قصر مرضية التراثي

قصر مرضية التراثي، هو معلم تاريخي في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، يقع على بُعد نحو 13 كم شرقي مدينة الهفوف. يكتسب القصر أهمية تاريخية ووطنية؛ إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سكنه ونزل به أثناء زيارته إلى الأحساء، إلى جانب أهميته التراثية والمعمارية.

يتوسط قصر مرضية التراثي حاضرة الأحساء، ويقع وسط أرض زراعية خصبة تحتضن بساتين النخيل وأشجار الفاكهة، يتميز بخصائص العمارة المحلية، وتبرز فيه الهوية الأحسائية وموروثاتها الحضارية والثقافية، مما يعكس الهوية العمرانية للسعودية، ويُسهم في إبراز الأبعاد العمرانية والقيمة التراثية للمباني التاريخية.

يحمل قصر مرضية تصاميم وعناصر معمارية عدة، مثل: الأروقة المسقوفة والرسوم الجدارية، والنقوش المزخرفة، ودرابزينات وشبابيك. وهو بناء مستطيل الشكل، يتألف من طابقين، وتوجد فيه بوابة محاطة بأشجار النخيل من الجانبين، وهو مطلي باللون الأحمر، وفي جواره مساحة خضراء من النخيل، وتطل واجهة المبنى على الجهة الشرقية، فيما تقع واجهته الخلفية في جهة الغرب وُصممت في الدور الأرضي. ويضم عريش مرضية المجلس الكبير، كما يوجد في الرواق خمسة عقود، نُقشت عقد المدخل بمادة الجص.

ويتكون الباب الخشبي من درفتين في المنتصف ومنه يكون الدخول إلى رواق المجلس، إذ إن الجزء العلوي مطابق إلى الجزء السفلي، ويعرف المجلس العلوي باسم "البنقلة"، لأنه يضم عددًا من النوافذ في كل الجهات، مما يوفر للقصر الإضاءة والتهوية، إضافةً إلى رؤية مناسبة من الأعلى.

وبُنيت أسقف القصر من خشب الكندل، وله نوافذ طولية فيها مناور زجاجية ملونة، وجدران القصر جميعها مكسوّة بالجص الحساوي المعروف بـ"العربي"، يظهر فيها إتقان الحرفة، واستخدم فيها النقش بالألوان في الأجزاء العلوية لتكتسب منظرًا جماليًا. 

أعلنت هيئة التراث، في 17 محرم 1445هـ/4 أغسطس 2023م، البدء في إجراءات نزع ملكية قصر مرضية لمصلحة هيئة التراث، ضمن مشروع إعداد الدراسات التأهيلية لعدد من المواقع التراثية لعام 2024م.