
سور الرياض القديم، هو سور حصين كان يطوق مدينة الرياض القديمة، بناه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، عام 1319هـ/1902م، بعد استعادته الرياض، وأزيل بعد نحو نصف قرن، ومن أسمائه "الحامي"، لأنه كان يوفر الحماية لسكان مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية من الاعتداءات والغارات.
وصف سور الرياض القديم
شُيد سور الرياض القديم من اللبن والطين الخالص المخمر لعدة أيام، ويتسم بالمتانة، واستغرق بناؤه ما بين 40 و60 يومًا. وكان السور يحتوي على عدة أبراج، يصل ارتفاع بعضها إلى 12م.
ووصف المستشرق جون فيلبي، الرياض عند زيارته لها عام 1335هـ/1917م، بقوله "إنها كانت محاطة تمامًا بسور سميك من الطوب والطين المجفَّف، يبلغ ارتفاعه 25 قدمًا، وتعترضه حصون وأبراج حراسة دائرية في غالبيتها، تميل قليلًا عند القمة، وهناك القليل منها مربع أو مستطيل الشكل، ويتراوح ارتفاعها بين 30 و40 قدمًا، وتبرز عمومًا خارج خط السور لتسهيل الدفاع عن المدينة، ويوجد بالسور عدد من البوابات المحصنة".
بوابات سور الرياض القديم
يحتوي سور الرياض القديم على عدة أبواب، وكانت تُسمى "دراويز"، بعضها كبيرة ورئيسة، وأخرى صغيرة مخصصة للراجلين، ويُطلق عليها "النقب". وكانت الأبواب تُفتح من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء، ولا تُفتح ليلًا إلا لمندوب الملك أو أحد القادة.
ومن البوابات الرئيسة في سور الرياض القديم: باب الثميري، ويقع شرقي المدينة، وينسب إلى رجل من أهل حريملاء، اسمه حسن الثميري، قُتل عند هذا الباب في زمن الدولة السعودية الأولى، في واقعة "دلقة"، كما يُقال إن هذه البوابة أخذت اسمها من حارس كان يقف أمامها في أوائل عهد الملك عبدالعزيز، كان يُدعى "الثميري". وعُرفت البوابة قديمًا باسم "باب المروة"، و"بوابة الأحساء". ويقع باب آل سويلم شمالي المدينة، وينسب إلى أسرة معروفة بهذا الاسم سكنت بجوار هذا الباب. ويقع باب دخنة جنوب الرياض، واكتسب اسمه من مجاورته بئر ماء أو حي يعرفان بهذا الاسم. ويقع باب المذبح، ويُطلق عليه أيضًا "البديعة"، غربي المدينة، وكان الجزارون والقصابون يذبحون الإبل والبقر والغنم خارجه، ثم ينقلون الذبائح إلى الداخل. ويقع باب الشميسي جنوب غربي الرياض، واكتسب هذا الاسم من اتصاله بمحلة خارج المدينة تُدعى بهذا الاسم، ويُطلق عليها أيضًا "دروازة المريقب".
ومن البوابات الثانوية في سور الرياض القديم؛ بوابة القرية، وقد استُحدثت لاحقًا، وكانت تقابل بوابة الثميري من جهة الشرق، وتقع بوابة منفوحة شرقي الرياض، وسميت بهذا الاسم لإطلالتها على حي منفوحة، إضافة إلى بوابة "مصدة"، وتقع جنوبي المدينة، أما شمالي الرياض فهناك دروازة الظهيرة، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى حي تقع بجواره.
إعادة بناء سور الرياض القديم
أدت عمليات التوسع العمراني إلى إزالة سور الرياض القديم خلال الفترة ما بين 1369 – 1371هـ/1950 - 1952م، إلا أن الهيئة الملكية لمدينة الرياض قررت إعادة بناء السور على أنقاض السور الشرقي القديم في المنطقة الواقعة شرقي مجمع سويقة التجاري، وحددت مساره على الشارع في الأجزاء التي لم يُعدْ بناؤها بأحجار ذات ألوان مختلفة عن لون الإسفلت.
وحددت دراسات أجرتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض مواقع البوابات والأبراج ومسار سور الرياض القديم والمواد المستخدمة في التشييد، وتم تصميم هذه المواقع بنمطها الأصلي شكلًا وطابعًا، واستُخدمت مواد البناء التقليدية في عمليات التشييد، إذ بنيت قواعد البوابات من الحجر الطبيعي وجدرانها من اللبن، كما استُخدم في تنسيقها عروق الأثل وسعف النخيل، واستُخدم الطين المقوى بالتبْن في عمليات اللياسة. واستُعين في بناء هذه العناصر بحرفيين محليين.
الاختبارات ذات الصلة