شجرة المانجروف في السعودية، ويطلق عليها "الشورى"، و"القندل"، و"القرم"، هي شجرة معمرة شديدة الخضرة، تنمو في المياه المالحة الضحلة على السواحل، ولبذورها شكل مغزلي، تحملها التيارات المائية من منطقة لأخرى، يشبه جذرها القوي جذر شجرة جوز الهند.
يبلغ المجموع الكلي لمساحات أشجار المانجروف في السعودية 60 مليون م2، ويصل متوسط كثافة أشجار المانجروف إلى نحو 86,285 شجرة في الهكتار، ما يعني وجود نحو 400 مليون شجرة مانجروف في السعودية، وفقًا لتقديرات نشرت عام 1439هـ/2017م.
ولشجر المانجروف في السعودية فصيلتان، الأولى "Rhizophora mucronata" المعروفة باسم القندل، وتنمو على سواحل البحر الأحمر الجنوبية، فيما تنمو فصيلة "Avicennia marina" المسماة "القرم" على سواحل الخليج العربي وشمالي ووسط البحر الأحمر.
أهمية زراعة أشجار المانجروف
ترجع أهمية زراعة أشجار المانجروف إلى فوائدها البيئية، فهي تعمل على تثبيت التربة واستقرار الشواطئ، ومنع تعريتها والتصدي للرياح، كما أنها وسيلة لمواجهة التغير المناخي، فهي تسهم في زيادة نسبة الأوكسجين، وتعد حوضًا طبيعيًّا له القدرة على حجز كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة ببقية النباتات الأرضية.
وتمتص أشجار المانجروف الشوائب وملوثات الهواء وتُنقي المياه، وهي موئل طبيعي لكثير من الكائنات، فتبني الطيور أعشاشها فيها، وتضع الكائنات البحرية مثل الروبيان والقشريات بيضها فيها، وتمثل أوراقها غذاء لكائنات أخرى، ولها منافع اقتصادية مثل الاستفادة منها في مستحضرات التجميل والصبغات، وإنشاء المتنزهات البحرية.
مبادرات للسعودية في زراعة أشجار المانجروف
تهدف السعودية إلى زيادة الغطاء النباتي وزراعة عشرة مليارات شجرة ضمن مبادرة السعودية الخضراء، وزراعة ما يزيد على 100 مليون شجرة مانجروف على ساحل الخليج العربي والبحر الأحمر، إذ جرى تنفيذ برنامج المشروع التجريبي لزراعة أشجار المانجروف في ميناء جدة الإسلامي عام 2023م، بهدف تجميل الجزء الشمالي من الميناء.
وأطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، مبادرات عدة لاستزراع 13 مليون شجرة مانجروف على سواحل مناطق: جازان، ومكة المكرمة، وتبوك، والمدينة المنورة، وعسير، والمنطقة الشرقية. وتتضمن المبادرات العناية وصيانة المشاتل، ونقل الأشجار بعد ذلك لتُزرع في بيئة مُستدامة، وتأمينها من الأمواج والتيارات والطحالب، وصيانة الأشجار وشبك الحماية دوريًّا.
وكان المركز أعلن في اليوم العالمي لصون غابات المانجروف 1442هـ/2021م، نجاح زراعة 14.6 مليون شجرة مانجروف بالشراكة مع القطاع الخاص.
وتنظم شركة أرامكو السعودية، حملات لزراعة شتلات المانجروف في خليج تاروت بالمنطقة الشرقية، بمشاركة طلبة المدارس والجمعيات والمؤسسات الخيرية والمتطوعين من داخل الشركة وخارجها.
وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على إنماء المانجروف، من خلال سبعة مشاتل خصصت للمانجروف فقط، ونفذت دراسات معمقة حول المانجروف في سواحل الخليج العربي والبحر الأحمر، لحماية البيئات الحاضنة للمانجروف وتنميتها.
وافتتحت شركة البحر الأحمر الدولية عام 1445هـ/2023م، مشتلًا مختصًا لزراعة أشجار المانجروف، يستهدف استزراع أكثر من 50 مليون شجرة مانجروف بحلول عام 2030م، بالشراكة مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
متنزهات المانجروف في السعودية
توجد في سواحل البحر الأحمر والخليج العربي متنزهات خاصة لأشجار المانجروف، ففي عام 1439هـ/2017م، دشنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، متنزهًا وطنيًا للمانجروف في المضايا وفرسان بمنطقة جازان. ويحوي المتنزه مركزًا للزوار، ومرفأ، وألعابًا مائية، وقوارب نزهة، ومواقع غطس، ومواقع لتعليم الصيد بالسنارة لهواة الصيد، وممرات مائية وجسورًا خشبية معلقة للتنقل داخل المتنزه، إضافة إلى موقع للتوعية بأهمية البيئة البحرية، خاصة أشجار المانجروف. ويوجد مرشدون داخل المتنزه لشرح مكوناته وأهميته، فيما تم تجهيز أكواخ داخل المتنزه للجلوس والمبيت.
كما دشنت شركة أرامكو السعودية، عام 1442هـ/2021م، متنزه المانجروف البيئي على مساحة 63 كم2، بالقرب من رأس تنورة. ويحمي المتنزه واحدةً من آخر غابات المانجروف الطبيعية في المنطقة الشرقية، ويحتوي على مختبر ميداني فيه الأدوات اللازمة لدراسة غابات المانجروف والتنوع البيولوجي الساحلي. كما جرى بناء ممر خشبي للسماح للزوار بالتنزه في مصب النهر ومشاهدة الغابة والحياة البرية المحلية عن قرب. ويوفر مشتل أشجار المانجروف المجاور مساحةً لرعاية الشتلات، لتوسيع حجم غابة أشجار المانجروف والمحافظة على سلامتها واستدامتها في رأس تنورة.
وصمم متنزه المانجروف البيئي لتثقيف أفراد المجتمع، خصوصًا طلبة المدارس والأسر والسائحين الزائرين، حول أشجار المانجروف وفوائدها البيئية والاقتصادية. ويشهد المتنزه زيارة أكثر من 100 نوع من الطيور سنويًا، مثل: الفيّوب، والكروان المهاجرة من سيبيريا في روسيا.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة