رئاسة الحرس الملكي السعودي، هي القوة العسكرية المعنية بتوفير الأمن والحماية لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، إضافة إلى الشخصيات المهمة في جميع مواقع وجودهم داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وكذلك توفير الأمن والحماية لضيوف الدولة المهمين أثناء زيارتهم للمملكة العربية السعودية.
تكوّن الحرس الملكي النظامي من أول قوات نظامية أنشأها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1348هـ/1929م. وشهد الحرس الملكي العديد من التطورات منذ إنشائه، حيث مر بأربع مراحل تطوير، وهي: المرحلة الأولى: من عام 1348هـ حتى نهاية عام 1369هـ (1929م -1950م)، والمرحلة الثانية: من عام 1370هـ حتى شهر رجب عام 1384هـ (1951م -1964م)، والمرحلة الثالثة: من شهر رجب 1384هـ حتى شهر شعبان 1426هـ (1964م- 2005م) ، والمرحلة الرابعة والأخيرة: من شهر شعبان 1426هـ/2005م إلى وقتنا الحاضر.
خلال تلك المراحل حدث عدد من التغيرات التي تتعلق بقيادة الحرس الملكي وهيكله، ففي عام 1356هـ/1937م، كلفت قوة من الجيش بقيادة وكيل القائد سعيد جودت بحراسة الملك عبدالعزيز في موسم الحج وأثناء وجوده في المنطقة الغربية حتى مغادرته، وفي عام 1359هـ/1940م، أمر الملك عبدالعزيز هذه القوة بمرافقته إلى الرياض، حيث تسلمت حراسة قصر المربع من شرطة الرياض، وكذلك جميع أعمال الحرس الملكي والدفاع عن مدينة الرياض، ويُعد القائد سعيد جودت أول قائد للحرس الملكي.
من المتغيرات التاريخية في الحرس الملكي تغير اسم إمارة الحرس الملكي إلى رئاسة الحرس الملكي في عام 1380هـ/1960م، وتولى آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز رئاسته، وبعد ذلك تولى رئاسته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سعود بن عبدالعزيز، وكان الفريق سعيد جودت لا يزال قائدًا للحرس الملكي، ويتكوَّن الزي الرسمي من سترة وبنطلون وحذاء ونطاق وسط وبريه.
الهيكل التنظيمي لرئاسة الحرس الملكي
تعمل رئاسة الحرس الملكي على ضمان استقرار قيادة المملكة من خلال اتخاذ جميع التدابير الوقائية والدفاعية اللازمة بالتعاون مع كافة القطاعات الأمنية في المملكة.
وتنظم رئاسة الحرس الملكي أعمالها من مقرها الرئيس في العاصمة الرياض، وللرئاسة هيكل تنظيمي وإداري يرتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين.
تشكيل الحرس الملكي
مثل غيره من القوى النظامية السعودية، مرَّ الحرس الملكي أيضًا بمراحل تشكيل متعددة، حيث تكوَّن في بداياته من ثلاثة أفواج مشاة، وفوج أسلحة يضم دبابات ثقيلة ومدرعات ومدفعية ميدان ومدافع ضد الطائرات ومدافع هاون، إضافة إلى الرشاشات والبنادق الآلية، وسرايا ملحقة بقيادة اللواء مثل: سرية البوليس الحربي، وسرية الموسيقى، والورشة الميكانيكية.
جاء تطور آخر في تشكيل الحرس الملكي في رجب 1384هـ/1964م، حيث تمت إعادة تشكيله من بعض سرايا الحراسة الموجودة في الرياض وجدة لتكون فوجي مشاة، الأول في الرياض والثاني في جدة، وفرقة موسيقى وسرية نقل وصيانة، وقسم طبابة، والارتباط برئاسة هيئة الأركان العامة، وبعد تشكيل القوات البرية أصبح الارتباط بقائد القوات البرية.
تواصل التطوير في تشكيل الحرس الملكي، إذ صدر أمر ملكي في 11 صفر 1427هـ/11 مارس 2006م، بدمج اللواء الخاص من الحرس الوطني في الحرس الملكي بجهاز واحد تحت اسم "قيادة الحرس الملكي" يرتبط بالملك مباشرة.
وصدر الأمر السامي في 6 شوال 1429هـ/6 أكتوبر 2008م، بتشكيل لجنة دائمة للحرس الملكي، مهمتها دراسة جميع الأمور المتعلقة بأعمال الحرس الملكي، وتم إحداث ثلاث وحدات أمن وحماية للقيام بأعمال حراسة قصر طيبة في المدينة المنورة، وقصر أجا في حائل، وقصر هجر بالأحساء، فأصبح للحرس الملكي وجود في معظم مناطق المملكة.
واجبات الحرس الملكي
يعمل الحرس الملكي على القيام بالعديد من المهام والواجبات التي تشمل:
- توفير الأمن والحراسة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده في أي مكان يوجدان به داخل المملكة وخارجها، وفي جميع تحركاتهم ووسائل مواصلاتهم.
- توفير الأمن والحراسة لضيوف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في أي مكان يوجدون فيه داخل المملكة.
- توفير الأمن والحراسة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وضيوفهم خلال الاحتفالات والمؤتمرات التي تقام داخل المملكة، بالاشتراك مع أجهزة الأمن الأخرى.
- توفير الأمن والحراسة لجميع الدواوين والقصور الملكية في مدن المملكة.
- متابعة جميع العاملين في مختلف الدواوين والقصور الملكية ومجلس الوزراء، وجميع الأماكن التي يوجد بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ومنحهم بطاقات الدخول إلى تلك الأماكن بعد التأكد منهم من الناحية الأمنية.
- التنسيق مع المراسم الملكية ومكتب شؤون المواطنين بما يختص بمقابلات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده للمواطنين وغيرهم من كبار الشخصيات والأجانب.
- القيام بأي واجبات أخرى قد يكلف بها الحرس الملكي.
- توفير الأمن والحراسة لأفراد الأسرة المالكة والمسؤولين في الدولة عند سفرهم في مهمات خارج المملكة.
- القيام بكل المراسم الخاصة من استقبال وتوديع ضيوف المملكة العربية السعودية داخل المملكة، ومراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء، وذلك بواسطة مجموعات حرس الشرف وأمن المراسم الملكية وسرية الفرسان.
- القيام بجميع المراسم الخاصة بالاحتفالات والمؤتمرات التي يشرِّفها خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه في حالة طلب المسؤولين ذلك.
- التنسيق مع الأجهزة الأمنية في الاحتفالات والمناسبات المختلفة التي تقام داخل المملكة، لوضع خطط الأمن المشتركة لتوفير الأمن والحماية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وجميع من برفقتهم من المسؤولين وكبار الشخصيات.
- الاشتراك مع قطاعات القوات المسلحة الأخرى في أي عمليات قتالية تتلاءم مع مهام وتسليح الحرس الملكي.
مركز القيادة والسيطرة بالحرس الملكي
يشهد الحرس الملكي تطورات متواصلة لأداء مهامه بأعلى مستويات الكفاءة واستخدام التقنية في أنشطته، وفي 26 شعبان 1440هـ/01 مايو 2019م، دُشّن مركز القيادة والسيطرة في غرفة العمليات الأمنية، حيث تعمل غرفة القيادة والسيطرة بنظام آلي ومتكامل، وجرى تجهيزها لإدارة ساحة العمليات الأمنية، وإدارة منطقة العمليات وفق مفهوم موحد وسلسلة من الإجراءات الدقيقة والربط بين جميع المناطق.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة