تم نسخ الرابط بنجاح

تحويل النفط إلى كيميائيات في السعودية

saudipedia Logo
تحويل النفط إلى كيميائيات في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

تحويل النفط إلى كيميائيات في السعودية، هو برنامج تحوّل استراتيجي أطلقته أرامكو السعودية مع بدء رحلة تصنيع المواد الكيميائية، وكان الهدف منه تحويلها إلى شركة متكاملة للطاقة والمواد الكيميائية بحيث تصبح لها الريادة على مستوى العالم في هذا المجال الواعد.

ومواكبة لجهودها في الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من آفاق الاستثمار في المجال، تهدف استراتيجية أرامكو السعودية لتحويل أربعة ملايين برميل يوميًا من النفط الخام إلى كيميائيات.

برنامج تحويل النفط إلى كيميائيات

بالاستفادة من قدراتها في شبكات مراكز الأبحاث التي تتبع لها، بدأت أرامكو السعودية أولى الأعمال على برنامج تحويل النفط إلى كيميائيات عام 2006م بدءًا من البحث في تكسير غاز خفيف (غير مرافق) المكثف، ثم تطور العمل وانتقل إلى استخدام أنواع أخرى من اللقيم، مثل الزيت الخام العربي الخفيف والخفيف جدًا وأنواع أخرى من النفط الخام للتوسع في الخيارات.

وفي عام 2016م، نجحت فرق البحوث والتطوير في تطوير عدة مبادرات لاستخلاص قيمة إضافية من عدد من التقنيات الجديدة. وحسَّنت الشركة عملية التكسير بالتحليل الحراري للنفط الخام باستخدام نظام جديد من الوسائط الكيميائية. وقد درست فرق البحوث والتطوير وجرَّبت بنجاح أربعة خيارات تتعلق بأعمال المعالجة واستخدام الوسائط الكيميائية لتحسين جودة المهذبات (معالجة النفط الخام للحصول على النفتا الثقيلة) لإنتاج البنزول، والتولوين والزايلين.

وأكد برنامج تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية كفاءته من خلال العدد المتزايد لبراءات اختراع أرامكو السعودية في مجال تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية، والتي يصل مجموعها إلى ما يقرب من 50 براءة اختراع حتى الآن.

الطلب على المواد الكيميائية

يُعد برنامج التحويل الحراري للنفط الخام إلى مواد كيميائية من بين المسارات البحثية الأكثر تقدمًا، وفي هذا السياق أبرمت أرامكو السعودية في عام 2017م اتفاقية تطوير مشتركة مع شركة شيكاجو بريدج آند أيرون المقّدمة للتقنيات الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية (المعروفة الآن باسم ماكديرموت) وشركة شيفرون لوموس جلوبال، لتسريع وتيرة تطوير وتجربة هذه التقنية.

ومع التوسع في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق فإن المواد الكيميائية، تمثّل في الوقت الراهن، أسرع قطاعات الطلب على النفط الخام نموًا. وتتيح تقنيات تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية زيادة كمية الإنتاج من الكيميائيات ذات القيمة العالية وفي الوقت نفسه تقليل الآثار الناجمة عن انبعاثات الكربون المرتبطة باستخدام النفط المنتج.

وفي هذا البرنامج يكون الانطلاق من النفط الخام بحثًا عن أفضل وأقصر الطرق لاستخلاص المواد الكيميائية مباشرة من خلال التطورات التي حدثت في مجال وسائط التحفيز والفصل، بهدف تحويل نسبة من 70% إلى 80% من كل برميل نفط إلى مواد كيميائية بطريقة تنافسية.

زيادة مستوى إنتاج المواد الكيميائية

تتمثّل إحدى الطرق المتبعة لتحسين هذه العملية في تحقيق التكامل الأمثل بين عمليات التكرير الحالية للحصول على مزيد من المواد الكيميائية لكل برميل من النفط. وهذا ينطوي على إدخال تعديلات على التقنيات والعمليات المثبتة القائمة في مجمع التكرير المتكامل لزيادة مستوى إنتاج المواد الكيميائية لكل برميل من النفط من النسبة المعتادة التي تتراوح ما بين 8% و12% ليصل إلى 50%، وتُعد الشراكة بين أرامكو السعودية و"سابك" في مجال تحويل النفط الخام إلى كيميائيات مثالًا جيدًا على هذا النهج.

ويستغرق تطوير التقنيات التي تنفذها أرامكو السعودية في برنامج تقنية تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية عادة عقدًا من الزمن، إلا أنه بالنسبة لفريق هذا البرنامج هناك عاملان رئيسان لضمان نجاح البرنامج.

ولتعزيز تقنية تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسير الحراري وكذلك تسويقها، وُقّعت اتفاقية ثلاثية في يناير 2018م، بين شركة أرامكو السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، وشركتي "سي بي أند آي"، الرائدة في ابتكار التقنيات وتوفير احتياجات البُنى الأساسية في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وشيفرون لوماس جلوبال "سي إل جي"، وهي مشروع مشترك بين شركتي "سي بي آند آي" و"شيفرون الولايات المتحدة".

مجمع تحويل النفط إلى كيميائيات

في 23 صفر 1440هـ/1 نوفمبر 2018م، أعلنت أرامكو السعودية والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" عن اختيار مدينة ينبع لإنشاء مجمعهما الصناعي المتكامل لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات.

وأرست أرامكو السعودية و"سابك" في النصف الأول من عام 2018م، عقدي إدارة مشروع وتنفيذ الأعمال الهندسية الأولية على شركتي "وود" و"كي. بي. آر". 

ويقدر استهلاك المشروع العملاق بنحو 400 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وذلك لإنتاج نحو 9 ملايين طن من المواد الكيميائية سنويًّا. ويُتوقع البدء بأعمال التشغيل خلال عام 2025م، وهو مشروعٌ يصب في توجهات المملكة التي تهدف إلى تحقيق رؤية 2030.

ومع حرص أرامكو السعودية على تطوير تقنيات الإنتاج في مختلف أعمالها، فقد عملت على تحقيق مزيد من القيمة المضافة عبر ابتكار تطبيقات لاستخدامها في الأغراض الكيميائية، وفي هذا السياق، وقّعت شركة أرامكو السعودية للتقنيات، المملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، في يناير 2019م، اتفاقية تطوير وتعاون مشترك مع شركتي أكسنز، وتيكنيب إف إم سي، وذلك بغرض تسريع عملية تطوير تقنية الشركة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتحفيز الكيميائي، وتسويقها على نطاق تجاري.

برنامج تحويل السوائل إلى كيميائيات

مع تطور تقنيات التحويل أصبحت أرامكو السعودية تطلق مصطلح تحويل السوائل إلى كيميائيات بدلًا عن تحويل النفط إلى كيميائيات وعرّفت السوائل بأنها النفط الخام، والمكثفات، وسوائل الغاز الطبيعي.

وفي رجب 1443هـ/مارس 2022م، أعلنت أرامكو السعودية الدخول في شراكة استثمارية لتطوير منشأة تضم مصفاة رئيسة ومجمعًا متكاملًا للبتروكيماويات في شمال شرق الصين، بهدف تطوير مجمع تحويل السوائل إلى كيميائيات وذلك من خلال المشروع المشترك "أرامكو هواجين للبتروكيميائيات" الذي أنشئ في ديسمبر 2019م ويُتوقع بدء تشغيله في عام 2024م.

وأعلنت أرامكو السعودية كذلك في عام 2022م أنها تخطط لتوسيع قدرة تحويل ما يصل إلى 4 ملايين برميل في اليوم من السوائل إلى كيميائيات لخلق قيمة إضافية ومستدامة من برميل النفط، وأول استخدام واسع النطاق لتقنية تحويل النفط الخام إلى بتروكيميائيات بالتكسير الحراري في مركز (إس - أويل) للصناعات التحويلية في كوريا الجنوبية.