مزرعة العذيبات، هي مسكن زراعي يقع في الجهة الغربية من وادي حنيفة، تعد من معالم الجذب السياحي الطبيعية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ومن ملامح التراث العمراني البارزة، ويتضح من اسمها عذوبة المياه التي جرت فيها.
أنشئت مزرعة العذيبات في القرن السابع عشر الميلادي، إذ إن مقرن بن مقرن رئيس فخذ المقرن أحيا هذه المزرعة، واستمرت العناية بها من عائلة آل سعود، وهي من الأسرة نفسها، وبعدها تعاقبت عليها فترات من الإحياء والهجران. وأطلق اسم العذيبات في الأصل على إحدى المزارع الصغيرة الست المتجاورة التي ضُمت فيما بعد من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، بعد أن اشتراها من آخر ملاكها في ذلك الوقت، وهو ابن بيشان عام 1352هـ/1933م.
ترميم مزرعة العذيبات
طور الملك فيصل بن عبدالعزيز بعض النواحي في مزرعة العذيبات، كإضافة مسجد إليها، وتوسعة بئرها، وتنويع أشجارها من الفواكه، وإدخال التقنيات الحديثة لضخ المياه بكميات كبيرة باستخدام المضخات الحديثة، وتضاعفت طاقة المزرعة الاستيعابية إلى عدة أضعاف، مما أسهم في زيادة النخيل والأشجار.
وتعرضت مباني مزرعة العذيبات لما تعرضت له أغلب المباني التقليدية من الهجر وعدم الصيانة والاستخدامات الثانوية تحت وطأة التحضر والاتجاه إلى كل ما هو جديد، حتى تملكها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عام 1407هـ/1987م، الذي أعاد بناء البيت، مستعملًا عناصر العمارة التقليدية النجدية، مستعينًا بمعماريين مختصين في العمارة التراثية، وحوله إلى مقر سكنه.
عناصر المباني التراثية في مزرعة العذيبات
يعبّر مبنى العذيبات عن بساطة وقوة المباني الزراعية، فهو عبارة عن مبنى واحد ذي شكل رباعي متوازن من جميع الجهات، ويرتفع دورًا واحدًا. ويتكون المبنى من عنصرين رئيسين: الأول حزام من الغرف يحيط بالعنصر الثاني، وهو الفناء. ويخلق هذا التكوين شعورًا بالراحة النفسية والطمأنينة، نظرًا لأنه يبين المقياس الإنساني، لكونه من دور واحد، ووجود الفناء في قلبه. ويشكل المنزل جزيرة وسط بحيرة من النخيل تعمل على تلطيف درجة حرارة الغلاف المحيط به، وتنقي هواءه، وتمنحه منظرًا جذابًا من جميع الجهات. لكن يبدو أن تأثير عامل الخصوصية فيه أقوى من عامل جاذبية المنظر، ويتضح هذا من أحجام الشبابيك الخارجية والتوجيه إلى الداخل، ويتكون مجمع مزرعة العذيبات من مسكن ومسجد وبئر يخرج منها الماء عن طريق نظام السواني لري أشجار النخيل والفواكه، ومساحة المبنى نحو 600 م2.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة