مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم

مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم هو مشروع لإنشاء واحد من أكبر مصانع العالم لإنتاج وتوليد الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد مصدر طاقة نظيفًا ومتجددًا، بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 1.2 مليون طن سنويًّا بحلول عام 2026م، ثم تصديره للأسواق العالمية. ويقلل المشروع عند اكتماله انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو ثلاثة ملايين طن سنويًّا، ويقع نطاقه ضمن نيوم، أحد المشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية.

يشارك في تطوير وتنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر ثلاث شراكات عالمية، هي شركة نيوم، وشركة أكوا باور، وشركة إير برودكتس، وذلك من خلال اتفاقية مشتركة وقعت في 16 ذي القعدة 1441هـ/7 يوليو 2020م .

وتستخدم في المشروع تقنيات وأنظمة حديثة لتوليد الطاقة النظيفة، ويهدف إلى قيادة قطاعات الطاقة المتجددة مستقبلًا، مما يجعل السعودية من الدول الريادية في التنمية العالمية، كما يُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بتنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي دون الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي.

يهدف مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم إلى توليد ما يزيد على 4 جيجاوات من الكهرباء، من خلال الطاقة المتجددة المستمدة من الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والتخزين، وإنتاج نحو 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر في اليوم الواحد، مما يسهم في الحدّ من تغير المناخ، وزيادة فرص العمل.

يُستفاد من إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر وقود لوسائل النقل المتنوعة ومحطات الطاقة، كما يُستخدم كمادة تغذية خضراء في عدد من الصناعات التحويلية كالإسمنت، والفولاذ، وإنتاج الأسمدة، كما يُعد أساسًا للمواد الكيميائية الخضراء، واقتصاد الكربون الدائري، والوقود الأخضر. 

ومن المقرر أن يصبح المصنع التابع لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر (NGHC)، الذي يتم بناؤه في أوكساچون، أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر للاستخدام التجاري في العالم. وتم اختيار منطقة أوكساچون، موطن الصناعات المتقدمة والنظيفة في نيوم، لتكون مقر شركة نيوم للهيدروجين الأخضر لما تتمتع به من وفرة في الموارد الطبيعية، ولموقعها الاستراتيجي على ساحل نيوم، إلى جانب الفرص العديدة التي تعزز من قدرات التصنيع نتيجة القرب من عدد من المرافق المتطورة والداعمة واستقطاب مزيد من الشركات لحجز أماكن لها في أوكساچون. 

وكانت نيوم أعلنت خلال عام 2022م، ومن خلال شركتها التابعة "إينووا" المحدودة، عن إنشاء أول مركز لابتكار وتطوير الهيدروجين HIDC الذي يقع في مركز الابتكار والأبحاث لمدينة أوكساچون، وسيعمل المركز على تسريع إدخال تقنيات جديدة إلى الأسواق بعد مرحلة تطويرها في المختبرات، وإنتاج وتسويق منتجات وقود الهيدروجين الأخضر واستخدامها ونقلها.  

وتم الانتهاء من تحضير موقع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى استكمال إجراءات انتقال إدارتها من نيوم، ويجري العمل على بناء المصنع، في حين بدأ فريق الشركة بالعمل على الأرض، لتكون أول جهة تباشر عملها من بين الجهات التي حجزت مكاناً لها في أوكساچون.

وفي حين يعتبر توليد الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري أحد أكبر المسببات لانبعاثات الكربون والاحتباس الحراري، فإن حجم إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي ستقدمه شركة نيوم للهيدروجين الأخضر سيسهم في تقليص البصمة الكربونية للعديد من الصناعات في قطاعات مختلفة. وتشير التقارير إلى أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يشكل 12٪ من مزيج الطاقة العالمي، ليصل حجم سوقه في المنطقة إلى نحو 750 مليار ريال بحلول عام 2050م.