كهف جانين، هو واحدٌ من 1,826 كهفًا ودحلًا موزعةً في غالبية مناطق المملكة العربية السعودية، ويبعد نحو 75 كم شمال شرقي مدينة حائل، ويُعدُّ من المواقع السياحية في منطقة حائل، إذ أدرجه برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية السعودية 2030، ضمن أهم 13 معلمًا للجولات السياحية والإرشادية في المنطقة.
يقع كهف جانين داخل جبل جانين، وهو جبل كبير تنتشر على واجهات صخوره والصخور المتساقطة حوله رسوم لأبقار ووعول وإبل، وأشكال آدمية مقنعة تظهر على شكل سلاسل متشابكة الأيدي في وضعية رقص، ويُعدُّ أحد أقدم الكهوف الأثرية التي استوطنها الإنسان قبل التاريخ في منطقة حائل.
آثار كهف جانين
يبلغ طول كهف جانين نحو 50م، وتنتشر على جدرانه الداخلية وعند مدخله مجموعة من طبعات لكفوف بشرية لا تزال تنتظر التفسير، كما يضم كتاباتٍ ثمودية ورسومًا آدمية وحيوانية متنوعة، أتيح للسياح والزوار مشاهدتها، وهي منوعات تشكيلية لرسوم ونقوش حفرت بأساليب متعددة، منها: الحفر الغائر والبارز والحز، وتُمثِّل نقوشُ الكهف ورسومه نشاطات إنسان ما قبل التاريخ وصورًا من حياته اليومية.
وتمثل الكهوف والدحول، إضافة إلى كونها نقاط جذب سياحية ومعالم أثرية في السعودية تشكلت منذ ملايين السنوات، رافدًا علميًّا يغني الأبحاث الجيولوجية والجيومورفولوجية، ولا تقتصر أهميتها على القيم الجمالية فحسب، بل تقدم أيضًا تفصيلًا واضحًا عن المناخ والعمليات السطحية وأنواع الحيوانات والنباتات التي كانت تعيش في عصور ما قبل التاريخ، فالتحليل الكيميائي الدقيق للرواسب الكهفية يسمح بتحديد عمر تلك الرواسب، ويعطي سجل معلومات كيميائية وزمنية عن التغيرات المناخية التي حدثت سابقًا، كما يكشف معلومات حول وجود نظائر مختلفة من الكربون والكبريت، وآثار بعض العناصر الأخرى التي كانت في الغلاف الجوي عندما تكونت تلك الرواسب.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة