الرَّحَى، هي آلة بدائية من الحجر الخشن الثقيل، تتكون من حجرين مستديرين يركّب أحدهما فوق الآخر، وهما حجرا الرحى، يتراوح قطرهما بين قدم وثلاثة أقدام حسب حجم الآلة. عُرفت في ثقافة السعوديين قديمًا ضمن عدد من الآلات التي ابتكرها الإنسان لتسهيل عملية الطحن والجرش، لتحضير الخبز، إذ اعتمد المجتمع السعودي قديمًا في غذائه على القمح والشعير، لتحضير مأكولاته اليومية كالخبز والجريش. ولا يكاد يخلو مطبخ منزل في السابق من هذه الآلة.
يرجع تاريخ الرحى إلى شعوب الحضارات القديمة التي احترفت الزراعة، واستعملت النباتات المنتجة للبذور، فابتكرت آلة الرحى منذ نشوئها، وكانت هذه الآلة تنتشر بين حضارات وثقافات متعددة. وقد عرفت الرحى بعدة أسماء بين الشعوب العربية، فمنهم من يسميها "الرحى" كما في كتب اللغة، ومنهم من يسميها "المجرشة".
تصميم الرحى
تتكون الرحى من حجرين، يكون السفلي منهما ثابتًا، وفي وسطه ثقب ضيق يسمح بمرور محور خشبي أو معدني يثبت فيه، يُسمى "قطب الرحى"، وهو المحور الذي يدور حوله الحجر العلوي.
أما الحجر العلوي فهو الجزء المتحرك، ويكون أكبر قليلًا من السفلي، ويؤدي دورانه إلى طحن الحبوب، في وسطه ثقب كبير نسبيًّا تدخل فيه الحبوب، وفي طرفه ثقب صغير يوضع فيه المقبض الخشبي الذي يحرك به حجر الرحى. ويوضع فرش تحت أرضية الرحى، إذ تقوم المرأة بطحن الدقيق. ويحتاج تحريك الرحى إلى قوة بدنية من المرأة، وقد تعمل امرأتان عليها، أو يساعد الأطفال أمهم في تحريك الرحى، خصوصًا في مواسم حصاد الحبوب، حين تكثر الحبوب المراد طحنها.
حضور الرحى في المهرجانات
تسجل الرحى حضورًا في المهرجانات والمناسبات الوطنية التي تقام في مناطق السعودية، بوصفها من المقتنيات المنزلية التراثية التي تحرص الأُسر على اقتنائها. ومن هذه المهرجانات مهرجان بيت حائل التراثي الذي أقيم في متنزه أجا بارك عام 1445هـ/2023م، ومتحف قصر الملك عبدالعزيز بمدينة لينة التاريخية المشارك في مهرجان "شتاء درب زبيدة" الذي نظمته هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية "ITBA" في قرية لينة بمنطقة الحدود الشمالية وأقيم عام 1443هـ/2022م.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة