قصر الكاتب أو قصر بيت الكاتب، هو أحد القصور التاريخية في محافظة الطائف التابعة لمنطقة مكة المكرمة، غربي المملكة العربية السعودية، يُعد إرثًا تاريخيًّا لمدينة الطائف، وسُمي "قصر النيابة" لأن الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أثناء توليه منصب نائب الملك في الحجاز، كان يقيم فيه خلال أشهر الصيف.
بدأ بناء قصر الكاتب عام 1315هـ/1897م، في حي السلام بمدينة الطائف. وأشرف على بنائه محمد علي عبدالواحد، الذي كان الكاتب الخاص للشريف عون الرفيق، سكنه عبدالواحد بعد الانتهاء من بنائه الذي استمر ثلاث سنوات، وفي عام 1350هـ/1930م، سكنه أبناء محمد علي عبدالواحد بعد ترميمه وإصلاح ما خرب منه، وشيدوا بجواره ملحقًا في الجهة الشرقية بني من الحجر والطين.
محتويات قصر الكاتب
يتكون قصر الكاتب من ثلاثة أدوار بنيت على الطراز المعماري الروماني القديم، تبلغ مساحة بناء البيت 762 م2، فيما تبلغ مساحة الأرض 7972 م2، وتزين القصر أعمدة الحجر والزخارف شبه الحلزونية التي تمتد حتى الأسطح، وقد اختير له موقع مناسب في عمق الأرض الزراعية بمنطقة السلامة خارج سور الطائف القديم. ويحده شرقًا شارع مسدود وفناء، ومن الغرب شارع الإمام الشافعي، ومن الشمال شارع أبي نواس، وجنوبًا شارع السلامة. ويفضي المدخل الرئيس للبيت لديوان كبير، يوجد على طرفيه سلالم، تؤدي إلى الطوابق العلوية، وصممت درابزينات السلالم من الحجر والرخام، ويوجد ديوان آخر يمتد من الفناء الشمالي للبيت. ويضم القصر فناء واسعًا يحتوي على بستان يحوي أرضًا زراعية فيها فواكه وخضراوات.
خصائص قصر الكاتب المعمارية
يتميز قصر الكاتب بطراز معماري خاص، ممثلًا في أعمدته وتيجانه وأقواسه، لافتًا الأنظار بنوافذه الخشبية المزخرفة بدقة في التصميم، مجسدًا اندماج فن العمارة الإسلامي بفن العمارة الروماني مع نظم فن العمارة التقليدية في الحجاز، ومدينة الطائف خصوصًا.
ويمتاز قصر الكاتب عن بقية القصور التراثية القديمة في الطائف بكثرة المجسمات الحجرية والجصية والآجورية المتنوعة ذات الأشكال والأحجام المختلفة التي تعد تحفًا فنية، لما تحمله من رسوم وصور وأشكال هندسية لحيوانات ونباتات تعبر عما تتمتع به البيئة الطبيعية للطائف من ثروة حيوانية كبيرة على مر العصور.
ويتميز قصر الكاتب أيضًا بطوابقه وبساتينه التي أضفت طابعًا جماليًا على القصر، وحظي الغطاء النباتي باهتمام كبير. وهو مكان يجتمع فيه المصطافون ويكتظ بالعائلات لالتقاط صور تذكارية في ساحاته.
إقامة الملك فيصل في قصر الكاتب
أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بتشييد دور ثالث للقصر، وبناء ملحقات القصر من الجهة الشمالية، واتفق الملك فيصل مع أبناء محمد علي عبدالواحد على أن يستأجر القصر حتى يأتي إليه صيفًا، فوافقوا على طلبه، واستمر على هذه الحال أكثر من 20 سنة، ثم انتقل الملك فيصل إلى حي آخر، بُني فيه قصره الخاص.
قصر الكاتب مركز تاريخ الطائف
في عام 1435هـ/2014م، بدأت دارة الملك عبدالعزيز، تأهيل قصر الكاتب ليكون مقرًا لمركز تاريخ الطائف، بالتعاون مع أمانة الطائف، وإعداد الدراسات الأولية الخاصة بالتأهيل، التي تتضمن ثلاث مراحل، تشمل الأعمال التمهيدية والتدابير العاجلة، والتصميم الترميمي، وتنفيذ أعمال الترميم، بمشاركة مختصين عالميين في هذا المجال، وتحويل القصر إلى معلم وطني ومركز ثقافي وتاريخي.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حين كان وليًا للعهد، وجه بأن يكون مركز تاريخ الطائف في أحد المباني التراثية والتاريخية في المحافظة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة