عبدالوهاب أبو ملحة

عبدالوهاب أبو ملحة (1303هـ/1885م - 1374هـ/1955م)، هو أحد رجالات الدولة الأوائل في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كانت له أدوار سياسية وحربية في مسيرة توحيد الدولة، وقضى نحو 32 عامًا مديرًا لمالية عسير. 

وُلد عبدالوهاب أبو ملحة في قرية العرق بخميس مشيط في منطقة عسير، ونشأ في كنف والده محمد بن علي الذي كان قاضيًا وعالمًا في الدين، عمل أبو ملحة في مطلع شبابه بالتجارة، وتنقّل بين بلدان عسير (السراة وتهامة)، وإلى الحجاز واليمن، مما أكسبه خبرة كبيرة في معرفة القبائل والأماكن.

قدم جيش الملك عبدالعزيز إلى منطقة عسير عام 1338هـ/1919م، بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد، وعند وصوله إلى المنطقة ذهب عبدالوهاب أبو ملحة إلى الموقع الذي عسكر فيه الجيش السعودي على رأس وفد من عشيرته مبايعًا ومؤيدًا لحكم الملك عبدالعزيز.

كان عبدالوهاب أبو ملحة في بيشة عندما وصلته أنباء قدوم الأمير فيصل بن عبدالعزيز على رأس جيش قوامه 10 آلاف مقاتل لضم منطقة عسير للحكم السعودي، فسافر إليه والتقاه في رنية، ورحّب به الأمير فيصل للانضمام إلى الحملة العسكرية المتوجهة لعسير، وبعثه برسالة إلى هيف بن ناصر الفويه أحد مناصري الملك عبدالعزيز، حثّه فيها على الاستعداد للانضمام للحملة العسكرية التي أوشكت حينذاك على التحرك من رنية إلى عسير، فكانت هذه أولى المهام الرسمية التي كُلّف بها عبدالوهاب أبو ملحة.

عُرف عن عبدالوهاب أبو ملحة الحرص على مصالح الدولة، وتنفيذ توجيهات الملك عبدالعزيز وأمير عسير، وكان متصلًا بالقبائل ورجالاتها، وتعزيز اللُحمة الوطنية والسلم في المنطقة، فأصدر الملك عبدالعزيز أمره بأن يتولى أبو ملحة شؤون بيت مال منطقة عسير (السراة وتهامة)، في رسالة وجهها إليه في جمادى الأولى 1342هـ/ديسمبر 1923م، وبقي في إدارة مالية عسير نحو 32 عامًا، حتى وفاته.

كُلف عبدالوهاب أبو ملحة بقيادة عدد من المعارك الحربية في عهد الملك عبدالعزيز، حيث قاد الجيش السعودي الذي استعاد ميناء القنفذة من حامية الشريف حسين بن علي، في مطلع عام 1343هـ/1924م، كما تولى قيادة قبائل عسير في المواجهة مع الإدريسي في منطقة جازان عام 1350هـ/1931م إذ صدر الأمر من الملك عبدالعزيز إلى أمير عسير آنذاك بتجهيز حملة للقضاء على تمرد الإدريسي، فشكّل جيشًا قوامه 3500 مقاتل، يرأسهم عبدالوهاب أبو ملحة وعمر آل عسكر، نتج عن هذه المواجهة ضمّ صبيا في 26 صفر 1350هـ/12 يوليو 1931م.

كان أبو ملحة عضوًا في وفد المفاوضات الذي التقى الإمام يحيى حميد الدين في اليمن؛ لإنهاء المشكلات الحدودية بين السعودية واليمن عام 1344هـ/1926م، وكان له دور في حضور جلسات لجنة الحدود السعودية اليمنية المشتركة المنعقدة في ظهران الجنوب عام 1354هـ/1935م، انتهت بترسيم الحدود بين المملكة العربية السعودية واليمن، بناءً على معاهدة الطائف.

توفي عبدالوهاب أبو ملحة في 2 ذي القعدة 1374هـ/22 يونيو 1955م، إثر أزمة قلبية ألمّت به.