مسجد الجن

مسجد الجن هو أحد المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية، وأحد المواقع التي شهدت أحداثًا ورد ذكرها في القرآن الكريم، ففي موضعه التقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفرًا من الجن، وفي الموقع نفسه بايعوه، وفيه استمعوا إليه يتلو آيات القرآن الكريم، ووثقت القصة في سورة الجن بالجزء التاسع والعشرين من المصحف الشريف.اندثر المسجد بسبب السيول، وفي عام 1126هـ/1714م بحث عن آثار المسجد فوجد محرابه تحت مستوى الأرض بثلاثة أمتار، فأعيد بناؤه من جديد.

أطلق على مسجد الجن اسم "مسجد الحرس"، لأن حراس مكة المكرمة قديمًا كانوا يجتمعون عنده ويتوزعون على مناطقها وأحيائها في عهد الدولة الأموية، وهو أحد أقرب المساجد إلى المسجد الحرام، إذ يقع في حي الغزة بمكة المكرمة، بجوار طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه "الطريق الدائري الثاني".

تجاور مسجد الجن من جهته الشمالية مقبرة المعلاة، وهي من أشهر مقابر مكة المكرمة وأقدمها، وأكبرها مساحة، مما زاده أهمية لارتباطه ومجاورته كثيرا من المواقع الأثرية والتاريخية بمكة المكرمة، فضلًا عن وصول صوت أذان المسجد الحرام وصلاته لمحيط المسجد في أوقات الصلوات.

شهد المسجد على مر التاريخ عدة إصلاحات وتوسعات، كان آخرها التوسعة المنفذة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1421هـ/2000م، وكانت التوسعة ذات عمارة بديعة وفق أفضل التصاميم الإنشائية للمساجد الحديثة، وكسيت جدرانه الخارجية بالحجر الممثل.

ويشكل مسجد الجن مفترق طرق للقادمين والعائدين من المسجد الحرام وإليه، والمتجهين إلى أحياء مكة الشمالية والجنوبية، لارتباطه بمداخل ومخارج الطريق الدائري الثاني الذي يمثل نقطة الاحتواء لتدفق المركبات التي تزدحم بالمنطقة المركزية، ولا سيما في المواسم السنوية كموسمي الحج والعمرة.

ويمثل مسجد الجن نقطة التقاء لقاصدي تشييع الجنائز المقرر دفنها بمقبرة المعلاة، ولا سيما أن أحد أبوابه مقابل لمدخل المقبرة، مما جعله عنوانًا لقاصدي المقبرة، والمتأخرين عن صلاة الجنائز في المسجد الحرام للانضمام إلى الوفود الداخلة للمقبرة ومشاركتهم الدفن والتشييع.

ويحيط بمسجد الجن عدد من الخدمات المتعلقة بالمواقف المخصصة للسيارات، والمطاعم والمراكز التجارية، إضافة إلى فنادق المنطقة المركزية، كما يطل عليه حي السليمانية وشعب عامر، وعدد من جبال مكة المحيطة بمنطقتها المركزية والمسجد الحرام.