تم نسخ الرابط بنجاح

الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

saudipedia Logo
الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي "نُسدي"، هي استراتيجية وطنية طويلة المدى، أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، للمساهمة في رسم مستقبل البيانات والذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والعالمي، وجعل المملكة العربية السعودية ضمن أفضل الدول في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. 

أُعلن عن إطلاق الاستراتيجية في القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي التي نظمتها "سدايا" في العاصمة الرياض عام 1442هـ/2020م، وتسعى المملكة من خلال هذه الاستراتيجية إلى تمكين القطاعين الحكومي والخاص، وتمكين البرامج بما يسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عام 2016م.

مقومات الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

ترتكز الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على ستة مقوِّمات رئيسة، يتمثل المقوم الأول في ترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي لتمكين أفضل تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال وضع خطة شاملة لمساهمات المملكة في الفعاليات والمبادرات المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والعالمي.

فيما يُركز المقوم الثاني على تطوير وتمكين القوى العاملة المحلية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال بناء مورد مستدام للكفاءات الوطنية في هذا المجال. ويهدف المقوم الثالث إلى بناء البيئة التشريعية المُشجعة للشركات وأصحاب المواهب المختصة بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي. 

وتسعى الاستراتيجية من خلال المقوم الرابع إلى جذب وتحفيز وتمكين الفرص الاستثمارية المتميزة في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال صندوق دعم يقدم حوافز محددة من خلال المساعدة على تقليل المخاطر أو دعم الإيرادات، ووضع برنامج دعم للمستثمرين يقدم خدمات متخصصة، منها تقييم الأسعار ووضع خطط الأعمال.

ويعتمد المقوم الخامس للاستراتيجية على تمكين المؤسسات البحثية المتخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي لقيادة الابتكار وتعظيم الأثر، حيث تشهد المملكة عددًا من المشاريع الكبرى التي تشكل التقنيات الحديثة فيها أولوية مهمة، وسيشكل انتشار المدن الجديدة والذكية بيئة مُهيئة للاستخدام الجديد والمبتكر للبيانات والذكاء الاصطناعي، كما أن هذه المدن ستصبح منصات اختبار للاستخدام المبتكر للذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة منها السياسات، اللوائح التنظيمية، الخوارزميات، تطوير التطبيقات.

ويُركز المقوم السادس على تحفيز تبني تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال منظومة قائمة على تطوير بنية تحتية رقمية متينة تتيح للمطورين القدرة على استخدامها والتعامل معها، وللشركات الناشئة والأفراد الوصولَ إلى منصات قائمة ومتطورة للبيانات والذكاء الاصطناعي.

مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

تستهدف الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي تحقيق عدد من الأهداف تتضمن 66 هدفًا تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك حتى عام 2030م، منها: أن تصل المملكة إلى أعلى 15 دولة في الذكاء الاصطناعي، وإلى أعلى 10 دول في مؤشر البيانات المفتوحة، وأن تكون ضمن أعلى 20 دولة في منشورات البيانات والذكاء الاصطناعي.

كما تستهدف الاستراتيجية تدريب نحو 40% من إجمالي القوى العاملة على المهارات الأساسية لمحو أمية البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوفير نحو 20 ألف متخصص وخبير في البيانات والذكاء الاصطناعي، وجذب استثمارات محلية وأجنبية في هذا المجال بنحو 75 مليار ريال، وتحفيز ريادة الأعمال والإسهام في تحفيز أكثر من 300 شركة ناشئة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

مبادرات الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

تشتمل الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على ستة محاور للمبادرات لتحقيق أكبر منفعة توفرها البيانات والذكاء الاصطناعي لدعم التحول الرقمي في المملكة، وهي: الطموح، والكفاءات، والسياسات واللوائح التنظيمية، والاستثمار، والبحث والابتكار، والمنظومة.

وتهدف مبادرات "الطموح" إلى تعزيز الشخصية الوطنية السعودية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، وتركز مبادرات "الكفاءات" على تعزيز رأس المال البشري عن طريق تأمين الكفاءات ذات الاختصاص في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، تكون قادرة على مجاراة التغييرات التي تُستحدث في هذا المجال، وتُعد مبادرات "السياسات واللوائح التنظيمية" جزءًا من برنامج التحول التشريعي الوطني في المملكة، وبناء البيئة التشريعية المُحفزة للشركات والمواهب المُرتبطة بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

وتستهدف مبادرات "الاستثمار" دعم زيادة الأصول وتمكين الاقتصاد في المملكة، وذلك عن طريق جذب المستثمرين المحليين والأجانب وتمويل فرص الاستثمار في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي داخل المملكة، كما تستهدف مبادرات "البحث والابتكار" تهيئة بيئة بحثية متطورة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بالمدن الجديدة والذكية، للارتقاء بالكفاءات البشرية وتعزيز مهاراتهم لقيادة الابتكار وتعظيم الأثر، وتركز مبادرات "المنظومة" على تحفيز اعتماد تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في المشاريع والمدن الكبرى، لتحسين الإنتاجية وجودة الخدمات والرفاهية.

وتم وضع 15 مسارًا للمبادرات لتفعيل عملية تنفيذ الاستراتيجية، هي: المبادرات العالمية في البيانات والذكاء الاصطناعي، وزيادة الوعي بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، ومتخصصو البيانات والذكاء الاصطناعي، وخبراء البيانات والذكاء الاصطناعي، والأطر التنظيمية، وبرنامج حوافز الشركات، وبرنامج حوافز الكفاءات، وصناديق استثمارية في البيانات والذكاء الاصطناعي، وبرنامج دعم المستثمرين، والتميز في البحث والتطوير والابتكار، وحاضنات الابتكار والاختبار الوطنية، والخطط القطاعية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ومنصات البيانات والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، ومكاتب إدارة البيانات الحكومية.

القطاعات المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي

ركزت الاستراتيجية من خلال مبادراتها الست في المرحلة الأولى على خمسة قطاعات رئيسة في المملكة بناءً على رؤية السعودية 2030، وتقارير الميزانية والناتج المحلي الإجمالي للمملكة وتقارير الريادة الفكرية في مجال الذكاء الاصطناعي لتبني تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وهي: قطاع التعليم، والقطاع الصحي، وقطاع الطاقة، وقطاع النقل والمواصلات، والقطاع الحكومي.

وتسعى الاستراتيجية في قطاع التعليم إلى دمج البيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق التوافق بين نظام التعليم واحتياجات سوق العمل، بما يسهم في تطوير العملية التعليمية. وتهدف الاستراتيجية في القطاع الحكومي إلى مواءمة استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي من أجل الوصول إلى قطاع حكومي فاعل ومُنتج وقائم على استخدام التقنيات الذكية.

وفي المجال الصحي، تستهدف الاستراتيجية مواءمة استخدامات البيانات والذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية، لتحقيق غاية الوصول إلى الخدمات الصحية والرعاية الوقائية في ظل الطلب المتزايد للخدمات الصحية. وفي قطاع الطاقة، تعمل الاستراتيجية على مواءمة تجهيز البيانات والذكاء الاصطناعي بما يرفع الطاقة الاستيعابية، ويزيد من كفاءة القطاع، ويسهم في تطوير القطاعات الداعمة لقطاع الطاقة.

وتركز الاستراتيجية في قطاع النقل والمواصلات، على دمج البيانات والذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل، وذلك بهدف إنشاء مركز لوجستي إقليمي، وبناء نظم قائمة على التقنيات الذكية في التنقل، وتعزيز السلامة المرورية في المدن.