مجمع الفقه الإسلامي الدولي

مجمع الفقه الإسلامي الدولي، هو مؤسسة تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، يقع في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، تأسس إنفاذًا للقرار الصادر عن المؤتمر الثالث للمنظمة الذي انعقد في مكة المكرمة عام 1401هـ/1981م، في الدورة الثالثة التي سميت بـ"دورة فلسطين القدس"، وعقد المجمع دورته الأولى في 26 صفر 1405هـ/19 نوفمبر 1984م، وكانت دورة تنظيمية وتخطيطية لعمل المجمع المستقبلي.

يهدف مجمع الفقه الإسلامي إلى أن يكون المرجعية الفقهية العالمية الأولى لدول العالم الإسلامي، والمجتمعات المسلمة في العالم؛ من أجل بيان الأحكام الشرعية في القضايا التي تهمهم، وتقديم الحلول لمشكلات الحياة المعاصرة، انطلاقًا من القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث الإسلامي، المنفتح على تطور الفكر الإسلامي.

ويعمل المجمع على عرض الشريعة الإسلامية عرضًا صحيحًا يتسم بالاعتدال، وإظهار مزاياها، وقدراتها في معالجة مشكلات الحياة، وعلى تحقيق السعادة والاستقرار والأمن والأمان، وفق تصور كامل وشامل للدين الإسلامي، من خلال أصوله ومقاصده، ومصادره، وأحكامه، وقواعده.

تتمثل أهداف مجمع الفقه الإسلامي في:

- التنسيق بين جهات الفتوى، والهيئات الفقهية، والمجالس الإسلامية في العالم الإسلامي، وخارجه من أجل تجنب التناقض والتضاد في الآراء إزاء المسألة الواحدة، وخاصة المسائل العامة التي تعم بها البلوى، ولتحقيق التلاقي الفكري والتكامل المعرفي بين فقهاء المذاهب الإسلامية المعتبرة، والمتخصصين في مجالات المعرفة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم الطبيعية والتطبيقية؛ بهدف بيان الموقف الشرعي من مشكلات الحياة المعاصرة.

- نبذ التعصب المذهبي والغلو في الدين، وتكفير المذاهب وأتباعها بنشر روح الاعتدال والوسطية، والتسامح بين أتباع المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة، والاستجابة المباشرة لدواعي إبداء الرأي الشرعي، وترجمته في مستجدات الحياة، والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وفي الوثائق التي تصدرها منظمة التعاون الإسلامي، والمنظمات الدولية في تلك المجتمعات غير المسلمة.

- تشجيع الاجتهاد الجماعي في قضايا الحياة المعاصرة ومشكلاتها؛ بهدف تقديم الحلول النابعة من الشريعة الإسلامية، وبيان الاختيارات المقبولة من بين الآراء المتعددة في المسألة الواحدة؛ مراعاة لمصلحة المسلمين بما يتفق مع الأدلة، ويحقق المقاصد الشرعية، وتحقيق التلاقي الفكري والتكامل المعرفي بين فقهاء المذاهب الإسلامية المعتبرة والمتخصصين في مجالات المعرفة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم الطبيعية، والتطبيقية؛ بغية بيان الموقف الشرعي من مشكلات الحياة المعاصرة.

- الرد على الفتاوى التي تخالف ثوابت الدين، وقواعد الاجتهاد المعتبرة، وما استقر من مذاهب العلماء بغير دليل شرعي معتبر، وبيان الحكم الشرعي في الموضوعات والمسائل التي تتصل بالواقع المعاصر، بما ييسر الإفادة منه في تطوير التشريعات والقوانين والأنظمة، لتكون متوافقة ومنسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

- العمل على تجديد الفقه الإسلامي بتنميته من داخله، وتطويره من خلال ضوابط الاستنباط، والقواعد، والأدلة، والمقاصد، وتشجيع التعاون والتكامل والمقاربة، بين فقهاء المذاهب الإسلامية المتعددة فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، والحوار البنّاء مع أتباع الأديان والثقافات الأخرى؛ بهدف التعاون فيما يحقق خير المجتمع الإنساني، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.