الكشتة

الكشتة، أو المِكْشات، هي مصطلح يستخدم في المملكة العربية السعودية للإشارة إلى نزهة برية في الطبيعة والاسترخاء في الهواء الطلق، جمعها "كشتات"، و"مكاشيت". ويُقال في اللهجة المحليّة الدّارجة "خلونا نكشت" أي "دعونا نخرج إلى البرية"، وفلان "كشَّات"، أو "كَاشت"، أي "ذاهبٌ في نزهة". يجتمع في الكشتة العائلة والأصدقاء، وتكون عادة خارج نطاق المدينة، في المناطق الصحراوية، أو الأودية أو الفياض.

يخرج السعوديون إلى الكشتة في أوقات يكون فيها الطقس معتدلًا وملائمًا للمكوث الطويل، إذ يتابع الكشّاتة (هواة الكشتات) حالة الطقس ويتحرّون الأوقات التي تعقب المطر. وتختلف الكشتة عن التخييم في أنها لا تتطلب المبيت، بل تكون مدتها عادة عدّة ساعات أو نصف يوم، تبدأ من منتصف النهار حتى الليل، وقد تطول إلى ساعات الفجر الأولى. وتختلف أماكن الكشتات وتفاصيلها بحسب الثقافة المحلية والطقس في المنطقة، إذ يلجأ سكان مناطق وسط السعودية وشمالها إلى المناطق الصحراوية أو الأودية، أو الفياض، وهي مناطق تكتسي في موسم الربيع بالنباتات الخضراء والزهور البرية الملونة، وينبت فيها الخزامى بلونه البنفسجي، قيل في الشعر الشعبي:

"يا أبو علي روّح نبي نقرتنا.. ترى الصُّبخ ما به لنا مقعادِ

حنا نبي يَمَّ الغَضَا كَشْتتنا.. نكشِت بعيدٍ ما نريد الوادي".

والشاعر هنا يريد أن يكون موقع كشتتهم في المكان الذي ينبت الغضا، أي: المكان الرملي النظيف. ويفضّل سكان مناطق جنوب السعودية الكشتة في موسم الصيف والخريف، لاعتدال الطقس وكثرة الأمطار في المناطق المرتفعة منها، إذ يمكنهم الخروج إلى المزارع والغابات أو المطلّات الجبلية، فيما يفضل سكّان المناطق الساحلية شرقي وغربي السعودية التوجه إلى الشواطئ، لقضاء الكشتة فيها.

يجتمع في الكشتة أفراد العائلة، أو مجموعة من الأصدقاء، ويرافق الكشتة عادةً إشعال النار (شبّة النار) والالتفاف حولها. ويتقاسم المشاركون في الكشتة مهام التجهيز لها وإحضار مستلزماتها، مثل: الحطب، وأواني الطبخ، والمأكولات الخفيفة. كما يتقاسمون مهام إعداد الطعام، الذي يكون عادة على طريقة الشواء، أو على طريقة الطبخ التقليدية في السعودية، وهي الكبسة، أو المندي. كما تتضمن طقوس الكشتة إعداد المشروبات المحلية على الحطب، مثل: القهوة والشاي، إذ يكتسبان بهذه الطريقة نكهة مميزة. وترافق الكشتة ممارسات ترفيهية، مثل: التطعيس في الرمال، وركوب الدراجات والدبابات الكهربائية، والمشي، والألعاب الشعبية والورقية، وجمع الفقع (الكمأة)، الذي ينمو في بعض مناطق وسط السعودية وشمالها وشرقها في موسم الربيع.