مركز الملك فهد الثقافي

مركز الملك فهد الثقافي، هو مركز معني بتنظيم النشاطات الثقافية في المملكة العربية السعودية، ويتيح إمكاناته للفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، يقع مقره في الرياض على الحافة الشرقية لوادي حنيفة.

تبلغ المساحة الكلية للمركز 100 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة الدور الأرضي نحو عشرة آلاف متر مربع في حين بلغت مساحة الأدوار الثلاثة الأخرى 23 ألف متر مربع، وارتفاع المبنى 28 مترًا، إذ يعد تحفة معمارية لفن العمارة الإسلامية وأحد أهم المعالم الثقافية والحضارية في المملكة.

افتتح مركز الملك فهد الثقافي في 1421هـ/2000م، وذلك ضمن نشاطات المملكة للاحتفاء بمناسبة اختيار الرياض عاصمةً للثقافة العربية لعام 2000م، وحضر الافتتاح وزراء الثقافة والإعلام العرب الذين كانوا حينها في الرياض لعقد اجتماعهم الثاني عشر.

يقيم المركز لياليَ فنية وثقافية، مثل: ليالي الشعر النبطي، ليالي المسرح، ليالي الأفلام القصيرة، ليالي الرواية السعودية، ليالي إبداع ذوي الإعاقة، واحتفالات ليالي العيد، والفلكلور الشعبي، وليالي النغم الأصيل.

ونظم المركز مهرجانات قدمت المبدعين السعوديين، كان من أهمها مهرجان للأفلام القصيرة الذي أتاح الفرصة للمخرجين السعوديين لعرض أفلامهم، كما أقام مهرجانًا لأفلام الأطفال، واستضاف مهرجان الأسر المنتجة لذوي الإعاقة، وأقام يوم المرأة السعودية ومعرض كتاب الطفل، كما نظم المركز حفل الأوبرا المصرية الذي أقيم للمرة الأولى في المملكة.

وعلى الصعيد الرسمي، استضاف مركز الملك فهد الثقافي مناسبات وفعاليات للوزارات والهيئات السعودية والجامعات السعودية، والجمعيات الخيرية والسفارات، بهدف توثيق أواصر التعاون وتعزيز الدور الثقافي للمركز والاستفادة من خبرات تلك الجهات، ولفتح المجال لجميع الفعاليات الثقافية والتنموية للاستفادة من المركز وإمكاناته.

وكان من أهم هذه الاحتفالات والفعاليات احتفالات اليوم الوطني، وليالي نجد الفنية والتراثية، والأوركسترا الألمانية والعروض الصينية، والأسبوع الثقافي الياباني، واليوم الثقافي لمسلمي سريلانكا، والليالي الثقافية الباكستانية والأسبوع الثقافي الصيني، والعديد من المناسبات التي استقطبت أفراد المجتمع.

لمركز الملك فهد الثقافي مدخلان منفصلان يؤديان إلى البهو الرئيسي ومن ثم إلى كافة أقسام المركز، ومنها: صالات الاستقبال الرئيسية "الصالة الملكية"، التي تقع في الدور الأول وصالة "كبار الزوار" وقاعة للاجتماعات، أما البهو الرئيسي فهو مصمم لإقامة المعارض على مساحة 2000 م2، والمسرح الرئيسي يتسع لثلاثة آلاف متفرج، ليكون ثالث أكبر مسرح في العالم، بينما يسع مسرحه الأصغر 435 متفرجًا، وتضم مكتبته أكثر من 15 ألف مجلد ومطبوعة، وتستوعب أكثر من 80 باحثا وقارئا في وقت واحد. ويتبع المركز عدد من المرافق المساندة منها المواقف التي تتسع لنحو 900 سيارة ومكاتب إدارية إضافة إلى عدد من الحدائق الجانبية.

يتميز مركز الملك فهد الثقافي بوجود القبة الفلكية التي يبلغ قطرها 18 مترا وتستوعب 208 مقاعد صممت خصيصا للقباب السماوية بحيث يمكن استدارتها في كل اتجاه، بحيث توفر القبة للمهتمين بعلم الفلك معلومات وصورا حية عن الكواكب الشمسية والنجوم وخسوف القمر وكسوف الشمس ومنازل القمر، كما توفر لهم دراسة تحديد دخول الشهور القمرية وخروجها، ورصد للمذنبات والرصد الكامل لأهم الأحداث والمتغيرات الفلكية الدورية.