حمى الضنك في السعودية، هي عدوى فيروسية، تنتقل عن طريق لدغة أنثى بعوض "الزاعجة المصرية"، ولا ينتقل المرض مباشرةً من شخص لآخر، وأعراضه تشبه أعراض الإنفلونزا إلا أنها أشد أثرًا على المريض.
بدأ ظهور المرض في المملكة العربية السعودية عام 1994م، وتُسجل السعودية حالات إصابة سنوية بنسب ليست مرتفعة، وتعمل وزارة الصحة السعودية على الحد من انتشاره، من خلال مكافحة البعوض الناقل للمرض، وتوفير بيئة صحية، وإقامة برامج توعوية عن المرض.
ينتشر البعوض المُسبب للإصابة بحمى الضنك في المناطق الحضرية الفقيرة، والمناطق الريفية والضواحي، إضافة إلى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وفي حالات نادرة ينتقل المرض عن طريق بعوضة الزاعجة المنقطة بالأبيض (بعوضة النمر الآسيوي).
تعمل وزارة الصحة على إعداد وتجهيز حملة توعوية، تهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بمرض حمى الضنك ومسبباته، وأماكن تكاثره، وكيفية انتقاله، وطُرق الحد من انتشاره، إضافة إلى توزيع منشورات ورقية مُترجمة بخمس لغات، هي: العربية، والإنجليزية، والهندية، والإندونيسية، والبنجالية، تتضمن كل ما يتعلق بالعدوى الفيروسية، إضافة إلى توفير صور توضح أشكال وعينات البعوض الناقل، وتوضيح أماكن وجود البعوض الناقل للمرض.
طريقة انتقال حمى الضنك
تنتقل حمى الضنك من شخص لآخر عندما يحمل البعوض المرض من شخص مصاب إلى آخر سليم، حيث تتغذى البعوضة السليمة من دم الشخص المُصاب، وتصبح بذلك ناقلة للمرض، وحينما تظهر العدوى على المصاب تكبر احتمالية نقله للمرض بواسطة البعوض في فترة تصل من أربعة إلى خمسة أيام، وأحيانًا سبعة أيام من بداية ظهور الأعراض، وتبدأ الأعراض بالظهور في مدة تتراوح بين أربعة وعشرة أيام بعد لدغة البعوض.
أعراض حمى الضنك
تشبه أعراض حمى الضنك أعراض الإنفلونزا، لكنها تكون أشدّ، ويُشخّص المريض المشتبه بإصابته بالحمى من خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم أعلى من 40 درجة مئوية، وظهور اثنين من الأعراض التالية: صداع شديد، ألم خلف العين، طفح جلدي، غثيان، ألم في العضلات والمفاصل، قيء، وغالبًا تستمر تلك الأعراض من يومين إلى سبعة أيام.
وتُعد بعض الأعراض طارئة بعد عودة الشخص من منطقة تفشي المرض، مثل: النزيف باللثة أو الأنف، والألم الشديد بالبطن، والصعوبة أو السرعة في التنفس، والقيء المستمر، إضافة إلى شحوب وبرودة الجلد، والإرهاق، والكدمات تحت الجلد، كما يمكن تشخيص الإصابة بحمى الضنك، عن طريق التحاليل المخبرية.
علاج حمى الضنك
تُعد حمى الضنك من الأمراض المعدية التي لا يوجد لها علاج معين، لذلك يلزم الوقاية منها، وفي حال الإصابة بها، توجد بعض التوصيات الطبية التي تحد من خطورتها، منها: تناول السوائل، والراحة الكافية للشخص المصاب، وتناول مسكنات الألم، وتجنب مسيلات الدم كالأسبرين، وحتى لا ينتشر المرض بين الأشخاص يتوجب تجنب لدغات البعوض، أما عندما تتطور حالة المصاب إلى الإصابة بحمى الضنك الشديدة، فإن الرعاية الطبية وتعويض السوائل المفقودة يساعدان على المحافظة على حياة المصاب، والحد من تطور المرض لديه.
وتتطور حمى الضنك إلى حمى الضنك الشديدة، وينتج عنها تلف الأوعية الدموية وتسريب السوائل من خلالها، كما يحدث انخفاض لعدد الصفائح الدموية، مما يسبب نزيفًا شديدًا وانخفاضًا مفاجئًا لضغط الدم، أو فشل أحد أجهزة الجسم، مما قد يودي بحياة المريض، ويُعد السفر إلى المناطق الاستوائية أو العيش فيها أحد عوامل الخطورة للإصابة بالحمى، كما تزداد عرضة الإصابة بحمى الضنك النزفية، عند تكرار الإصابة بالمرض بواسطة نوع آخر من الفيروس.
الوقاية من حمى الضنك
تعتمد الوقاية الأكبر من حمى الضنك في مكافحة بعوضة "الزاعجة المصرية" التي تعد سببًا رئيسًا في انتقال المرض في المجتمعات، وتكون الطريقة المثلى للوقاية منها، في تجنب لدغات البعوض عن طريق التخلص من أماكن تجمعها، كأحواض المياه في المنازل أو خارجها، وتنظيف الخزانات والأحواض باستمرار، واستعمال كريمات خاصة بوضعها على الجسم، تطرد الحشرات، إضافة إلى استعمال المبيدات الحشرية في حال تفشي المرض، وحماية المصابين من التعرض للبعوض حتى لا تحدث عملية الانتقال منهم إلى آخرين.
جهود السعودية في مكافحة حمى الضنك
تعمل السعودية ضمن خطط صحية لمكافحة مرض حمى الضنك والآفات المسببة له، وتركز على المناطق التي ينتشر فيها المرض، خاصة منطقة مكة المكرمة، ففي عام 2022م، رصدت أمانة العاصمة المقدسة من خلال الإدارة العامة للإصحاح البيئي، أكثر من 2800 موقع يُحتمل تكاثر البعوض فيها، وعملت على رش نحو 890 حاوية نفايات، ومواقع تجمعات المياه التي بلغ عددها نحو 107 مواقع، كما عملت على رش 29 مبنى تحت الإنشاء، بهدف استدامة البيئة الصحية لمنطقة مكة المكرمة والزائرين للمسجد الحرام.
وضمن مشروع مشترك، عملت أمانة محافظة جدة عام 2021م، بالتعاون مع هيئة الصحة العامة "وقاية" التي تعمل على حماية الصحة العامة وتعززها، ومع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، على استخدام تقنيات حديثة صديقة للبيئة للحد من انتشار حمى الضنك بين أفراد المجتمع، في عدد من الأحياء بمحافظة جدة، لتقليل معدلات الإصابة بالمرض المُعدي.
وتتمثل فكرة المشروع في استعمال بعوض صديق للبيئة يعمل على خفض عدد البعوض الناقل لمرض حمى الضنك، فيما أُثبتت فاعلية البعوضة في بعض الدول التي واجهت العدوى الفيروسية، منها: سنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا، وأستراليا.
وفي عام 1430هـ/2009م، نفذت أمانة محافظة جدة، حملة وطنية لمكافحة حمى الضنك، تضمنت جولات تفتيش على المنازل، واكتشفت بؤر توالد البعوض الناقل للحمى في بعضها، وتم القضاء عليها، شملت حاويات لتخزين المياه، ومسابح مهجورة، ومياه جوفية داخل المنازل المهجورة، وخزانات مياه أرضية مكشوفة، ومياه طافحة في البدرومات، وأحواض مزروعات بأحجام مختلفة، وإطارات.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة