محمية نيوم، هي محمية طبيعية تقع في نيوم بمنطقة تبوك شمال غربي المملكة العربية السعودية على مساحة تقدر بنحو 25 ألف م2، تُعنى بتوفير نظام بيئي يحافظ على الطبيعة والمكونات البيئية، إلى جانب العمل على تنميتها.
أهمية محمية نيوم
تسهم محمية نيوم في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتنميتها، وزيادة التنوع الإحيائي بها؛ لتحقيق مستهدفات مبادرة تكاثر أنواع الحياة البرية المهددة بالانقراض التي يعمل عليها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ضمن مبادرة "السعودية الخضراء"، كما تعمل على برنامج "إعادة إحياء الحياة الفطرية والبرية في العالم"، وتتيح للزائرين فرصة التعرف على برامج نيوم لتنمية الغطاء النباتي والحياة الفطرية وإعادة تأهيلها، والاستفادة منها بوصفها نموذجًا يمكن تطبيقه في مناطق أخرى.
كما تُعنى المنظومة البيئية لمحمية نيوم بتوفير أرضية مناسبة لتطبيق وتطوير حزمة من الحلول والابتكارات لمواجهة التحديات التي تهدد كوكب الأرض، ومنها فقدان التنوع الحيوي، وانقراض السلالات، وذلك عن طريق الشراكات البحثية، وتوسيع نطاق الحلول، وتسريع تبني التقنيات، بهدف حماية المنظومة البيئية.
أهداف محمية نيوم
تهدف محمية نيوم إلى إعادة الحياة والصحة إلى البيئة الطبيعية، من خلال استعادة التدفقات الطبيعية للمياه الجوفية، وحماية الغطاء النباتي، وحظر الصيد، والتقليل من رعي الماشية؛ لتتمكن الأعشاب والأشجار من النمو مرة أخرى، إلى جانب إسهام البشر في ترميم البيئة وإحيائها، عن طريق تقديم برامج عدة، منها: برنامج تنمية الغطاء النباتي الذي يسهم في عودة نحو 100 مليون شجرة وشجيرة وعشبة على مدى عشرة أعوام، مما يؤدي إلى عودة الحيوانات الصغيرة لتعيش في المنطقة، مثل: المها، والوعول، والغزلان الجبلية، والفهد، والنمر، والوشق العربي، ومن البرامج المساندة في حماية البيئة برنامج تطوير الحارس، عن طريق تدريب الأشخاص المحليين ليتمكنوا من الحراسة في المنطقة، مع تقديم تجربة ثقافية تفيد الزوار، كما تهدف المحمية لأن تكون وجهة سياحية تستقطب السياح من أنحاء العالم.
شركاء محمية نيوم
يمثل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بإشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة الشركاء الرئيسين في تنفيذ أعمال الحفاظ على البيئة في محمية نيوم، إضافة إلى التعاون مع محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية في المحافظة على البيئة.
توطين الكائنات الفطرية في محمية نيوم
أُطلقت في محمية نيوم في 21 جمادى الأولى 1444هـ/15 ديسمبر 2022م، أربعة أنواع من الحيوانات البرية، وهي: المها العربي، والوعل، والغزال الرملي (ظبي الريم)، والغزال الجبلي، ضمن المرحلة الأولى من برنامج إعادة توطين الكائنات الفطرية التي تتضمن إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية في المحمية بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
وقبل إطلاق الحيوانات البرية في المحمية، أسهم فريق نيوم في ربيع الأول 1444هـ/أكتوبر 2022م، بنقل الحيوانات البرية من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في الرياض، ووضعها في مواقع مخصصة حتى تتأقلم تدريجيًا على البيئة الجديدة في محمية نيوم، وبعد إطلاقها في المحمية ظهرت ولادات للجيل الأول من صغار الظباء والوعول عام 1445هـ/2023م.
وفي عام 1445هـ/2023م قدم أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبدالعزيز لمحمية نيوم نحو 22 غزالًا رمليًا (ظبي الريم)، لتلتحق في بقية الحيوانات البرية في المحمية، بعد إجراء فحص صحي عليها.
وأطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع نيوم ضمن برنامج المركز لإعادة توطين الكائنات الفطرية في بيئاتها الطبيعية نحو 132 كائنًا فطريًّا بالمنطقة المسيجة في محمية نيوم، منها: 80 من ظباء الريم، و12 من ظباء الإدمي، و12 من الوعول، و28 من المها العربي.
ووقع نادي الصقور السعودي ممثلًا في برنامج "هدد" شراكة استراتيجية مع نيوم في 5 جمادى الأولى 1446هـ/7 نوفمبر 2024م وذلك خلال لقاء هدد السنوي 2024، الذي استضافته نيوم، وتهدف الشراكة إلى تحسين موائل الصقور في محمية نيوم الطبيعية، وحماية السلالات المهددة بالانقراض، إضافة إلى إحياء المواكر عن طريق توظيف المعايير العالمية الحديثة في الحفاظ على الحياة البرية.
وعقد لقاء هدد على مرحلتين؛ الأولى: العمل على إجراءات الإطلاق المحلي للصقور، إضافة إلى التعريف بالأنظمة البيئية وآليات الحماية، وتوعية المراقبين والصقارين بأهمية الالتزام بالأنظمة البيئية، وأنظمة الجزاءات والمخالفات. والمرحلة الثانية، إحياء ما بين أربعة وستة أعشاش غير نشطة لصقر الشاهين الجبلي، ضمن نطاق محمية نيوم الطبيعية، وإعادة تأهيل هذه المواقع الحيوية، وفقًا للممارسات البيئية المعتمدة عالميًا.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة