تم نسخ الرابط بنجاح

حقل عين دار

saudipedia Logo
حقل عين دار
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

حقل عين دار، هو حقل نفطي غرب مدينة بقيق في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، بدأ استخدام برج الحفر في بئر عين دار رقم (1) في 30 جمادى الأولى 1367هـ/10 أبريل 1948م، وفي 22 يوليو 1948م اكتشف الزيت بكميات كبيرة على عمق كيلو مترين في المنطقة العربية "د"، ثم حفرت بئر ثانية على بعد 5 كم جنوب البئر الأولى، وفي نهاية العام كان الحفر لا يزال مستمرًا في بئر عين دار رقم (3) على بعد 5 كم أخرى إلى الجنوب.

توسعة حقل عين دار

توسعت أعمال التطوير في حقل عين دار، حيث افتتح في شعبان 1378هـ/فبراير 1959م معمل حقل الغاز، الذي تحقن فيه 200 مليون قدم مكعبة تقريبًا من الغاز المصاحب للمحافظة على الضغط في عين دار وشدقم (في حقل الغوار).

وتواصلت أعمال التوسع وتطوير مرافق أرامكو السعودية، وفي عام 1391هـ/1971م، تطلعت الشركة إلى زيادة المرافق والمعامل التي من شأنها مواصلة وزيادة حجم إنتاجها من الطاقة، ومن بينها منطقة عين دار، وجرت أعمال توسعة في معمل فرز الزيت عن الغاز رقم (1)، حيث أضافت الشركة مصيدتين حديثتين وذلك بهدف فرز الغاز عن الزيت القادم من مناطق الإنتاج، ليتم حقن قسم كبير من الغاز الطبيعي في مكامن الزيت للمحافظة على الضغط فيها.   

تحسين الإنتاج في عين دار

يوجد عدة طرق لتحسين الإنتاج وتطويره في صناعة النفط والغاز، من بينها حقن مياه البحر، إلا أن تفاعل ملح مياه البحر مع التكوين الجوفي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مشكلات في الإنتاج، مثل سد مسام المكمن، مما يؤثر على الإنتاج، ولحل هذه المشكلة يجب إزالة الملح قبل الحقن، وهو ما يُعرف بمصطلح (إزالة الكبريت). 

ومن أجل تحسين الإنتاج وتطويره في عين دار، شغلت أرامكو السعودية إحدى المحطات الكبيرة لإزالة الكبريتات في العالم ، ففي محرم 1442هـ/سبتمبر 2020م، بدأت الشركة تشغيل خمس وحدات عملاقة جديدة لإزالة الكبريتات على الحدود الشرقية لمكمن الغوار، الذي يُعد أكبر مكمن للنفط والغاز على مستوى العالم. ويأتي بدء التشغيل بعد توقيع العقد في يناير 2018م وبدء تنفيذه في أكتوبر 2018م، حيث استغرق بناء معمل إزالة الكبريتات في عين دار 21 شهرًا.

وتوفر وحدات إزالة الكبريتات أكثر من 12 ألف جالون من المياه في الدقيقة لاستخدامها في تحسين استخلاص النفط، ومن خلال كل وحدة، تضخ المنشأة التي تبلغ مساحتها 100 ألف م2 مياه الخليج عالية الضغط التي تنقل من معمل أرامكو السعودية لمعالجة مياه البحر في القريّة، عبر مرشحات ذات أغشية دقيقة لحقنها في حقلي عين دار وفزران في الغوار.

وتعمل هذه الوحدات على خفض نسبة الكبريتات في مياه البحر من 4,400 جزء في المليون إلى أقل من 200 جزء في المليون، وتزيل المرشحات ذات الأغشية النانوية الأملاح الكبيرة المذابة - الأيونات ثنائية التكافؤ والأكبر من ذلك، والأيونات بشحنة إلكترونية 2 والأكبر من ذلك. وعلى الرغم من أن الأملاح والأيونات المذابة الصغيرة أحادية التكافؤ، إلا أنها سوف تمر عبر المرشحات لعدم وجود تأثير لها على تكوين المكمن.

ووفقًا لهذه العملية، تُرسل المياه المنتجة من مرفق عين دار إلى مكمني شمال الغوار والفاضلي الأدنى، علمًا أن أراضي المملكة تضم عددًا ضئيلًا من مكامن النفط الضخمة والمنتجة، وتتميز بمعدلات حرق غاز منخفضة لكل برميل، ومعدلات منخفضة كذلك في إنتاج المياه، وهو ما أدى إلى انخفاض مقدار الشوائب الناتجة من كل وحدة نفط، والحاجة إلى طاقة أقل لفصل السوائل ومناولتها ومعالجتها وإعادة حقنها، وهي عوامل تُسهم جميعها في تقليل كثافة الكربون في قطاع تنقيب وإنتاج الزيوت العربية.

تقنيات إنتاج حديثة في عين دار

في إطار التطوير المستمر، بدأت أرامكو السعودية في رجب 1438هـ/أبريل 2017م، استخدام أول جهاز حفر صممه مهندسو الشركة وصُنع حسب مواصفاتها في عين دار، وبدأ جهاز الحفر بحفر البئر الأولى وأتاح لطاقمه من المشغلين والمهندسين السعوديين الفرصة لاختبار قدرات أحدث جهاز حفر في المملكة ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

ويُعد جهاز الحفر هذا الأكثر تطورًا من الناحية التقنية في المملكة والمنطقة. وتساعد قوته التي تبلغ 3 آلاف حصان على حفر آبار بعمق 30 ألف قدم، وتتيح أنظمة التحكم بطين الحفر وخزان الأسمنت لطاقم الحفر التحكم بالضغط أثناء الحفر، كما أن نظام منع ثوران البئر معتمد لتحمل نحو 15 ألف رطل في البوصة المربعة.

وأنجزت أرامكو السعودية أعمال الإنشاءات في مشروعي زيادة الإنتاج في عين دار وفزران، وذلك بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 175 ألف برميل في اليوم.