

المسرح في السعودية هو كل ما يختص بالأنشطة المسرحية، من تأليف وعروض أدائية ومسارح حول المملكة، تنظم وتدار وتسن لوائحها وقوانينها من قبل وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، وتدرس فنون المسرح عبر تخصص علمي متاح في برنامج وزارة الثقافة للابتعاث الخارجي، وبحلول عام 1440هـ / 2019م بلغ عدد العروض المسرحية في المملكة 125 عرضًا مسرحيًّا، قُدمت على مسارح جمعيات الثقافة والفنون الموزعة على امتداد 13 منطقة إدارية من مناطق المملكة.
مراحل تطور المسرح في السعودية
نشأة المسرح في السعودية
برزت البوادر الأولى للمسرح السعودي بعد تأسيس السعودية بـ 30 عامًا، من خلال الكتابة المسرحية التي نُشرت فصولها في الصحف والمجلات المحلية، وكانت مسرحية "الظالم نفسه" للشاعر السعودي حسين سراج علامة البداية لنشأة الممارسات المسرحية في المملكة، وذلك في عام 1350هـ/1932م.

تاريخ المسرح في السعودية
ظل التأليف المسرحي العنصر الوحيد النشط في الحركة المسرحية في المملكة نحو 37 عامًا، قبل إقامة عرض مسرحيٍّ عام 1389هـ/1969م، إذ أُقيم وقتها في العاصمة الرياض، بعنوان "ثمن الحرية". أما العروض المدرسية فقد سبقت العروض العامة والكتابة المسرحية، إذ يُؤرخ لبدايتها في عام 1348هـ / 1928م. وشهد عام 1354هـ / 1935م حضور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عددًا من المسرحيات المدرسية، إحداها بعنوان "كسرى والوفد العربي". كما تُشارك الفرق المسرحية المدرسية أو الجامعية ضمن مهرجاناتٍ محلية ودولية، فقد شاركت فرقة جامعة الملك عبدالعزيز عام 2009م في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بدولة تونس، ممثلةً المملكة بمشاركة فرق مسرحية من 20 دولة، وقدّمت فرقة جامعة الملك عبدالعزيز مشاركاتها ضمن المهرجان سنويًّا، كان أبرزها العرض المسرحي لمسرحية سعودية بعنوان المعطف.
وتُشرف وزارة التعليم على عدد من المهرجانات الثقافية المتخصصة في تقييم أداء الفرق المسرحية التعليمية، مثل مهرجان الفرق المسرحية الذي تستضيفه سنويًّا إدارة تعليم في محافظة سعودية مختلفة، كان منها مهرجان الفرق المسرحية في إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر، مهرجان الفرق المسرحية في دورته الـ 13 خلال عام 1440هـ/ 2018م، وشاركت في المهرجان عشر فرق مسرحية تأهلت من التصفيات الأولية، وتتبع أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الفرق المسرحية في دورته الـ 13 العروض المسرحية الرسمية داخل المهرجان.
وتركز اللجان في مثل هذا النوع من المهرجانات على التفاوت الإبداعي بين مختلف العروض المقدمة، وتشجيع الفرق على فرص التدريب المتاحة، كما تدرس ضرورة إقامة ورش تدريبية للمعلمين المهتمين بالمسرح المدرسي في مجالات: الكتابة الدرامية للمسرح المدرسي، إدارة الممثل، الإخراج، المكملات والتقنيات المسرحية (الديكور، الأزياء، الإضاءة، الماكياج، الموسيقى والمؤثرات الصوتية)، مع ضرورة إشراك التلاميذ في اقتراح وتنفيذ كل عناصر ومكونات العرض المسرحي، بهدف ترجمة عنصر المشاركة الفعالة بغاية تنمية المهارات الأدبية والفنية الإبداعية لدى التلاميذ، باعتبارهم أساس وغاية الممارسة المسرحية بالمدرسة.
وأسهمت حركة النشر الصحفي والأدبي بمدينة مكة المكرمة في أولى محاولات تأسيس مسرح في المملكة عام 1380هـ/1960م، على يد الأديب السعودي أحمد السباعي، وسماه "دار قريش للتمثيل القصصي".
مثلت النصوص التراثية والقصص الدينية قاعدة انطلق منها المسرح في المملكة، ثم اعتمد على نصوص الأدباء والشعراء السعوديين، والمسرحيات المأخوذة عن نصوص عالمية، مثل مسرحية "طبيب بالمشعاب" 1394هـ/1974م عن مسرحية الأديب الفرنسي موليير "طبيب رغم أنفه". وفي مرحلة لاحقة جاءت النصوص الدرامية المحلية، التي تعبر عن التحولات الاجتماعية.واتسم المسرح السعودي في بداياته بالطابع الرومانسي، وعبر عن المأساة الاجتماعية والواقعية ثم التجريبية.
منصات أثرت في مسيرة المسرح السعودي
مع بداية البث التلفزيوني السعودي في الستينات الميلادية تأسس مسرح التلفزيون السعودي، الذي قدم للجمهور مجموعات من الممثلين ومؤدي الأصوات، ولوحات فنية متنوعة.وفي العقد الذي يليه بدأ التلفزيون تسجيل ونقل المسرحيات السعودية، التي كانت أولاها مسرحية "رَزّة والبطن خالي" عام 1394هـ/ 1973م،وقد تفرد بتقديم أمسيات غنائية قادتها أسماء سعودية بارزة، مثل محمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر، كما أسهم في صقل مواهب محلية شقت طريقها الفني المسرحي من خلاله، وتقدم فيه مجموعة من المسرحيات الكوميدية ثم تسجل وتعرض في التلفزيون أوقات المناسبات.
وفي تلك الفترة خضعت المنظومة المسرحية في المملكة لمبادرات الأفراد والهواة، حتى تأسست عام 1393هـ / 1973م أول مؤسسة حكومية معنية بشؤون المسرح، تحت اسم الجمعية العربية السعودية للفنون، التي تغير اسمها لاحقًا إلى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
نقطة تحول في تاريخ المسرح السعودي
شكلت سبعينات وثمانينات القرن العشرين ذروة النشاط المسرحي في مدن المملكة الرئيسة، الأمر الذي يعود لإنشاء فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وفاعلية مسارح الجامعات في المملكة، وتأسيس الأندية الأدبية في الرياض، ومكة، وجدة، والمدينة، وجازان، والطائف. كما برزت أعمال المسرح التجاري، تحت رعاية أمانات وبلديات المناطق والمحافظات، التي كانت تزدهر في مواسم الأعياد والمناسبات الوطنية والعطل الصيفية. وفي عام 1440هـ/2019م أسست وزارة الثقافة أول مسرح وطني سعودي حمل اسم المسرح الوطني في مركز الملك فهد الثقافي. كانت مسرحية "درايش النور"، أول الأعمال المسرحية التي قدمها المسرح في عام 1441هـ / 2020م.
كان قطاع المسرح قبل أن تتولاه وزارة الثقافة أحد القطاعات التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام (الإعلام حاليًا)، ثم أُلحق بوزارة الثقافة في 1439هـ/2018م، التي أفردت للمسرح هيئة خاصة تحت اسم "هيئة المسرح والفنون الأدائية" عام 1441هـ / 2020م، إذ جرى التعامل مع المسرح بصفته التزامًا ضمن أهداف برنامج جودة الحياة، منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030، كأحد البرامج التنفيذية التي تهدف إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
المرأة في المسرح السعودي
نما المسرح النسائي في المملكة ببطء على هامش المسرح العمومي، وحضرت الكتابات المسرحية للمرأة قبل وقوفها على المسرح بوقت طويل، فقد نشرت في عام 1407هـ/1987م مسرحية بعنوان "الموت الأخير للممثل" للأديبة السعودية رجاء عالم، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية.
واقتصر حضور المرأة المسرحي آنذاك على عروض متفرقة في الجمعيات النسائية والمدارس والجامعات، وتأسيس فرق مسرحية جامعية أو مستقلة في التأليف والتمثيل والعروض الأدائية. ثم أسهمت التغيرات المصاحبة لرؤية المملكة 2030 في تزايد المشاركة النسائية في المسرحيات الجماهيرية، بدءًا من عام 2018م،وتقدم هيئة المسرح والفنون الأدائية مبادرات من شأنها دمج العنصر النسائي عبر استقطاب المواهب وإقامة البرامج التدريبية للتطوير في مجال الكتابة والتمثيل المسرحي، وإتاحة وخلق الفرص للفنانات المسرحيات لاستعراض أدواتهن التمثيلية، وتجسيد القصص الاجتماعية عبر مسرحيات تحاكي واقع المجتمع السعودي بكافة أطيافه وفئاته العديدة.
وعرضت أول مسرحية نسائية «مونوكوليا» عام 1403هـ/1983م، من تأليف إبراهيم الحمدان، وإخراج سمعان العاني، وكان طاقم التمثيل نسائيا بالكامل، بما فيها اللوحات الغنائية وكافة المشاركين، رغم أن هناك أدواراً للرجال لكن الممثلات قمن بها،وكان للممثلة السعودية فاطمة بكر يونس دور رئيس في المسرحية، إلى جانب مجموعة من الممثلات السعوديات والعربيات، وفرقة استعراضية من فتيات قدمن فنا فلكلوريًّا قمن بالتدريب على أدائه في لوحات تعبيرية بارعة، كما كان الجمهور من النساء فقط، وعرضت المسرحية بإشراف من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، على مسرح مدارس الرياض.

أثر المسرح في الحركة الفنية بالسعودية
دور المسرح السعودي في إبراز المواهب المحلية
لعب المسرح السعودي دورًا مهمًّا في إبراز المواهب المحلية وتمكين الفنانين السعوديين المبتدئين ومنحهم فرصًا ذهبية لممارسة الفن المسرحي والمساهمة في صقل مهاراتهم الأدائية والتمثيلية، وذلك في مطلع الثمانينات من القرن العشرين، سواء على صعيد الكتابة والتأليف المسرحي أو التمثيل أو الإخراج، وتمثل مسرحية "تحت الكراسي" من كتابة أحمد الدبيخي، التي عرضت عام 1405هـ/ 1985م، أحد النماذج التي قدمت مجموعة من أهم الفنانين السعوديين الذين انطلقوا بعد ذلك في مسيرة حافلة بالأعمال السعودية الخالدة، مثل ناصر القصبي وعبدالله السدحان، ومحمد العلي وخالد سامي ومحمد الكنهل، وراشد الشمراني وعبدالله عسيري وبشير الغنيم، وغيرهم من الأسماء التي أصبحت معروفة ولامعة في الوسط الفني لاحقاً.
دور المسرح السعودي في إبراز اسم المملكة في المحافل الفنية العربية
وضعت المسرحيات السعودية بصمتها في المهرجانات العربية عبر عروض مسرحية احترافية، وأسهمت هذه المشاركات المحلية في إبراز النضج الفني الذي توصلت إليه الحركة الفنية في المملكة، وإظهار هويتها الثقافية الفريدة، إلى جانب الأيام الثقافية السعودية التي أقيمت في عدد من دول العالم، وشكلت جسرًا للتواصل مع ثقافات الشعوب المختلفة، إضافة إلى لحظات التكريم التي حظي بها المبدعون السعوديون في المحافل العربية، مثل تكريم المؤلف السعودي فهد الحارثي في الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، نظراً لمساهمته في إثراء المسرح السعودي والعربي.
دور الهيئة العامة للترفيه في زيادة العروض المسرحية في السعودية
أولت الهيئة العامة للترفيه اهتمامًا خاصًّا بالعروض المسرحية وقدمت خلال موسم الرياض 1443هـ/ 2022م مجموعة واسعة من المسرحيات في إطار توسيع الخيارات الترفيهية للمتلقي، وانعكس هذا الاهتمام بشكل إيجابي على الحركة المسرحية في المملكة، حيث ازدهرت منطقة بوليفارد رياض سيتي بمسارح مهيأة للعروض المسرحية، مثل مسرح بكر الشدي، ومسرح محمد العلي، قدمت 18 مسرحية عربية، و6 مسرحيات عالمية، مما وفر وجهة ترفيهية ثقافية، وعزز من ثقافة حضور المسرحيات لدى الجمهور السعودي المحلي.

أبرز المسارح في السعودية
تعد مسارح جامعة الأميرة نورة من أبرز المسارح في السعودية، وهي المسرح الأحمر والمسرح الأزرق، ومسرح البدر، إذ تقام عليها أهم العروض المسرحية، وتقدم فيها أبرز المسرحيات المحلية، والأمسيات الشعرية والحفلات الغنائية، إضافة إلى مسارح منطقة بوليفارد رياض سيتي، وهي مسرح محمد عبده ومسرح محمد العلي، ومسرح بكر الشدي، ومسرح أبو بكر سالم، إضافة إلى مسرح طلال مداح في مدينة أبها.
الفرق المسرحية في السعودية
مفهوم الفرق المسرحية في السعودية
يشير مفهوم الفرق المسرحية في السعودية إلى ممثلي المسرح السعودي في السياق المسرحي محليًّا وعالميًّا، ضمن فرق محلية تتنوع في تنظيمها الإداري ما بين فرق وطنية رسمية تمثّل المملكة ضمن مهرجاناتٍ عالمية، وفرق تجارية أهلية يقتصر دورها على العروض المحلية التجارية، غير الرسمية غالبًا، وهي أقل استمرارًا من الفرق الوطنية.
وترتبط الفرق المسرحية الوطنية بجهات حكومية ثقافية وتعليمية، مثل وزارة الثقافة، أو وزارة التعليم بامتداد فروعها في مناطق المملكة.وتشكّلت معظم الفرق المسرحية في المملكة انطلاقًا من نشاطٍ فردي لروّاد مسرحيين، أو ضمن ورشات عمل مسرحية تطوّرت فيما بعد لتكوين فِرق مستقلة.
نشأة الفرق المسرحية في المملكة العربية السعودية
تجاوزت ورشة أقيمت عام 1413هـ/ 1993م الممكن الذي كان يوفّره فرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف،وانتهت بتجربتها صوب المسرح البسيط، إذ غاب المكياج المسرحي عن عروض الورشة، وأُلغي الديكور بمعناه الكلاسيكي، وبُسّطت الأزياء، واستُبدلت الإضاءة بالإنارة، ويأتي هذا التبسيط انطلاقًا من مبدأ الكاتب جروتوفسكي، وهو: "يأتي أناس لا يرتاحون لأوضاع معينة في المسرح الاعتيادي فيأخذون على عاتقهم خلق مسارح فقيرة تضم ممثلين قليلين، ويقومون بتحويل المسارح إلى معاهد لتثقيف الممثلين، أو يأتي من هواة يعملون على هامش المسرح المحترف".
جاء تأسيس تلك الورشة ضمن بيانٍ رسمي عام 1413هـ/ 1993م، وقعه مجموعة من الأعضاء الذين أصبحوا لاحقًا أعضاء رسميين لفرقة مسرح الطائف، كما عُرفت فرقة مسرح الأحساء في سياق الفرق التي تأسست ضمن ورش عمل مسرحية ترأسها مسرحيون سعوديون، مثل سامي الجمعان.
ثقافيًّا، تُمنح الفرق المسرحية، بوصفها ممثلةً للمسرح السعودي، جوائز في المهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة، مثل مبادرة جائزة المسرح والفنون الأدائية التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية، التي تهدف إلى تقديم الجائزة للفرق المسرحية، سواء كانت محلية أو لمؤسسة إنتاج مختصة بالمسرح أو الفنون الأدائية، على جهودها وإنجازاتها وإسهاماتها في مجال المسرح أو الفنون الأدائية بشكل نوعي ومميز ومؤثر وملموس، وتُعد الفرق المسرحية من ممثلي المسرح المرشحين لتلك الجائزة.

تطور الفرق المسرحية في المملكة العربية السعودية
سعت هيئة المسرح والفنون الأدائية إلى تطوير الفرق المسرحية بوصفها ممثلةً للمسرح السعودي، من خلال تنظيم ورش مسرحية ترفع من إنتاج قطاع المسرح السعودي وإثرائه بالمعرفة اللازمة التي يتطلبها تطوير الصناعة المسرحية السعودية في مختلف تخصصاتها، التي تشمل التمثيل والإخراج والتصميم وإدارة المسرح والمجالات التقنية، إضافة إلى تعزيز قدرات الممارسين المسرحيين وتنمية مواهبهم.
المهرجان الوطني للتراث والثقافة
يُعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة السنوي المعروف باسم "الجنادرية"، مساحة مفتوحة للوحات الاستعراضية والموسيقية والمشاهد المسرحية، منذ ثمانينات القرن العشرين، كما يقدم عروضًا مسرحية تجمع خبرات المسرحيين من كافة مناطق المملكة، ويعد محفلًا ثقافيًّا يخدم هواة المسرح ومحترفيه من كتاب وممثلين ومنتجين، ويعد عام 1413هـ/1993م نقطة تحول في مسيرة العروض المسرحية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، حيث شهد تنظيمًا واضحًا شكّل لجانًا وفعاليات مستقلة، أثرت إيجابًا في الحركة المسرحية السعودية، وقدمت هذه الفترة مجموعة جديدة من الفرق المسرحية، مع تطور ملحوظ في المستوى التمثيلي والأداء المسرحي.
مشاركة الفرق السعودية في المهرجانات المسرحية الدولية
في مسيرة المسرح السعودي تبرز مشاركات الفرق السعودية في المهرجانات المسرحية الدولية، إذ تمثل إحدى أهم التجارب التي تثري الفرق المسرحية، وتقدم فرصًا ذهبية للتمازج الثقافي، وإبراز الثقافة السعودية المحلية، عبر تقديم الفن المسرحي بمواهب سعودية من كتاب وممثلين ومخرجين. من أمثلة هذه المشاركات مشاركة فرقة طلبة جامعة الملك سعود في الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي في المغرب عام 2023م.
هيئة المسرح والفنون الأدائية
نشأة هيئة المسرح والفنون الأدائية
تأسست هيئة المسرح والفنون الأدائية في 10 جمادى الآخرة 1441هـ /4 فبراير 2020م، وهي واحدة من 11 هيئة ثقافية صدرت موافقة مجلس الوزراء على إنشائها في وقت واحد، وتعد الهيئة الجهة المعنية بتنظيم قطاع المسرح والفنون الأدائية في السعودية، وتشمل مسؤوليتها تطوير القطاع والنهوض بمقوماته، وتنظيم وإقامة المؤتمرات والمعارض والفعاليات والمسابقات المحلية والدولية، وذلك في حدود اختصاصاتها.
تتمتع الهيئة بشخصية اعتبارية عامة، وباستقلال مالي وإداري، ولها ميزانية تشغيلية سنوية ضمن ميزانية وزارة الثقافة، وترتبط تنظيميًّا بوزير الثقافة، ويخضع منسوبوها لنظام العمل ونظام التأمينات الاجتماعية.
تدير الهيئة معظم أعمالها من مقرها الرئيس في العاصمة الرياض، ولها مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة، ويتولى الإشراف على إدارة شؤونها وتصريف أمورها، ويتخذ جميع القرارات اللازمة لتحقيق أهدافها.
مهام هيئة المسرح والفنون الأدائية
تعمل هيئة المسرح والفنون الأدائية، وفقًا لما نصت عليه الترتيبات التنظيمية لها، على تنفيذ مهام عدة، أبرزها: اقتراح مشروعات الأنظمة والتنظيمات التي تتطلبها طبيعة عملها، واقتراح المعايير الخاصة بقطاع المسرح والفنون الأدائية، ورفعها لوزارة الثقافة لاعتمادها، والترخيص للأنشطة بمجال عمل الهيئة، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات لقطاع المسرح والفنون الأدائية وتشجيع الاستثمار والتمويل في مجالات واختصاصات الهيئة وتأسيس الشركات أو المساهمة في تأسيسها.
كما تتولى الهيئة دعم الأنشطة المتعلقة بالمسارح وأماكن العرض وتنظيمها في المملكة، والأنشطة المتعلقة بالفنون الأدائية بجميع صورها، وإنتاجها وتطويرها ونشر محتواها، وتشمل المسرحيات وعروض الأوبرا والأداء الحي والعروض الشخصية في المسارح والأماكن العامة ونحوها، إضافة إلى دعم الممثلين والمخرجين والفنانين والمنتجين المسرحيين السعوديين، وتمكين المواهب والقدرات المحلية. وتقدم هيئة المسرح والفنون الأدائية برامج تدريبية مهنية، إضافة إلى جهات مانحة للشهادات المتخصصة للنهوض بالمجال المسرحي والفنون الأدائية. وتدعم وزارة الثقافة هذا التوجه بإطلاقها في 19 يناير 2020م منصة إلكترونية موحدة للابتعاث الثقافي الخارجي، وذلك لأول مرة في تاريخ السعودية.
برامج ومبادرات هيئة المسرح والفنون الأدائية
تقدم هيئة المسرح والفنون الأدائية عددًا من المبادرات والبرامج التي تهدف للنهوض بالحراك المسرحي عبر إقامة مسابقات محفزة وبرامج تدريبية، أبرزها مبادرة تطوير المهارات التي تضم دورات تدريبية قصيرة ومركزة وتستهدف رفع الوعي المجتمعي بأهمية قطاع المسرح وتنمية مهارات المنتمين إلى المجال، إضافة إلى مبادرة مسابقة الكوميديا التي تستهدف الموهوبين وتعمل على اكتشافهم ومنحهم تجربة تنافسية للعروض الارتجالية الكوميدية. وتتضمن المبادرة جولة حول مناطق المملكة وتخصيص لجنة تقيم وتختار المنافس الأفضل للانتقال للنهائيات، إضافة إلى مسابقة الفلكلور الشعبي، انطلاقاً من الحرص على حفظ الموروث المحلي وتشجيع أفراد المجتمع لتقديم فنون حية للموسيقى الشعبية والرقصات الشعبية والحكايات والأساطير الشعبية. كما تتبنى الهيئة مسابقة التأليف المسرحي التي تهتم بدعم مجال كتابة النصوص المسرحية عبر إنتاج النصوص الفائزة في المسابقة.
مهرجان الرياض للمسرح
يقام مهرجان الرياض للمسرح ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لتشجيع الإنتاج المحلي المسرحي، والبحث عن المواهب المسرحية والعمل على تطويرها، كما يهدف المهرجان للتوعية المجتمعية بأهمية قطاع المسرح والفنون الأدائية وتعزيز حركة النقد المسرحي. ويتكون المهرجان من خمس مراحل زمنية تبدأ بمرحلة استقبال المشاركات من الجهات المنتجة للأعمال المسرحية في شهري يونيو ويوليو 2023م، وذلك عبر المنصة الإلكترونية المخصصة، تليها مرحلة الفرز والتقييم، حيث تختار لجنة المهرجان 20 عملًا مسرحيًّا لتنتقل إلى مرحلة الإنتاج، وتبدأ بعد ذلك المرحلة الرابعة، وهي مرحلة العروض المسرحية في مناطق السعودية المختلفة، ويختم المهرجان بمرحلة المسابقة الرسمية التي تنظمها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض في ديسمبر 2023م، وتتضمن جوائز المهرجان في محفل يزدان بحضور نخبة من المسرحيين في الوطن العربي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة