تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
بلدة الربيعية الأثرية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

بلدة الربيعية الأثرية، هي منطقة تاريخية وأثرية وزراعية تقع شرق مدينة بريدة في منطقة القصيم وسط المملكة العربية السعودية، وتبعد عن مدينة بريدة نحو 28 كم، ووفقًا للتقسيم الإداري صنفت الربيعية مركزًا من فئة "أ"، مرتبطًا بمدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم.

تاريخ بلدة الربيعية الأثرية

اشتهر موقع الربيعية إبان القرون الإسلامية الأولى باسم الديرتين، أو روضة الزبْرَتَين؛ وقال ياقوت الحموي: الديرتان "روضتان لبني أسيد بمفجر وادي الرُّمة من التنعيم (القصيم) عن يسار طريق الحاج المصعد". وبدأ العمران في البلدة في القرن الثاني عشر الهجري.

وأكسب مرور وادي الرُّمة بأراضي بلدة الربيعية أهمية ماضيًا وحاضرًا، إذ كانت المنطقة ممرًّا للحجاج والتجار والمسافرين عبر طريق الحج العراقي البصري، الذي يتخذ من الصَّريف والبُرَيْكَة وقاع بولان طريقًا له. وحديثًا أصبحت الربيعية من محطات طريق الرياض – الوشم – القصيم، وطريق الرياض – سدير – القصيم.

معالم في بلدة الربيعية الأثرية

توجد دوائر حجرية في عدة مواقع شرق وشمال شرقي الربيعية، في المنطقة الواقعة من طريق الأسياح شمالاً إلى جنوب طريق الملك عبدالعزيز جنوبًا. ويبلغ الفاصل بين كل واحدة وأخرى ما بين كيلومتر إلى نصف كيلومتر. وغالبية تلك المنشآت تمتد بمحاذاة الحافات الصخرية المتعددة في هذه المنطقة.

ومن المعالم أيضا البريكة، والصَّريف الذي شهد معركة الصرِيف، وقاع بولان وهو مكان واسع ومستوٍ، يقع جنوب غربي الربيعية، وكان معروفا تاريخيًّا، فقد ذكره بعض الشعراء المتقدمين، ويمر في هذا القاع الحجاج والمسافرون القادمون عبر طريق الحاج البصري. وهناك أيضًا شجرة "العبرية"، التي يقدر عمرها بأكثر من 250 سنة، واشتهرت كمحطة يستظل بها المسافرون الذين يمرون بالربيعية.

ويوجد شرق الربيعية في قمة الحافة الصخرية برجان كانا يستخدمان لمراقبة الأعداء والتصدي لهم قبل مباغتتهم البلدة. ويطل أحد هذين البرجين على وسط البلدة، ويشرف على قصر الإمارة القديم فيها. ورممه الأهالي عام 1405هـ/1985م. أما الآخر فيطل على شمال البلدة، وهذا البرج ما زال محتفظًا بشكله رغم انهيار بعض أجزائه.

وفي عام 1347هــ/1929م، توجه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى القصيم، ومرّ بالربيعية في أول رحلة له إلى المنطقة بالسيارات، ولصعوبة تضاريس المنطقة الشرقية من الربيعية على مرور السيارات، قام أمير الربيعية وأهلها بإصلاح طريق لعبور سيارات موكب الملك، واشتهر هذا الطريق باسم طريق الملك عبدالعزيز، وجرى لاحقًا تعبيد جزء منه وسفلتته.

ويعد قصر الإمارة القديم من القصور الأثرية البارزة في الربيعية وأقدمها؛ إذ أُسِّس سنة 1250هــ/1834م تقريبًا، وهو مربع الشكل، ويحيط به سور كبير، في كل زاوية برج مراقبة، ولا تزال المقصورة الشمالية الشرقية وأجزاء من المقصورة الجنوبية الشرقية باقيتين، إضافة إلى أجزاء من أسوار القصر، وغرف وآبار للمياه، ويؤكد ما تبقى من البناء قوته ومتانته وجودة تصميمه. ويعد هذا القصر من القصور التي حُوصِر بها أهالي الربيعية عندما هجم عليهم بندر بن رشيد في العقد التاسع من القرن الثالث عشر الهجري.

ويقال إن هناك آثار آبار ومبانٍ مطمورة تحت رمال عرق العويقر جنوب الركيّة عن يمين الطريق المتجه نحو النَّبْقِيَّة عبر طريق الأسياح، وأيضًا آثار زراعة طمرتها الرمال بالركية شمال الربيعية على بعد 9.8 كم، وتحديدًا في روضة شجعان في الجزء الأوسط من شمال غربي الركيّة، وأشار مؤرخون إلى وجود آثار زراعة، إضافة إلى آثار بئر طمرتها الرمال، وأعيد حفرها فوجدوها مطوية بالحجارة، ولما وصلوا إلى قعرها وجدوا بعض جماجم رجال دُفنت فيها. كما ذُكر أن هناك آثارًا أخرى في الجزء الغربي من الركية، مطمورة في الرمال، وهي بقايا جدران ومبانٍ، إضافة إلى قصور وأبراج وآبار قديمة في الربيعية.

أحداث تاريخية بارزة شهدتها بلدة الربيعية الأثرية

من الأحداث التاريخية البارزة التي وقعت في الربيعية (والقريبة منها)، أن الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي اتخذها في عام 1270هـ – 1271هــ/1854م -1855م، وكذلك عام 1277هــ/1861م مقرًّا له في رحلاته للقصيم، ومنطلقًا لعدد من عملياته الحربية آنذاك، لموقعها المتميز، كما تعرضت الربيعية لحصار دام أكثر من شهر على يد بندر بن رشيد، ونجح أهلها في الدفاع عنها.

وشهدت بلدة الربيعية الأثرية معركة الصَّرِيف عام 1318هــ/1901م، بين ابن أمير الكويت ومعه أهل القصيم، ضد ابن رشيد. وكانت بداية المعركة هجوم جيش ابن رشيد على أهل القصيم مع ابن صباح في قُوَيْرَة الحاكم شمال الطرْفية على بعد 3.2 كم، ثم امتدت المعركة إلى الصَّرِيف. كما شهدت البلدة معركة أبرق المذبح المعروفة بروضة مهنا التي وقعت سنة 1324هــ/1906م، وتعد من المعارك المهمة التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

الاختبارات ذات الصلة

مقالات ذات الصلة