قصر عروة بن الزبير

قصر عروة بن الزبير، هو قصر أثري على ضفاف وادي العقيق بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، شُيد نهاية القرن الهجري الأول، يبعد عن المسجد النبوي نحو 3.5 كم، يقع على الطريق المؤدي إلى ميقات ذي الحليفة (ميقات أهل المدينة) على طريق جدة - مكة المكرمة القديم.

يعود قصر عروة بن الزبير إلى التابعي عروة بن الزبير، ويتميز بوجوده في وادي العقيق الذي يضم قصورًا تعود للعصرين الأموي والعباسي، من أبرزها قصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، إضافةً إلى وجود بئر عروة التي تتميز بعذوبة مياهها.

يتربع القصر على الشاطئ الشرقي لوادي العقيق، بالقرب من ثنية العقيق التي تواجه جبل جماء تضارع في الطرف الغربي من حرة الوبرة، وعند بناء القصر استصلح عروة بن الزبير الأرض وعمل على تسويتها تمهيدًا لزراعتها، وحفر السواقي وشق خليجًا من وادي العقيق إلى أرضه للاستفادة من مائه، إذ كانت المباني في أول الأمر عبارة عن جنابذ، (الجنبذة بناء بسيط مرتفع ومستدير على هيئة القبة).

يحتوي القصر على ثلاثة أفنية بمساحات مختلفة، فناءان يطل على كل منهما ثلاث غرف،  والفناء الثالث تفتح فيه غرفتان ومطبخ، متوسط مساحات هذه الغرف (2,20م في 3,70م). وبنيت جدران القصر بحجارة الحرة بسمك 50 سم على بعضها طلاء من الطين، وأخرى من الجص، والأرضيات مدكوكة بالحصى، وعليها طبقة من الطين والجص، ويوجد بلاط من الآجر وعتبات مشذبة من الحجر البركاني.

بعد أن شيّد عروة بن الزبير قصره واستصلح أرضه حفر ثلاث آبار، بئر داخل القصر، وبئر تسمى العسيلة، وبئر السقاية في ضفة الوادي، ولا تزال بئر القصر وبئر السقاية موجودتين إلى هذا اليوم، والبئر الأخيرة تغنّى بها الشعراء لعذوبة مائها وصفائه وبرودته، وهي على طريق المسافرين إلى مكة المكرمة وكانوا يتزودون منها بالماء دون غيرها، ولا يزال أهل المدينة المنورة يسمون الطريق بطريق عروة، وكان هذا الطريق هو درب المسافر إلى مكة المكرمة.

في عام 1435هـ/2014م، عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا) على ترميم وتأهيل قصر عروة بن الزبير، وشملت أعمال الترميم التدعيم والفك والإزالة وترميم الأساسات ومعالجة التربة وترميم الجدران الحجرية والطينية، وترميم الأعمدة والأقواس الحجرية والأسقف الخشبية، ومعالجة التشققات وأعمال اللياسة بأنواعها، وأعمال العزل، وترميم الأبواب والنوافذ الخشبية، والأعمال الكهربائية والميكانيكية.