فن الرايح

فن الرّايح، ويُعرَف كذلك برايح بيشة، هو أحد الفنون الشعبية الفلكلورية والرقصات التقليدية المرتبطة بالمناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية، ويُعرف أساسًا في محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير. والرايح شائعة كأسلوب موسيقي في الفنون الجنوبية بشكلٍ عام.

تُقدّم أهازيج فن الرايح قصائد شعريّة شعبية، وتعكس تلك القصائد في معظمها ثقافة الأدب الشعبي التقليدي في السعودية، الذي يتضمن مواضيع العاطفة والارتحال والصداقة، تؤدى في ترنيمةٍ بأصوات المؤدين الجماعية، وتعكس تلك القصائد تنوّع اللهجات على امتداد مناطق الساحل الجنوبي من السعودية.

يُعد فن الرايح تراثًا غير مادي ضمن الفلكلور الشعبي في المنافسات الوطنية الثقافية لوزارة الثقافة، التي أطلقت مسابقةً للفوز بجوائز مادية عام 2019م، يتنافس فيها عدد من الفنون الشعبية ضمن مسار الرقص الشعبي. كما قُدم أداء فن الرايح بوصفه نشاطًا ترفيهيًا ضمن مهرجان "صيف الأحساء 2010"، إلى جانب سبعة فنون فلكلورية سعودية.

يقتصر أداء الرايح غالبًا على الرجال، نظرًا لارتباط نجاح أدائه بقوة الصوت الجماعي الجهور في الغناء، ويُعد الرايح أحد ألوان الفلكلور الشعبي المُشترك بين عدة محافظات سعودية على امتداد المناطق الجنوبية، مثل بيشة وتهامة والقنفذة.

يؤدى فن الرايح ضمن الاحتفالات الاجتماعية والوطنية في المناطق الجنوبية، كما يُعد أحد أكثر الفنون الشعبية التي تتضمنها احتفالات محافظة بيشة في منطقة عسير، ويؤدى كذلك خلال الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني، والأعياد الإسلامية، والمهرجانات الوطنية للقُرى التراثية، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وفعاليات مهرجان "أبها يجمعنا" السنوي.

تعكس الرقصة التقليدية للرايح طقسًا احتفاليًا في سياق المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزواج، وهي تُشبه نوعًا ما النمط التقليدي للرقصات التقليدية في السعودية، إذ تأخذ نمط الصفوف المُتقابلة على ساحة الرقص وحمل العصي، وقد تتقاطع الرقصة التقليدية لفن الرايح مع العرضة النجدية في حمل أداة يعتمد معظم الأداء الحركي عليها، مع اختلافها عن العرضة في سرعة الأداء وحمل العصي بدلاً من السيف، وتختلف عن بقية الرقصات التقليدية في نوع التجاوب الحركي والصوتي بين الصفين.