موسم شتاء السعودية

موسم شتاء السعودية، هو أحد المواسم السياحية في المملكة العربية السعودية، أطلق في الفترة من 10 ديسمبر 2020م حتى 21 مارس 2021م، تحت شعار "الشتاء حولك"، في أكثر من 17 وجهة سياحية حول المملكة، لتوفير أكثر من 300 تجربة وباقة سياحية، مع مساهمة القطاع الخاص في أكثر من 200 شركة متخصصة.

تتنوع الوجهات السياحية في شتاء السعودية، ومنها: الوجهات البحرية في محافظة أملج ومحافظة ينبع ومنطقة جازان والمنطقة الشرقية، والوجهات البرية المتمثلة في صحراء المملكة، والوجهات التاريخية في محافظات العلا والدرعية والأحساء، والوجهات الجبلية في منطقتي الباحة وعسير ومحافظة الطائف، والوجهات الباردة في منطقة تبوك وحائل والحدود الشمالية. ولكل وجهة منها نشاطات ترفيهية وسياحية مختلفة، تقدمها وتشرف عليها وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة.

يقدم شتاء السعودية مجموعة تجارب سياحية، منها: المخيمات الصحراوية أو ما يسمى "الكشتة"، وجولات فنون الطهي المحلي، والمشي الجبلي، والاستجمام والاسترخاء، والأنشطة البحرية، والأنشطة الريفية، وأنشطة المغامرات.

تعد الوجهات البرية من الوجهات السياحية التي يقصدها السياح في شتاء السعودية، وتتوزع على عدة مناطق في المملكة، منها: منطقة مكة المكرمة، والرياض، والقصيم، وحائل، وتبوك، والحدود الشمالية، والمدينة المنورة.

وتشمل الوجهات البرية الوجهات الصحراوية، ومنها: صحراء النفود الكبير، ونفود القوز، ونفود الجبة، ونفود العرقانة، وجبل النايلات، وجبال أجا وسلمى، وصحراء النفود الصغير، وروضة نورة، وشعيب الشوكي، ووادي الطوقس، وروضة التنهات، ونفود سِعد، وروضة الخفس، ونفود أم الشقوق وروضتها، ومطل شعيب (حافة العالم)، وروضة خريم، والثمامة، وجبل اللوز، ووادي الديسة، ووادي القمر.

وتتعدد الأنشطة التي يمارسها زوار المناطق الصحراوية منها: القيادة على الكثبان الرملية، والتخييم في الصحراء أو "الكشتة"، والتزلج والتزحلق على الرمال، واكتشاف بحيرات الصحراء التي تتكون بعد هطول أمطار الشتاء.

عمل موسم شتاء السعودية على تقديم تجربة سياحية في الوجهات الباردة شمال المملكة التي تشمل مناطق: تبوك والجوف وحائل والحدود الشمالية، حيث تتساقط الثلوج على قمم الجبال كجبل اللوز، الذي يعد أعلى مرتفعات منطقة تبوك والمكان الوحيد في السعودية الذي يشهد تساقط الثلوج فيه كل عام تقريبًا.

ومن الأنشطة المقترح تجربتها للسياح عند زيارتهم للوجهات الباردة: الكشتة في الثلج، وجولة شتوية على ظهر جمل، أو مشيًا على الأقدام، وتسلق الجبال، والتزحلق على الثلوج.

تأتي الوجهات التاريخية ضمن وجهات شتاء السعودية، وتعد محافظة العلا والدرعية التاريخية والأحساء من الوجهات التاريخية البارزة في المملكة. ومن الأنشطة السياحية المقترح تجربتها في العلا: جولات تاريخية في مدينة العلا القديمة، وزيارة واحة العلا، واستكشاف متحف مفتوح من التكوينات الصخرية.

ويمكن تجربة عدد من الأنشطة عند زيارة الدرعية التاريخية، منها: التنزه في الحدائق، وتجربة الطعام الشعبي، وركوب الدراجات الهوائية أو الجري، وزيارة منطقة طريف التاريخية. وعند زيارة الأحساء يمكن الذهاب إلى الواجهة الخضراء، وتلة القارة.

من الوجهات السياحية التي يقدمها شتاء السعودية الوجهات البحرية، ومنها شواطئ محافظات: أملج وينبع وجدة، والمنطقة الشرقية. ومن الأنشطة السياحية عند زيارتها في الشتاء، التنقل بين جزر أملج التي تبدأ من ساحلها الشمالي، وتتكاثر كلما اقتربت من مدينة الوجه، والتعرف على تاريخ قصر الإمارة القديمة بأملج، واستكشاف المناظر الطبيعية لحرة لونير فيها، والاسترخاء على خليج ينبع، والتجول في مدينة ينبع القديمة، إضافة إلى التنزه على كورنيش جدة، وزيارة واجهة الخبر البحرية، والمدينة الحديثة في الدمام.

يوفر شتاء السعودية عددًا من الخيارات الترفيهية لراغبي خوض تجربة السياحة في الوجهات الجبلية، التي تشمل مناطق الباحة وعسير وجازان، ومحافظة الطائف. ومن ذلك: التمتع بمناظر الجبال كجبال فيفا، وزيارة المتاحف والقصور التاريخية، واكتشاف المعالم الجيولوجية ومنها فوهة الوعبة في الطائف، وتسلق الجبال كجبل شدا في منطقة الباحة، والتخييم في الغابات، وتجربة الأطعمة الشعبية، والاستحمام في العيون الساخنة في جازان، وزيارة جزر فارسان، والطيران بالمظلات في أبها..

عززت الهيئة السعودية للسياحة من جاذبية المحميات الطبيعية السياحية أمام سُيَّاح "البيئة" و"المغامرات الاستكشافية"، بعد إدراجها محمية عروق بني معارض، ومحمية سجا وأم الرمث، ومحمية جزر فرسان ضمن خريطة التجارب السياحية في "شتاء السعودية"، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، إذ يستطيع زوار هذه المحميات الطبيعية الثلاث، خاصة هواة ومحبي الطبيعة، الاستفادة من ذلك، وهي خطوة تهدف إلى تشجيع نمط السياحة البيئية المُستدامة، ورفع مستوى الوعي البيئي بأهمية المحافظة على الثروات الطبيعية، والتي باتت اليوم من أكثر أنواع السياحة رواجا على المستوى العالمي؛ لأنها تستند إلى مقومات حماية بيئة المحميات والتنوع البيولوجي فيها.

ولأن جدة وجهة سياحية رئيسة في المملكة، فإن أسواقها تعد من أكثر الأماكن جذبًا لسكان المحافظة والمدن المجاورة والسياح والزائرين، لما تقدمه من تنوع السلع المحلية والشعبية، التي تتيح خيارات أوسع لهواة التسوق. كما تتمتع جدة بعشرات الأسواق والمراكز التجارية الفاخرة، وتزخر بتاريخ طويل من الأسواق الشعبية التي تجذب السكان والزوار؛ لبساطتها، ولاحتفاظ بعض أسواقها، خاصة في منطقة البلد وجدة التاريخية، بمظاهر الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم.

أطلق موسم شتاء السعودية مبادرة جائزة شتاء السعودية للتميز الإعلامي، التي يصل مجموع جوائزها إلى 250 ألف ريال، وتشمل خمسة مجالات متنوعة هي: التقارير الصحافية، والتقارير التلفزيونية، والبرامج الإذاعية، والصور الفوتوغرافية، والأفلام القصيرة. وتهدف المبادرة لرفع مستوى الاحترافية في تقديم المواد الإعلامية، والتشجيع على الإبداع والابتكار في الترويج للسياحة السعودية.

وأصدرت الهيئة السعودية للسياحة عددًا من الكتيبات، والمنشورات بهدف التعريف بموسم شتاء السعودية، وإبراز الأماكن والفعاليات التي ينصح بتجربتها، وتسهيل الوصول إليها.

وبدأت المملكة باستقبال الزوار والسياح من خارج المملكة في سبتمبر من عام 2019م، بتأشيرة دخول سارية لعام كامل، تُتيح لهم الإقامة داخل المملكة لمدة أقصاها 90 يومًا متواصلة، ويمكن لسياح 66 دولة الحصول على التأشيرة إلكترونيًا.

ويستغرق استخراج التأشيرة السياحية الإلكترونية في أغلب الحالات دقائق معدودة تتراوح بين 5 دقائق و30 دقيقة، فيما سمحت السعودية لسياح الدول الأخرى بالتقدم على التأشيرة من أقرب سفارة أو قنصلية سعودية إليهم.

وتضم منظومة السياحة في المملكة كلا من وزارة السياحة، وصندوق التنمية السياحي، والهيئة السعودية للسياحة، ويعد القطاع السياحي أحد ركائز تحقيق رؤية المملكة 2030.

ووفقًا للتقرير الصادر عن منظمة السياحة العالمية، فقد حققت المملكة قفزة كبيرة في ترتيب الدول الأكثر استقبالًا للسياح الدوليين، لتتقدم 12 مركزًا، لتصل إلى المركز 13 في نهاية عام 2022م مقارنةً بالمركز 25 في عام 2019م، حيث وصل عدد السياح الدوليين القادمين إلى المملكة 16.6 مليون سائح لجميع الأغراض في عام 2022م.