حي سمحان، هو حي طيني أثري تاريخي، ضمن معالم منطقة الدرعية التاريخية عاصمة الدولة السعودية الأولى. يقع الحي جنوبي حي غصيبة على مثلث يطل على وادي حنيفة عند التقائه برافد قرى عمران. ويتكون من مجموعة من المباني الطينية تبلغ 36 مبنى تراثيًا، يتراوح ارتفاعها بين طابق وطابقين.
بنى مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود حي الطرفية في سمحان، وانتقل إليه بعد أن كان حي غصيبة مركز الحكم.
ويطل حي سمحان على أحياء القصيرين، والمريّح، والطريف، وشكل هذا الموقع أهمية، بوصفه من المواقع المحصنة الاستراتيجية خلال حصار الدرعية إبان حملة إبراهيم باشا عام 1233هـ/1818م. واختار الإمام عبدالله بن سعود حي سمحان ليكون موقع مقره الدفاعي، وكان من آخر المواقع استسلامًا.
ترميم وتأهيل حي سمحان
في عام 1434هـ/2013م، بدأت شركة إسبانية متعاقدة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار (آنذاك)، مشروع ترميم وتأهيل حي سمحان في الدرعية التاريخية، وكان من المخطط تحويله إلى متحف تراثي. وشملت المرحلة الأولى من المشروع إجراء الدراسات الإنشائية، والدراسات المتعلقة بتربة الموقع، والدراسات البيئية، وازالة الأنقاض، وكشف الأساسات، وإجراء الدراسات التاريخية والرفع المساحي لواقع الحالي، إضافة إلى دراسة المنطقة المحيطة في الموقع، والتأثيرات الحالية والمستقبلية.
وشملت الدراسة وضع الخطط المعمارية المتكاملة لتحويل الحي إلى فندق تراثي، بما في ذلك التصاميم وعمل الدراسات المساحية والتاريخية لمعرفة مراحل التطور العمراني للحي عبر الحقب المختلفة، إضافة إلى إجراء دراسات على مباني الحي القديمة. كما شمل المشروع ترميم المباني القائمة في الحي بعناصرها المعمارية، والحفاظ على مفرداتها وخصائصها التي تعكس نمط الحياة في الدرعية القديمة، وإعادة بناء المتهدم منها باستخدام مواد البناء الأصلية التي شيدت بها.
مشروع تطوير حي سمحان
جرى تنفيذ مشروع تأهيل حي سمحان وتحويله إلى فندق تراثي، وفق خطة تشغيلية لاستغلال الموقع اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياحيًا، وتحويله إلى نُزل تراثي، بهدف إحياء الموقع، وتحقيق التفاعل الإيجابي بين البيئة المحلية، بما فيها من منتجات تراثية وحرف يدوية، والخطة السياحية التراثية للموقع، وذلك في إطار مشاريع برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري.
وتولّت الشركة السعودية للضيافة التراثية "نُزل" الأعمال الإنشائية لفندق سمحان التراثي في حي سمحان، وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حجر الأساس لمشروع فندق سمحان التاريخي في 20 جمادى الآخرة 1436هـ/9 أبريل 2015م، خلال افتتاح حي البجيري في الدرعية التاريخية.
وحافظ مشروع تأهيل حي سمحان على المباني القائمة في حي سمحان بجميع عناصرها المعمارية، من خلال معالجتها وترميمها للمحافظة على خصائصها التي تعكس نمط الحياة قديمًا في الدرعية، وإعادة بناء وهيكلة المباني باستخدام مواد البناء الأصيلة التي بنيت بها منذ تأسيسها الأول.
فندق باب سمحان
ضمن فعالية "بشاير الدرعية 2023" في جمادى الآخرة 1445هـ/ ديسمبر 2023م، جرى تدشين فندق "باب سمحان"، الذي يعد واحدًا من بين 41 فندقًا في الدرعية، وبدأ استقبال الزوار عام 2024م. ويوفر الفندق للنزلاء تجربة غنية بالتراث النجدي، تمزج بين عراقة التصميم وجودة الخدمات ومستوى الرفاهية العالي. ويمتاز الفندق بموقعه إذ يُحيط به وادي حنيفة ومطل البجيري، ويقع على مسافة قصيرة من حي الطريف التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وبالقرب من معرض الدرعية للفنون التقليدية.
ويحتوي فندق باب سمحان على 106 غرف، و28 جناحًا، إضافةً إلى جناح ملكي، وصُممت الغرف والأجنحة على مساحة تتراوح بين 35 م2، إلى 413 م2، إضافة إلى صالة رئيسة للفندق بتصميم تراثي، وغرف للاجتماعات، ومنتجع صحي مع مسبح داخلي، وصالة ألعاب رياضية، ومطاعم متنوعة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة