تم نسخ الرابط بنجاح

كهف أم جرسان

saudipedia Logo
كهف أم جرسان
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

كهف أم جرسان، أو غار أم الجرسان، هو واحدٌ من ضمن 1,826 كهفًا ودحلًا تتوزَّع في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، وهو قناة أنبوبية بركانية يمتد على هيئة نفق بطول يصل إلى 1350م، بلغ أقصى ارتفاع فيه 12م وعرضه 45م، كما له امتداد كبير وأكثر من فتحة بعضها نافذ لعمق يصل إلى 25م تقريبًا.

موقع كهف أم جرسان

يقع الكهف وسط طفوح حرة خيبر البركانية، ويبعد نحو 200 كم شمال المدينة المنورة، طريق المدينة – خيبر، ويحوي داخله موجودات أثرية من جماجم بشرية وعظام لحيوانات مفترسة وكتابات يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ويعد من أكبر الكهوف الموجودة في الجزيرة العربية.

تكوّن كهف أم جرسان

تكوّن كهف أم جرسان من تدفق الحمم البركانية في فترة ثوران براكين منطقة خيبر، وذلك في مجار طويلة منحدرة مع ميل الأرض باتجاه الغرب، إذ بردت الأجزاء السطحية من الطفوح البركانية وبدأت بالتصلب، في حين بقيت الحمم في أسفله محافظة على حرارته بالتدفق حتى توقف ثوران البركان وانتهاء سيلان الحمم الملتهبة داخل الكهف.

دلائل استيطان بشري في كهف أم جرسان

أعلنت هيئة التراث في 8 شوال 1445هـ/17 أبريل 2024م، عن دلائل استيطان بشري في كهف أم جرسان، عثر عليها علماء الآثار بالهيئة، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ضمن أعمال "مشروع الجزيرة العربية الخضراء"، ونُشرت الدراسة الخاصة بهذه الدلائل في مجلة “plos one”، وتعد الأولى في مجال البحث الأثري في كهوف المملكة، حيث أظهرت أن أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، ويتراوح عمر أقدمها ما بين 7 - 10 آلاف عام، واستمرت حتى فترة العصر النحاسي والعصر البرونزي.

كما أكدت الدراسة على استخدام الكهف من قِبل الجماعات الرعوية، وتمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية المؤرخة بواسطة الكربون المشع c14، ويعود أقدمها إلى 4100 عام ق. م، والجماجم البشرية التي يعود أقدمها إلى 6000 عام ق. م، كما كُشف عن بعض المعثورات، مثل: الخشب والقماش وبعض الأدوات الحجرية، وعدد من واجهات الفن الصخري شملت مشاهد لرعي الماعز والغنم والبقر باستخدام الكلاب وأخرى للصيد والتي تُظهر أنواعًا مختلفة من الحيوانات البرية. وخلصت الدراسة إلى أهمية الكهوف التي استخدمتها الجماعات البشرية ومسارات الصهارة البركانية القديمة في السعودية.

وسبق أن أعلنت هيئة التراث في 18 ذو القعدة 1442هـ/28 يونيو 2021م عن توصل علماء آثار وأحافير من الهيئة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، إلى اكتشاف داخل كهف أم جرسان، إذ عُثر على مخلفات من الآثار والأحافير، إضافة إلى غنى الكهف بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات؛ ومنها حيوان الضبع المخطط، والخيل والحمير البرية المتوحشة والأليفة، والجمال المتوحشة والأليفة، والوعل والماعز والبقر، وجمعيها كانت بحالةٍ جيدة رغم مرور الزمن، وكذلك جماجم إنسان.

الاختبارات ذات الصلة