الصفا والمروة هما جبلان صغيران في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، يسعى الحجاج والمعتمرون بينهما سبعة أشواط ذهابًا وإيابًا، وهذا السعي ركن من أركان الحج والعمرة، لا يصحان دونه. والصفا مبدأ السعي، والمروة ينتهي عندها السعي في الشوط السابع.
يسمى المسار المخصص لمشي الحجاج والمعتمرين بين الصفا والمروة "المسعى"، وله أربعة طوابق، ويصل عرضه إلى 40م، فيما تتجاوز مساحته الإجمالية 87 ألف م2. وروعي في تصميم المسعى توفير السلاسة والأمان، من خلال الأدوار المتعددة والمخارج المتنوعة، واستحداث مسارات وممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وسط المسعى، ومناطق للتجمع جوار منطقتي الصفا والمروة.
تاريخ السعي بين الصفا والمروة
يعود السعي بين الصفا والمروة إلى هاجر، زوج النبي إبراهيم عليهما السلام، عندما تركها مع ابنهما إسماعيل بين جبلي الصفا والمروة في مكانٍ لا زرع فيه ولا ماء، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذًا لا يضيعنا، وحين كانت تسعى بين جبلي الصفا والمروة بحثًا عن وسيلةٍ لإنقاذ ابنها من العطش تفجر ماء زمزم بالقرب من الكعبة المشرفة.
والصفا "مكان مرتفع عند باب المسجد الحرام، وهو رأس نهاية جبل أبي قبيس"، وهو مبدأ السعي في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام على مقربة من بابه المسمى باب الصفا. أمَّا المروة التي تُذكرُ مع الصَّفا وينتهي عندها السعي في الشوط السابع فهي جبيل صغير بالقرب من الكعبة.
وتعد منطقة العَلَمَيْن الأخضرين المنخفضَ الأكبر في المسعى، وأدنى الوادي الواقع بين الجبلين، وكان في المنطقة نفسها بيت العباس بن عبدالمطلب، وبعده وقف للمجاورين للحرم.
أُدمج المسعى بالمسجد الحرام معماريًّا للمرة الأولى عام 1375هـ / 1956م، حيث أزيلت المرافق القائمة في منطقتي أجياد والمسعى، والمنازل والدكاكين لبناء المسعى الجديد.
وكان المسعى بين جبلي الصفا والمروة مسيلًا فيه سوق، تباع فيه الحبوب واللحم والتمر والسمن والفواكه، وكان الساعون بين الجبلين يتعثرون بحشود المتسوقين، ويصعدون إلى الصفا والمروة عبر أدراج لرؤية الكعبة المشرفة. وكانت تقع بينهما دار العباس بن عبد المطلب، وهي رباط سكنها المجاورون وقتها. كان على جبل الصفا 12 درجة للوصول إليه، و15 درجة على جبل المروة في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور.
تطوير المسعى في العهد السعودي
بدأت أول عملية تطوير للمسعى في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حين أمر بفرش وتبليط المسعى بالحجارة المربعة، ففرش بها عام 1345هـ/1926م، حماية للحجاج والمعتمرين من الغبار، وكان أول فرش للمسعى بالحجارة، وأعيد طلاء وترميم الأبواب المحيطة بالمسعى، وتجديد سقف المسعى حماية لزوار المسجد الحرام من الشمس.
كما أمر الملك عبدالعزيز بتظليل كامل المسعى وبسط المظلات على طول المسعى من الصفا إلى المروة عام 1366هـ/1947م، وكتب عليها بالنحاس السميك المثبت في لوح من الصاج الثخين طوله 4م وعرضه 1,40م، في أربعة أسطر: "أنشئت هذه المظلة في عهد حضرة صاحب الجلالة محيي مجد العرب والمسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك المعظم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وتم إنشاؤها في عام ألف وثلاثمائة وستة وستين من الهجرة، أثابه الله وأدام توفيقه"، وأزيلت تلك المظلة قبل البدء في توسعة عام 1375هـ/ 1956م، وأعيد تركيبها في شارع المدعى - الجودرية حتى عام 1422هـ/2001م، ثم أزيلت بشكل نهائي.
وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بدأ بناء الطابقين الأول والثاني من المسعى، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تمت توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول، إضافة إلى هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة، وأصبحت المساحة 375م2 بزيادة تقارب 130م عن المساحة السابقة، وأُضيفت أبواب جديدة في الطابقين الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة.
وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تضاعف عرض المسعى، باستغلال المساحات الملاصقة للحرم، بزيادة تجاوزت 43 ألف م2 قبل التوسعة، وبلغت مسطحات البناء الإجمالية في كل الأدوار لمناطق السعي والخدمات 125 ألف م2.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة