درب زبيدة أو طريق الحج الكوفي، هو أحد طرق الحج والتجارة التاريخية في المملكة العربية السعودية، وهو الطريق البري الذي يصل بين العراق ومكة المكرمة، يمر بخمس مناطق سعودية هي: الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، اتخذه المسافرون طريقًا للتجارة منذ عصور ما قبل الإسلام، وفيما بعد معبرًا للحجاج والزوار القادمين من العراق وشمال شبه الجزيرة العربية إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
درب زبيدة قبل الإسلام
يعد أحد الطرق المعروفة منذ عصور ما قبل الإسلام، اكتسب أهميته من كونه الطريق الرابط بين الحواضر التجارية في شمال شبه الجزيرة العربية وجنوبها، سلكته لاحقًا الجيوش الإسلامية في طريقها إلى العراق للمرة الأولى بعد ظهور الإسلام في فترة خلافة الصحابي عمر بن الخطاب، وبقيادة سعد بن أبي وقاص، ظهرت على إثر هذه الحادثة مواضع أصبحت فيما بعد محطات رئيسية للحاج على امتداد هذا الطريق، وهي: الثعلبية وزرود والشرف والعذيب والقادسية، وازدادت أهميته مع تحول مركز الخلافة من دمشق في الشام إلى العاصمة بغداد في العراق.
شهد درب زبيدة في فترة الدولة الأموية أعلى حركة مرورية من بين طرق الحج والتجارة التاريخية، كونه حلقة الوصل بين مركز الدولة في بغداد والأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
العناية بدرب زبيدة
اكتسب الطريق عناية خاصة، ورصف بالحجارة في بعض مساراته، وذُللت له المرتفعات الجبلية والمواضع الوعرة، ووفرت موارد المياه على طوله، وحُدد بالأعلام والمنارات والمشاعل التي تبين للسالك المسافات التقريبية للوجهات، وليهتدي بها المسافر ليلًا ونهارًا، كما أُقيمت على امتداده المحطات والمنازل المخصصة لاستراحة المسافرين، ومن أبرز المواقع الأثرية التي كانت تمثل مدنًا ومحطات رئيسة كبيرة: زُبالا والثعلبية وفيد وسميراء والربذة.
مسار درب زبيدة
يجتاز الطريق جغرافيًّا، أراضي سهلية ومناطق وعرة وصحاري ثم يصل إلى جبال الحجاز متجاوزًا الأودية الضيقة والعميقة، يبلغ طوله في أراضي المملكة نحو 1400 كلم، وتشغل الأراضي الحالية للمملكة 89% منه، نسبة لإجمالي طوله البالغ 1571 كلم، وهو الخط الذي يبدأ من محطة العقبة شمالا وينتهي إلى مكة المكرمة.
تسمية درب زبيدة
اشتق درب زبيدة تسميته من عين ماء في مكة المكرمة أمرت بحفرها زبيدة بنت جعفر، زوجة الخليفة هارون الرشيد، ساهمت في ازدياد نسبة الحركة على الطريق، ولا تزال آثار عين زبيدة وقنوات الإمداد الفرعية قائمة حتى الآن على طول الطريق، وتشرف عليها الهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية.
درب زبيدة في العصر الحديث
يمثل طريق درب زبيدة واجهة تاريخية تعكس نمطًا معماريًا مميزًا لفنون العمارة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، إذ أظهرت الكشوفات الأثرية لمدينة فيد الأثرية الواقعة على درب زبيدة شبكة دقيقة من الآبار والعيون وقنوات المياه والبرك، إضافة إلى العمارة الهندسية للقصور المحصنة والمنازل والدور والمساجد والطرق. وأولت السعودية الطريق اهتمامها باعتباره إرثًا تاريخيًا وثقافيًا.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة