سياحة الكهوف في السعودية، هي أحد وجهات الجذب السياحي لأنماط السياحة البيئية والجيولوجية في المملكة العربية السعودية، تعد أحد أنشطة المستكشفين والباحثين المختصين، والهواة، والمتنزهين، حددت وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عدد من الكهوف، كبداية لتفعيل سياحة الكهوف في المملكة، وتعمل على اكتشاف المزيد منها والوقوف على جاهزيتها، وإدراجها كأحد عوامل الجذب السياحي، والتنمية الاقتصادية في السعودية.
تعد سياحة الكهوف في السعودية، ثروة سياحية اقتصادية، تساهم في التعريف بمعالمها الخفية، ضمن بيئتها الصحراوية الشاسعة، وتعزز مخرجات البحث العلمي الأكاديمي، وتساهم في استقطاب الخبراء والباحثين في التخصصات الجيولوجية والهندسية والبيئية، لاكتشاف العديد من الآثار لبقايا عظام الحيوانات والآثار البشرية المحفوظة في حالة جيدة في باطن بعض كهوف المملكة، ويعود تاريخها لآلاف السنين. كمصادر لدراسات تطور الكائنات.
طبيعة الكهوف في السعودية
تتكون الكهوف في السعودية من طبيعة صخرية، لهوابط وصواعد كلسية، ونحت المياه على الأسطح الداخلية للصخور، تضفي مع تشكيلات من الصفائح الصخرية حول محيطها مناظر خلابة، وتحوي بعض كهوف المملكة نقوش أثرية حولها أو داخلها، يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، وتؤمن عدد من الكهوف البيئة المناسبة للحياة الفطرية والكائنات الحية، مثل الخفافيش، وأنواع من الطيور والثدييات.
برنامج السياحة الجيولوجية لسياحة الكهوف
اهتمت المملكة منذ منتصف الثمانينات الميلادية، بالكهوف والمغارات (تُعرف محلياً بالدحول)، وأطلقت وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، برنامج السياحة الجيولوجية، لتطوير سياحة الكهوف بالمملكة، كأحد الأهداف الاستراتيجية لتنويع المنتج السياحي الوطني، بالاستفادة من المعالم الجيولوجية الطبيعية، مع الحفاظ عليها، وتفعيل سياحة الكهوف في المملكة، وزيادة فرص العمل والتنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
ووُضعت برامج زيارات ميدانية لكهوف المملكة، لمعرفة جاهزيتها لاستقبال السياح، وأُبرمت اتفاقية إقامة برامج تدريبية للمرشدين السياحيين بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل)، وصدرت أبحاث ميدانية علمية للعديد من الكهوف في مناطق مكتشفات الصخور الرسوبية.
مواقع سياحة الكهوف في السعودية
تتواجد الكهوف والمغارات، على امتداد المملكة، ويعد كهف شعفان في حرة النار جنوب منطقة حائل أحد أكبر الكهوف المكتشفة حديثا بالسعودية، بطول نحو 2 كلم وارتفاع نحو 8 م، ويصل عمقه إلى 800 م تحت سطح الأرض، ويتميز بتكوينه الجيولوجي المتنوع، فيما يقع كهف درب النجم في صحراء المجمعة الشرقية، ويتكون من تجويف يبلغ عمقه نحو 100م، ولا يمكن النزول إليه إلا بواسطة حبل، وهو مناسب لهواة التسلق.
ويعتبر غار أم جرسان في حرة خيبر، على بعد 200 كلم شمال المدينة المنورة، طريق المدينة – خيبر، من أماكن الجذب السياحي، وأحد الكهوف الكبيرة في الجزيرة العربية، بطول يقارب 1496 م، إضافة إلى دحل الطحالب، وكهف الفندق، وكهف المربع في منطقة الصمان على بعد 220 كلم شمال شرق العاصمة الرياض، و كهف العقرب الأسود في منطقة الحدود الشمالية، والكهوف الأنبوبية الناتجة عن الانفجارات البركانية على مر آلاف السنين في مناطق حرة خيبر في منطقة المدينة المنورة، مثل كهف "أم غريميل" البركاني، بارتفاع نحو 6 م، وعرض 12م، المحتوي على بقايا عظام لحيوانات مختلفة منذ مئات السنين، وأعشاش طيور بكميات كبيرة.
متطلبات سياحة الكهوف في السعودية
يُشترط في رواد سياحة الكهوف ضمان المحافظة على بقاء الموارد الطبيعية والمكتسبات الأثرية بكراً، والاستعانة بالمرشدين، من خلال منظم رحلات معتمد برفقة دليل سياحي مؤهل، وفق المعايير المطلوبة لتوفير سياحة آمنة، تضمن سلامة السائح وسلامة بيئة الكهف، واستخدام الملابس والأحذية الملائمة، والإسعافات الأولية، وخوذة الرأس والإضاءة، والحبال والسلالم لاستخدامها في النزول والصعود، والابتعاد عن المواقع غير المُؤهَّلَة.
وقد زودت الكهوف السياحية بلوحات تعريفية وإرشادية، وحددت العناصر اللازمة لتطوير المنطقة المحيطة بالكهف بما يضمن عدم تشويه المنطقة بصرياً، باستخدام الصخور والأشجار، من أصل المنطقة.
فريق استكشاف الكهوف السعودي
شكل مجموعة من الخبراء والمرشدين السياحيين، فريقاً خاصاً بسياحة الكهوف في السعودية واستكشافها، باسم فريق استكشاف الكهوف، مرخص من قبل الهيئة السعودية للسياحة، لممارسة الإرشاد السياحي للكهوف، والمشاركة في تطوير السياحة الجيولوجية بالمملكة، والمساهمة في حفظ الثروات البيئية الوطنية، واستكشاف مقدرات السعودية من الكهوف وتقديمها كمنتج وطني.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة