تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
مرض الزهايمر في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

مرض الزهايمر في السعودية، ويطلق عليه أيضًا "العَتَه" أو "الخَرَف الكَهليّ"، هو ضمور في خلايا المخ السليمة، يؤدي إلى تدهور الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية، ويعد السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ويؤذي المهارات العقلية والاجتماعية، مما يتسبب في إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية ويزداد تدهورًا تدريجيًا. واشتُقَّ اسم المرض من اسم الطبيب الألماني ألويس ألزهايمر، الذي اكتشفه عام 1324هـ/1906م، بعد ملاحظته تغيرات تشريحية في مخ سيدة توفيت بمرض عقلي غير معتاد.

انتشار مرض الزهايمر في السعودية

يبلغ عدد المصابين بمرض الزهايمر في المملكة العربية السعودية نحو 130 ألف مصاب، ويتوقع أن يتضاعف العدد بحلول عام 2050م، إذ يتضاعف عدد الأشخاص المصابين بالمرض كل خمس سنوات، بعد سن 65 سنة. ويعد من الأمراض الخطيرة التي تقتل أكثر من سرطان الثدي والبروستاتا مجتمعين، ويصاب بالخرف شخص واحد كل ثلاث ثوانٍ حول العالم، بحسب الإحصاءات العالمية.

خطورة مرض الزهايمر

يعد مرض الزهايمر تلفًا يصيب أجزاء الذاكرة والتفكير والكلام في المخ، وهو أخطر من النسيان. ويعد من أكثر أنواع الخرف شيوعًا، ويصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال، وهو ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به يتزايد في حال تقدم العمر. ويمر المصاب بعدة مراحل، ولا تظهر الأعراض عليه دفعةً واحدة، ويستمر بالتقدم بسرعة مختلفة من شخص إلى آخر. ورغم أن الزهايمر مرض لا شفاء منه، إلا أن هناك علاجات قد تحسن جودة حياة مَن يعانونه.

إحصاءات مرض الزهايمر

يتوفى واحد من كل ثلاثة مسنين من الزهايمر أو أنواع الخرف الأخرى، وتبلغ التكلفة العالمية المقدرة للخرف نحو 818 مليار دولار، وهذه التكلفة سجلت عام 1437هـ/2015م، وارتفعت التكلفة بعد ثلاثة أعوام إلى سقف أكثر من تريليون دولار، بما في ذلك التكلفة المنسوبة إلى الرعاية غير الرسمية، والتكلفة المباشرة للرعاية الاجتماعية، والتكلفة المباشرة للرعاية الطبية، وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 55 مليون شخص حول العالم (8.1% من النساء و5.4% من الرجال فوق سن 65 عامًا) مصابون بالخرف، وبحسب الإحصاءات المحلية وبصورة يومية تتغير حياة آلاف الأسر السعودية إلى الأبد بسبب هذا المرض.

مراحل مرض الزهايمر

لمرض الزهايمر ثلاث مراحل متدرجة، الأولى المبكرة وتكون الأعراض فيها غير واضحة، وتشمل عدة صعوبات، منها: حفظ أسماء الأشخاص الجدد، واختيار الكلمة المناسبة أو الاسم أثناء الكلام، وأداء المهام الاجتماعية والمهنية، والتخطيط والتنظيم، إضافة إلى نسيان ما قرأه قبل فترة قصيرة، وضياع الأغراض الثمينة ووضعها في غير أماكنها المناسبة.

أما المرحلة المتوسطة، وتبدأ الأعراض فيها بالوضوح، وتشمل: تقلبات المزاج والميل إلى العزلة، وصعوبة تذكر الأحداث المهمة والتاريخ الشخصي، والارتباك بخصوص التاريخ: يوم الأسبوع، والموسم أو المكان، وصعوبة تذكر عنوان المنزل، أو رقم الهاتف الشخصي، أو الجامعة التي تخرج فيها، والبعض قد يواجه صعوبة في التحكم بعمليات الإخراج، ويحتاج إلى المساعدة في اختيار الثياب المناسبة. وتزداد خطورة الضياع في الطرق، ويحدث تغير في نظام النوم، وتغيرات في الشخصية، مثل: الشك المَرَضي، وتكرار بعض التصرفات، مثل هز اليدين، أو تمزيق المناديل.

وفي المرحلة المتأخرة يحدث ضعف الوعي بالأمور التي تحدث حوله، ويحتاج إلى العناية والمراقبة طوال الوقت، ويعاني صعوبة التواصل مع الآخرين، ويواجه مشكلات في القدرات الجسدية، مثل: المشي والجلوس إلى أن يصل إلى صعوبة البلع، ويكون عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، ومنها التهاب الرئة (النيمونيا). وتظهر لدى المرضى تغيرات في الشخصية، مثل: انعدام الثقة بالآخرين، والمزاج المتقلب، والانطواء الاجتماعي، والعناد المتزايد، والخوف، والاكتئاب، والعدوانية.

الاحتفال باليوم العالمي لمرض الزهايمر

تحتَفَل السعودية باليوم العالمي لمرض الزهايمر في 21 سبتمبر، بهدف تطوير الخدمات المُقدَّمَة للمرضى، التي تُعنى بهم في جميع مراحل المرض، ورفع الوعي الصحي وتعزيزه حول المرض، وعقد ورش عمل تتناول مواجهة التحديات، وإيصال الخدمات الشاملة إلى المرضى، ورعايتهم بالطرق الصحيحة، وتقليل خطر الإصابة بالمرض من خلال تغيير نمط الحياة، واتباع أسلوب صحي.

ويُنظم اليوم العالمي لمرض الزهايمر بالتعاون مع منظمة الزهايمر الدولية، لرفع الوعي المجتمعي بالمرض، بمشاركة مختصين في المخ والأعصاب وأمراض كبار السن والشيخوخة والزهايمر والأمراض النفسية، لشرح المرض وأبعاده الصحية والنفسية ومراحله المختلفة، وطرق الوقاية منه والحد من انتشاره.

الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر

أسست الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر في مدينة الرياض، ونطاق خدماتها حسب ما حددته اللائحة الأساسية لها، وتعد الأولى من نوعها في السعودية، التي تعنى بالمصابين بهذا المرض، وهي مسجلة بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في 10 جمادى الأولى 1430هـ/5 مايو 2009م، برقم 491، تحت إشراف وزارة الصحة،وهي جمعية أهلية، تعمل لخدمة المرضى وتوعية المجتمع بهذا المرضى وكيفية التعامل مع المصابين به.

الاختبارات ذات الصلة