سد السبعين

سد السبعين، هو أحد معالم روضة سدير شمالي غرب الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، تجاوز عمره أربعة قرون ولا تزال آثاره باقية، وهو يتكوّن من 70 عبّارة ينساب من خلالها ما يرتفع من المياه عن منسوب السيل في سدير.

يعود بناء هذا السد التاريخي إلى عام 1057هـ/1647م، وقد حقق هذا السد فوائد عدة لأهالي روضة سدير تاريخيًّا، بتوفير المياه التي يحتاجونها لري مزارعهم، خاصة أنها أعلى بلدة في وادي الفقي، وهي أول بلدة تستقبل سيل هذا الوادي، وكان قبل ذلك منخفضًا مجراه عنها ولا تستفيد منه إلا فائدة يسيرة، ففكر أهلها أن يضعوا حاجزًا يرفع الماء إلى مستوى نخيل البلدة ومزارعها لكي ترتوي، وما زاد يأخذ مجراه مع وادي الفقي إلى بقية نخيل بلدان سدير ومزارعها.

لم تجد فكرة بناء السد القبول الذي يجعل بناءه سلسًا في البداية، ثم حين بُني وُضع له حاجز وجُعل له 70 معبرًا تسمى حتى الآن بالسبعين، وإذا طغى الماء فوق السبعين فهو سيل كبير فيقال "صبت السبعين"، وتضاف إلى رميزان فيقال "صبت سبعين رميزان"، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم تأخذ الروضة حصة كبيرة من هذا الوادي.

كان لرميزان بن غشام دور كبير في تأسيس بلدة روضة سدير، وحكمها مدة 22 عامًا، ومن إنجازاته إقامة سد السبعين، وجعل لكل مزرعة مسيلًا من هذا السد، وقد بُني من الحجارة المحكمة بعرض متر وارتفاع مترين إلى ثلاثة أمتار.

رغم قلة الإمكانات وقلة المعرفة الهندسية حينها، إلا أن سد السبعين يتميز بتصميمه وتنفيذه، الذي كان بجهد أهالي البلدة وقتها، وقد أصبح مثلًا يذكر عندما تزداد السيول بكلمة "صبت السبعين"، وقد عزز السد الأهمية التاريخية لروضة سدير.