برنامج الابتعاث الثقافي

برنامج الابتعاث الثقافي، هو أحد المبادرات التي تنظمها وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ورؤية السعودية 2030، وهو أول برنامج ابتعاث ثقافي في تاريخ المملكة، يُتيح فرصًا تعليمية نوعية للمبتعثين من خلال دراسة التخصصات الثقافية والفنية في الجامعات العالمية البارزة، وذلك للمراحل الدراسية "البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه".

أطلقت وزارة الثقافة البرنامج عام 1441هـ/2019م، شاملًا نحو 14 تخصصًا فنيًّا وثقافيًّا في أكثر من 114 جهة تعليمية خارج السعودية.

وأُعلن عن البرنامج في 30 ديسمبر 2019م، وأتاحت وزارة الثقافة التسجيل فيه منذ 24 جمادى الأولى 1441هـ/19 يناير 2020م. ويُعنى البرنامج بشكل خاص بتطوير الثقافة السعودية، والقطاع الثقافي في المملكة، وتعزيزه بكوادر وطنية حاصلة على تعليم عالٍ في التخصصات الفنية والثقافية، ومدربة وفق حاجات السوق المرتبط بالقطاع الثقافي، ومؤهلة لدخوله وتطوير المنضمين إليه.

يقدّم برنامج الابتعاث الثقافي مجموعةً من المزايا النوعيّة للمبتعثين، ومنها بعثة علميّة كاملة تشمل تكاليف الدراسة، ومكافأة شهرية للمبتعث ومصاريف المعيشة للمبتعث ومرافقيه، والتأمين الصحي، وتذاكر السفر من المملكة إلى مقرّ البعثة والعكس، إلى جانب البرامج الإرشادية للمبتعث، وذلك بهدف خلق جيل من المتخصصين المؤهلين في مختلف القطاعات الثقافية، يُسهمون بشكلٍ فاعل في مشروع النهوض بالقطاع الثقافي في المملكة.

قسمت وزارة الثقافة البرنامج إلى مسارين: الأول مسار الدارسين على حسابهم الخاص، والثاني مسار الحاصلين على قبول مسبَق، وذلك حسب لوائح وآليات محددة لكل مسار.

تشمل تخصصات برنامج الابتعاث الثقافي: الموسيقى، والمسرح، والفنون البصرية، وصناعة الأفلام، والتصميم، والفنون البصرية، وعلوم وفنون العِمارة، إلى جانب علم التراث والآثار، والمكتبات، والمتاحف، وفنون الطهي، والآداب واللغات واللغويات، وعلوم وتكنولوجيا الأغذية، والمحتوى الرقمي.

وتُعد جامعة هارفارد، وجامعة ييل، وجامعة ستانفورد، وجامعة أكسفورد، وجامعة السوربون، وجامعة ميونخ، وجامعة سنغافورة الوطنية، وجامعة بكين إلى جانب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ على رأس قائمة المؤسسات التعليمية التي يبتعث البرنامج الطلاب والطالبات إليها.

أصدرت وزارة الثقافة، في 8 صفر 1444هـ/4 سبتمبر 2022م، قرارات ابتعاث للمجموعة السابعة من طلبة وطالبات برنامج الابتعاث الثقافي، ليصبح مجموع قرارات الابتعاث الصادرة منذ إطلاق البرنامج حتى سبتمبر 2022م في المجموعات السبع 683 طالبًا، منهم 443 طالبة، و240 طالبًا، وقد كان النصيب الأعلى لمرحلة البكالوريوس بواقع 384 طالبًا، تليها مرحلة الماجستير 291 طالبًا، ثم الدكتوراه 8 طلاب؛ لينخرطوا في عددٍ من المؤسسات التعليمية المتميزة، والتي توزعت بمختلف الدول، كان العدد الأكبر منها في الولايات المتحدة الأمريكية بواقع 277 طالبًا، ثم المملكة المتحدة 290 طالبًا، وسويسرا 57 طالبًا، وأستراليا 31، ومصر 9، وفرنسا 6، ومثلهم في إيطاليا، وهولندا 3، وطالبان في كوريا الجنوبية.

ثمّة عدد من الشروط والتعليمات ينبغي على الطالب أو الطالبة مراعاتها عند التقديم في البرنامج، وهي أن يكون المتقدمُ سعوديَّ الجنسيّة، وأن يتصف بحسن السيرةِ والسلوك، وأن تكون المؤسسة التعليمية الملتحق بها مدرَجة في قائمة المؤسسات التعليمية المتاحة ضمن البرنامج، وأن يكون التخصص المرادة دراسته ضمن التخصصات المحددة أو تفرعاتها في برنامج الابتعاث الثقافي، ولا يلزم أن يكون التخصص الذي يودُّ المتقدم دراسته مطابقًا أو مرتبطًا بالتخصص الذي درسه سابقًا، وأن تكون وثائق المتقدم مكتملةً وصحيحة أثناء التسجيل، ويستبعد من يثبت عدم مطابقة معلوماته المسجلة في موقع البرنامج للوثائق الرسمية.

أدرجت وزارة الثقافة في صفر 1446هـ/أغسطس 2024م 118 مؤسسة تعليمية إلى قائمة المؤسسات التعليمية المعتمدة ضمن برنامج الابتعاث الثقافي؛ لتطوير الكوادر الوطنية الثقافية المتخصصة في مختلف مجالات الثقافة والفنون، ولتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة، وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية. وتصل بذلك المؤسسات التعليمية التي يدعمها البرنامج إلى 278 مؤسسة تعليمية، والتي توزعت على 15 دولة، جاء العدد الأكبر منها في الولايات المتحدة الأمريكية بواقع 58 مؤسسة، والمملكة المتحدة بواقع 40 مؤسسة، في حين جاءت روسيا بمؤسسة تعليمية واحدة، وينخرط فيها الطلبة المبتعثون في 13 مجالاً ثقافيًّا مختلفًا. وتشمل المؤسسات التعليمية الجديدة مجموعة من الجامعات العالمية البارزة، ومنها: جامعة سان فرانسيسكو، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة رويال هولواي في لندن، وجامعة ليفربول، وجامعة أبادوفا، وجامعة لوند، وجامعة كولورادو بولدر.  

في  18 صفر 1446هـ/22 أغسطس 2024م، كرّمت وزارة الثقافة الدفعة الأولى من خريجي برنامج الابتعاث الثقافي، في حفلٍ أُقيم بمركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض، وأُقيم على هامش الحفل معرض فني استعرض مجموعة من إنجازات الطالبات والطلاب المبتعثين وإبداعاتهم، تضمّنت أفلامًا قصيرة، وأعمالاً فنية وموسيقية، وبورتريهات، ومنحوتات إبداعية، ترجمت المهارات التي يتمتع بها الطلاّب إلى جانب ما يتمتعون به من معرفة أكاديمية عالية بالثقافة وعلومها في مختلف التخصصات الثقافية.