مدينة وعد الشمال

مدينة وعد الشمال، هي مدينة متكاملة للصناعات التعدينية، تقع في منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية، وتمتد على مساحة 440 كم2 غربي محافظة طريف، وتبعد عن مطار طريف المحلي نحو 18 كلم وهو أقرب مطار إليها،  أقر مجلس الوزراء إنشاءها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1433هـ/2012م، وبلغت تكلفة مشروع بنائها نحو 85 مليار ريال.

في عام 1440هـ/2018م، دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المرحلة الأولى من منظومة مشاريع مدينة وعد الشمال الصناعية، التي تقع على مساحة 290 كلم2، وخصصت أرض ‏مجاورة لها مساحتها 150 كلم2 لمشروع شركة معادن ‏للصناعات الفوسفاتية، الذي يُعدُّ من الركائز الرئيسة للمدينة ومشروعاتها.

أُنجزت المرحلة الأولى للمدينة التعدينية في وقت قياسي، وفق أرفع المواصفات العالمية، إذ انطلقت أعمال الإنشاء فيها بداية 1435هـ/2014م، ودُشنت المرحلة الأولى بعد أربعة أعوام، ‏ووفقًا للمخطط، تشتمل المدينة على: بنى تحتية للصناعة ومرافق اجتماعية لتكون ‏جاذبة للاستثمارات الصناعية التحويلية الأخرى، منطقة خدمات، مركز لإنتاج الغاز غير التقليدي، منطقة صناعية، مدينة سكنية، معهد للتعدين، إضافةً إلى البنى التحتية التي تشمل: مباني هيئة "مدن" الإدارية ومحطة توليد الطاقة الكهربائية المركبة المتكاملة ومحطات ومشروعات المياه، وترتبط بها ثلاثة أرصفة بحرية بُنيت وخُصصت للمدينة في ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي، وسكة حديدية تربطها بمعامل واسط التابعة لأرامكو السعودية وبمدينة رأس الخير الصناعية.

تدير الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية مدينة وعد الشمال وتطورها، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة، وبعد استكمال المرحلة الثانية للمدينة سيرتفع إنتاج السعودية من الأسمدة الفوسفاتية إلى تسعة ملايين طن سنويًّا، لتصبح ثاني أكبر منتجٍ للأسمدة الفوسفاتية في العالم، إذ تحوي السعودية نحو 2.7 مليار طن، ما يعادل 7% من إجمالي الفوسفات عالميًّا.

تهدف مدينة وعد الشمال إلى خفض معدلات البطالة، عبر توليد 22 ألف وظيفة، جلها لأبناء المنطقة بعد صقل مهاراتهم وقدراتهم، وكانت قد سجلت سابقًا إبان المرحلة التأسيسية الأولى، التي تولتها شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، تدريب وتأهيل أكثر من 2,640 شابًا سعوديًّا في مرافقها، 85% منهم من أبناء المنطقة عملوا لدى أكثر من 20 مقاولًا في المشروع، فيما استقطبت شركة معادن نحو 450 شابًا للعمل لديها، 74% منهم من أبناء المجتمع المحلي، يشغلون وظائف هندسية وفنية وإدارية.