التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية، هو برنامج يمكِّن أرامكو السعودية من الاستفادة من التطورات الكبيرة في التقنية الرقمية لتوفير الطاقة في المستقبل بصورة أكثر استدامة وكفاءة وسلامة.
طريق التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية
تعمل أرامكو السعودية على مواكبة التقدم التقني السريع من خلال تبنّي الابتكار الرقمي، والدخول في شراكات مع شركات التقنية الرائدة والمعاهد البحثية، والاستثمار في المهارات التقنية لموظفيها، وفي هذا الإطار تعمل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي بما في ذلك الطاقة، كما أنها تضع قطاع النفط والغاز على أعتاب عصرٍ جديد تكون فيه للتقنيات المبنية على البيانات دور محوري في صُنع القرار.
ومن خلال استخدام مجموعة من التقنيات المتقدمة- من الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة وأدوات التحليل إلى الطائرات بدون طيار، وتقنية البلوكتشين وإنترنت الأشياء - يمكن للمشاريع الاستفادة من الأفكار القائمة على البيانات، والاستجابة الفورية للتحديات الجديدة، وتعزيز كفاءتها الإنتاجية.
التوسع التقني في أرامكو السعودية
تتوسع أرامكو السعودية في المجال التقني ساعيةً لأن تصبح شركة رائدة عالميًّا في تبنِّي التقنيات الرقمية واستغلالها، حيث تُوفِّر منصة أطلقتها دائرة هندسة البترول والتطوير تجربة محاكاة داخل المكامن، لتفتح الأبواب أمام فرص تعزيز الاستثمار الأمثل لقيمة الأصول، وإلى جانب ذلك، يوفِّر التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج عددًا من الميزات الأخرى، من بينها:
- بيئة برمجيات سريعة وذكية ومبتكرة.
- بيئة متجدِّدة يحرِّكها فهم مشترك على المستويين السطحي والجوفي، وتثريها معرفة المستخدمين للمجال.
- بيئة من التعاون غير المحدود يُتوَصَّل إليها من خلال تجربة متكاملة وذكية وقوية تعمل على تغيير طريقة أداء الأعمال وما يمكن تحقيقه.
التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية
تشمل محطات العمل في منصة التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج عددًا من المواقع البارزة، من بينها:
- منصة التحوُّل الرقمي للتنقيب والإنتاج: وهي منصة متعدِّدة الأوجه تتألف من أكثر من 50 نموذجًا متزامنًا، ومؤتمتًا من خلال الاتصالات المباشرة مع قاعدة بيانات الشركة، وتوفِّر هذه النماذج تحليلات تعتمد على البيانات، لتُنتج رؤى ونصائح بشأن اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى إنتاج مستدام، وزيادة كميات النفط أو الغاز القابل للاستخلاص، وتحسين الأعمال بتكلفة منخفضة.
- بيئة المجال الذكي: التي تقرأ مليارات البيانات الآنية وتديرها عبر أنظمة حاسوبية مؤتمتة بشكل آني، لتحوُّلها إلى نتائج متعددة تشكِّل جوهر إدارة المكامن.
- نماذج المراقبة رباعية الأبعاد: تُعد إنجازًا متقدما في صناعة النفط، إذ توفِّر رؤية شاملة للمكامن، وتمثيلًا دقيقًا للموارد الهيدروكربونية، مما يُسفر عن تطوير أمثل للحقول، مع توقعات موثوقة لكميات النفط والغاز القابلة للاستخلاص في المستقبل من هذه المكامن.
- النماذج الرقمية المزدوجة: تُعدُّ مقدمة لتخطيط التطوير الميداني من خلال محاكاة عالية الدقة، وتعدّ أرامكو السعودية رائدة في نماذج المحاكاة عالية الدقة في هذا المجال.
- المطابقة التاريخية المعزَّزة رقميًّا: وهي ابتكار يمكِّن من المطابقة التاريخية لنماذج المحاكاة بسرعة ودقة غير مسبوقتين، وذلك على المستويين السطحي والجوفي على حد سواء، مما يمثِّل تحوُّلًا حقيقيًّا في مجال محاكاة المكامن.
- نموذج التخطيط الرأسمالي: يعمل على أتمتة عملية تخطيط الأعمال وتحسينها عبر محاكاة مسبقة لجدول أعمال جهاز الحفر.
ركائز التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية
تواصل أرامكو السعودية التقدم في رحلتها نحو التحوُّل الرقمي، حيث تُشكِّل البيانات والبنية التحتية حجر الأساس لهذا التحول، الذي يقوم على ثلاث ركائز:
1- البيانات والبنية التحتية.
2- التقنية.
3- بناء القدرات.
ومع نمو تقنيات البيانات وتطورها، يؤدي استثمار أكثر من 100 ألف تقنية لإنترنت الأشياء والأجهزة الذكية، وحلول الواقع الافتراضي، وعمليات الأمن السيبراني، وتقنيات تحليل البيانات، إلى مضاعفة سعة تخزين بيانات الشركة أربع مرات بحلول عام 2025م، بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الشركة في مركز بيانات عالمي المستوى وقابل للتوسع، كما ستتضاعف بنيتها التحتية للحوسبة بمقدار أربعة أضعاف.
تقنيات التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية
تشمل عملية التحوُّل الرقمي أيضًا العديد من التقنيات الجديدة في قطاع النفط الخام والغاز، في مقدمتها:
- البلوكتشين: هو سجل حسابات رقمي لتسجيل المعلومات يجعل من الصعب أو المستحيل اختراقها أو تغييرها. يُمكن استخدام البلوكتشين في تسوية العقود الذكية، وهي عقود رقمية محمية أمنيًا وذاتية التنفيذ.
- تقنية التوأمة الرقمية: هي نموذج افتراضي لحلول رقمية متكاملة مصممة لتمثيل الأصول المادية في الزمن الآني سواءً كانت مواد أو أنظمة أو عمليات.
- إنترنت الأشياء، وإنترنت الأشياء للقطاع الصناعي: هما نظامان يتكونان من مجموعة من الحواسيب والآلات المترابطة والمتصلة بعضها ببعض رقميًا لتحسين الحياة اليومية أو إدارة وتحسين العمليات الصناعية.
- أتمتة العمليات التشغيلية باستخدام الروبوتات: عبارة عن روبوت برمجي طُوّر لأتمتة المهام والوظائف التي يقوم بها الإنسان، مما يتيح العديد من المزايا التي تشمل التجربة المحسنة للعميل، وجودة الخدمة، وإنتاجية الفريق، والكفاءة وخفض التكاليف.
- الذكاء الاصطناعي: مصطلح واسع النطاق يصف استغلال الحواسيب والروبوتات والأجهزة الرقمية الأخرى وتسخيرها لإنجاز مهام كانت تحتاج في السابق إلى ذكاء الإنسان.
- الخدمات السحابية: تقدم منصة رقمية غير مكلفة وقابلة للتطوير ومرنة لاستضافة وتشغيل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بما فيها الذكاء الاصطناعي، وأدوات التحليل والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي.
- الروبوتات والطائرات بدون طيار: الأتمتة باستخدام الروبوتات واستخدام الطائرات بدون طيار تساعد في توفير إمكانيات فحص أكثر سلامةً وكفاءة وتتيح إمكانية الكشف المبكر عن التسرب.
- الطباعة ثلاثية الأبعاد: تُعرف أيضا باسم "التصنيع المضاف"، هي طريقة لإنتاج جسم ثلاثي الأبعاد، طبقة تلو الأخرى باستخدام تصميم من صنع الحاسوب. يمكن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تبسيط إنتاج مكونات معقدة أو نماذج أولية، كما تمكّن أيضًا من تصنيع قطع غيار في مواقع نائية.
- الواقع الافتراضي والواقع المعزز: تزوّد خوذة الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي لا تتطلب استخدام اليدين، موظفي الشركة ببيانات آنية ومقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد. ويمكن استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تحسين برامج تدريب الموظفين وسلامتهم.
شراكات التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية
مواكبة لتطورات التحول الرقمي وتوظيف الإمكانات الهائلة التي تمتلكها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة عملت أرامكو السعودية على تسريع الابتكار الرقمي وتحسين نتائج الأعمال، وبفضل الشراكة الاستراتيجية والحصرية مع شركة كوجنايت، أنشأت شركة كونتكست "CNTXT" وهي شركة يتم من خلالها تقديم منتج (كوجنايت داتا فيوجن). إضافة إلى ذلك، ومن خلال اتفاق أرامكو السعودية مع قوقل كلاود، ستقوم أيضًا من خلال هذه الشركة بتقديم الخدمات السحابية فائقة الأداء للشركات في مختلف أنحاء المملكة، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمات.
حاسوب "الدمام7"
أطلقت أرامكو السعودية ومجموعة stc، في يناير 2021م، حاسوبًا فائقًا حمل اسم "الدمام 7" يُعدُّ من بين أقوى عشرة حواسيب في العالم، ويتيح فرصًا جديدة في مجال التنقيب والتطوير، ويعزِّز قدرات اتخاذ القرار في مجال التنقيب والاستثمار. كما يعدُّ إطلاق الحاسوب خطوة متقدمة ضمن استراتيجية التحوُّل الرقمي في أرامكو السعودية، التي تضم مجموعة تقنيات متطورة تُسهم في إعادة تشكيل العمليات الرئيسة، وتعزيز الكفاءة، وتمكين ريادة الشركة في مجال علوم الأرض.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة