المهن غير الرسمية في السعودية

المهن غير الرسمية في السعودية، هي مهن غير نظامية وليست مدرجة ضمن "قائمة المهن" للتصنيف السعودي الموحد للمهن.

وتمارس هذه المهن دون تقيّد بنظام العمل لذلك تُصنف ضمن الاقتصاد الخفي، الذي يُعد ظاهرة قديمة في مختلف المجتمعات ومن ضمن صفاته تنوع الأنشطة واتساع نطاقه واختلاف معالمه، ويضم الاقتصاد الخفي كافة الأنشطة المولِّدة للدخول التي لا تسجل ضمن الإحصاءات الرسمية للناتج المحلي.

في العرف الاجتماعي بالسعودية تُعد مهنة "الكدّ" إحدى أقدم مهن تأجير المواصلات العامة في المملكة، وممتهنها يُشار إليه بالكداد، إلى جانب مهنة الشريطية وتقديم شاي الجمر، وهناك مهنة الخطّابة، وهي مهنة نسوية، حيث تقوم سيدة بمساعدة من يقصدونها للبحث عن شريك حياة مناسب لهم، ويضم مجال الضيافة كثيرًا من المهن غير الرسمية، مثل: محضّر القهوة أو القهوجي،وفي تقاليد الزواج السعودية هناك مهنة المُطربة التي تحيي ليلة العرس، إلى جانب مهنة المرحّبة التي تستقبل الضيوف.

وتندرج هذه المهن في نطاق الأعمال الحرة التي تكون مصدر رزق ودخل ولكنها تخالف الأنظمة بعدم الحصول على ترخيص لمزاولتها، وقد عرّف نظام العمل الصادر في عام 1426هـ/2005م العمل بأنه الجهد المبذول في النشاطات الإنسانية كافة، تنفيذًا لعقد عمل (مكتوب أو غير مكتوب) بصرف النظر عن طبيعتها أو نوعها، صناعية كانت أو تجارية، أو زراعية، أو فنية، أو غيرها، عضلية كانت أو ذهنية.

بهدف تنظيم سوق العمل لمعالجة وتوفيق أوضاع المهن غير الرسمية أُطلق عديد من البرامج مثل برنامج العمل الحر الذي أطلقته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بهدف تمكين الطاقات الوطنية، ودعم الباحثين عن فرص دخل إضافية أو العمل لحسابهم الخاص في مجال تخصصهم بشكل مستقل.

وجرى تطوير برنامج العمل الحر باعتماد ضوابطه في عام 2019م، وإطلاق المرحلة الثانية لبوابة العمل الحر بمميزات وخدمات جديدة لممارسي هذا النمط من أنماط العمل، بهدف تشجيع ودعم ممارسته كأحد أنماط العمل غير التقليدية، إذ جرى اعتماد أكثر من 123 مهنة يمكن لممارسيها الحصول على وثيقة تؤهلهم للعمل الحر في هذه المهن.

تتعدد المهن غير الرسمية التي يمارسها المواطنون والمقيمون في المملكة، وهي تخالف أنظمة العمل المتبعة، ومن بينها مهنة المدرس الخصوصي "الدروس الخصوصية"، والتي يلجأ إليها بعض أولياء الأمور لمساعدة أبنائهم على التعليم، وقد تصدت لذلك إدارات التعليم في المملكة وعملت على  وضع خطط للاستغناء عن الدروس الخصوصية في مرحلة ما قبل الاختبارات، وتعد هذه المهنة مخالفة للأنظمة والتعليمات.

وتشمل المهن غير الرسمية كذلك عمل غير السعوديين بالمركبات الخاصة مع شركات التطبيقات، وقد دعت الهيئة العامة للنقل منشآت توجيه المركبات بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية، إلى الارتباط بمنصة "وصل" المرتبطة بمركز المعلومات الوطني، ويُعد عمل غير السعوديين بمركباتهم لنقل الركاب مخالفًا لأنظمة (النقل العام، والعمل والعمال، والإقامة، والمرور) ويعرض السائق لعقوبات الغرامة المالية ومقدارها 5000  ريال، وإيقاف الخدمات، كما يعرض السيارة للحجز.

وتُعد المهن المتعلقة بالاحتطاب وقص الأشجار ومن بينها "بائع الحطب" مخالفة لنظام البيئة في المملكة، ويترصد لها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، الذي يتولى تطبيق اللائحة التنفيذية للاحتطاب بحق المخالفين لنظام البيئة، التي تنص على معاقبة المخالفين لنظام البيئة بغرامات مالية. وتعمل شرطة المناطق وأمن الطرق، إضافة إلى قوات الأمن البيئي على ضبط المخالفين بصفة مستمرة.

ومن المهن غير الرسمية كذلك الغسيل العشوائي للسيارات التي تمتهنها العمالة غير النظامية، وتواجه ذلك الجهات الرسمية والفرق الرقابية عن طريق الحملات لما تسببه هذه الظاهرة من تلوث بيئي وبصري وإتلاف لطبقة الإسفلت، وذلك في إطار استراتيجيتها للقضاء على الظواهر السلبية.

تعمل الجهات المعنية بتوفير مصدر الكسب للمواطنين في السعودية على تقديم الدعم في إطار منظم لدخول سوق العمل مثل التمويل الذي يقدمه بنك التنمية الاجتماعية الذي اعتمد تمويلات في عام 1444هـ/ 2022م، بأكثر من 13 مليار ريال، استفاد منها أكثر من 150 ألف مواطن ومواطنة خلال عام واحد فقط، شملت أكثر من 63 ألف قرض اجتماعي، وتمكين أكثر من 99 ألف ممارس للعمل الحر وأسرة منتجة من دخول سوق العمل في مختلف مدن المملكة بتمويل بلغ 4.4 مليارات ريال.

يقدم بنك التنمية الاجتماعية أيضًا منتج "التمويل النقدي" التمويلي لتعزيز أداء المنخرطين في العمل الحر من المواطنين والمواطنات القادرين على العمل أو الراغبين في زيادة دخلهم الشهري ولديهم حرفة، خبرة، أو مهارة متخصصة، حيث يتيح لهم هذا المنتج الاستفادة ﻣﻦ تمويل ميسَّر يمكِّنهم من ممارسة الأعمال الحرة لحسابهم الشخصي.