، خُصّص معظمها لاستخدامات المنازل وتأثيثها، ومنها: الوسائد، المطارح المستخدمة للنوم أو الجلوس، المساند المخصصة للجلوس وتوضع خلف الظهر وتكون ملاصقة للجدران، إضافة إلى المراكي أو الأرائك التي استخدمت للاتكاء.
أدوات الندافة والتنجيد قديمًا
استخدم الندّافون أو المُنجّدون قديمًا أدوات متعددة لإتمام عملية التنجيد، منها: العصا "المندفة"، وهي قطعة طويلة من الخشب استخدمت لضرب القطن وفك تشابكه، وذلك لجعله أكثر نعومة وملاءمة للندافة، وكذلك الإبر والخيوط التي تستعمل لخياطة وإغلاق الفُرش المحشوة بالقطن بعد حشوها، إلى جانب القوس والوتر والشمع والكشتبان.
وإلى جانب أدوات التنجيد والندافة، استعمل الندّافون القطن بوصفه المادة الخام لصناعة المفروشات والأثاث المنزلي، إضافة إلى استخدامهم للطِّرْف وهو نبات بري ينمو في بعض مناطق المملكة، ويشبه القطن في خصائصه ومناسبته لحشو قطع الأثاث المنزلي.
المهن المترافقة مع الندافة والتنجيد
تتشابه مهنة النِّدافة مع مهن أخرى في المملكة، منها: مهنة القطانة، وهي صناعة الفُرش العربية كالطراريح والمساند، من خلال حشوها بالقطن ثم تلبيسها بالقماش الذي يختاره الزبون، إضافة إلى صناعة اللحف من القطن وتزيينها بزخارف وأشكال هندسية متنوعة، ويسمى من يعمل بهذه المهنة "القطّان".
الندافة والتنجيد حديثًا
في العصر الحديث، يستخدم المُنجّدون الآلات الحديثة لمساعدتهم على إنجاز عملهم بسرعة وكفاءة، كآلات الخياطة وأدوات التنجيد الثابتة والمحمولة، ويستعملون الأقمشة الجاهزة والإسفنج الخام لصناعة الأثاث أو لتجديد القديم منه، وتعد مهنة التنجيد من المهن المرخصة في المملكة، وتُزاول في محلات ومعامل مخصصة لذلك، وهي تتطلب إلمامًا بأساسيات الخياطة وتنجيد الأثاث قبل البدء بممارستها.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة