مسجد الفسح

مسجد الفسح، ويُطلق عليه أيضًا مسجد أحد، والمسجد الفسيح، هو أحد المعالم التاريخية التي ارتبطت بالسيرة النبوية، التي تترجم فضل المدينة المنورة، سُمي "مسجد أحد" لملاصقته لجبل أحد، وسمي بـ"مسجد الفسح" لما يقال إنه نزل فيه قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ".

وبني مسجد الفسح على شكل مستطيل، ويقدر طوله بنحو 6 م، وعرضه 4 م، وارتفاعه متران، وسمك جداره متر واحد، واستخدم في بنائه الحجر والجص، وشهد عدة عمليات ترميم. وبني المسجد على الطرز العمرية، وتبلغ مساحته 90 م2.

يقع مسجد الفسح في الجهة الشمالية من المسجد الكبير الواقع بجانب مقبرة الشهداء، ويبعد نحو 5 كم عن المسجد النبوي، وهو مسجد صغير ملاصق لجبل أحد على يمين الذاهب إلى الشعب الذي فيه المهراس، تحت الغار الذي يظن بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه. وحدّد المؤرخ محمد المطري موقع المسجد ومعالمه موضحًا أن في جهة القبلة من المسجد موضعًا منقورًا في الجبل على قدر رأس الإنسان، يقال إن النبي عليه الصلاة والسلام جلس على الصخرة التي تحته.

اكتسب مسجد الفسح أهمية تاريخية بوصفه أحد المواقع التي شهدت مرور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما تفيد الروايات أنه صلى في موضع هذا المسجد، وروى ابن شبة عن رافع بن خديج أن النبي عليه الصلاة والسلام، صلى في المسجد الصغير الذي بأحد.

وأفاد محمد المطري ونور الدين السمهودي وعبدالقادر الحنبلي وأحمد العباسي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى صلاتي الظهر والعصر في موضع هذا المسجد.

يخضع مسجد الفسح، لإشراف لجنة المواقع التاريخية الإسلامية في برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو أحد البرامج التنفيذية لرؤية السعودية 2030، التي تنفذ مشاريع تطوير وتأهيل للمواقع الإسلامية الأثرية لتكون مناسبة لاستقبال الزوار.