مضيف خريمس

مضيف خريمس، أو "قصر الديرة"، هو أحد المعالم التاريخية في مدينة الرياض القديمة، يقع أمام قصر الحكم من الجهة الشمالية، بني في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بأمر منه؛ ليكون مقرًا للضيافة الحكومية إلى جانب قصر ثليم، إذ يعد فتح المضايف وتقديم المساعدات تقليد عُرفت به الأسرة المالكة منذ عهد الدولة السعودية الأولى.

كانت الضيافة تقام في قصر الملك المؤسس منذ استعادة مدينة الرياض، ثم أمر ببناء قصر جديد مقابل قصره، سمّي قصر خريمس في عام 1347هـ/1929م، حيث شيّد على أنقاض قصور أخرى، منها قصر الأمير تركي بن عبدالعزيز (الأول)، وقصور آل صنيتان (من آل سعود) قديمًا، خصّص المضيف مقرًا للضيافة الحكومية واستقبال القادمين إلى مدينة الرياض لتقديم المأوى والطعام لهم، وكان الاستقبال والضيافة بحسب مكانة الضيوف، حيث يخصص قصر ثليم لضيوف الملك عبدالعزيز من رؤساء القبائل، ويخصص لهم إعاشة ومسكن في القصر، فيما يُجهز مضيف خريمس وجبات الطعام بكميات كبيرة لجميع الضيوف القادمين إلى الرياض.

اشتهر قصر خريمس بهذا الاسم نسبة إلى اسم المأمور في ذلك المضيف، ويدعى خريمس بن عبدالله، وهو  أحد الموكل إليهم في شؤون الضيافة الملكية، وقد جُعل لهذا البناء ممر معلق مدعوم بأعمدة حجرية يصله بقصر الحكم، وخصص الدور الأرضي من القصر لسكن الضيوف واستقبالهم، أما الدور الأول فقد استخدم مكاتب لبعض المصالح الحكومية، مثل مصلحة المالية، ومصلحة توزيع السلاح وغيرهما.

حرص الملك عبدالعزيز على إنشاء قصور الضيافة؛ لتوفير المأوى والطعام للقادمين إلى مدينة الرياض لزيارته أو للتجارة أو للعلاج وغيرها من الأغراض، وكانت الضيافة منذ استعادة مدينة الرياض تقام في قصره، وبخلاف مضيف خريمس فقد اشترى الملك عبد العزيز في عام 1355هـ/ 1935م مزرعة تسمى ثليم وأنشأ فيها ثاني قصر من قصور الضيافة وأوقفها لوالد لكونها محطة للمسافرين قبل دخول الرياض، وفي 1359هـ/1940م، كلف الملك عبدالعزيز حمد بن قباع ببناء مضيف يتسع لقاصدي مدينة الرياض يتضمن نزلًا ومطابخ في مزرعة ثليم.

وامتدت خدمات مضيف ثليم لتتجاوز استقبال الضيوف القادمين إلى مدينة الرياض، وتأمين الطعام لهم، لتشمل كذلك إطعام السجناء وطلبة العلم.