مقبرة البقيع

مقبرة البقيع، هي كبرى مقابر المدينة المنورة وأقدمها، وهي الرئيسة بين مقابر أهل المدينة منذ عهد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم. وقد توسعت مساحتها عبر العصور لتبلغ نحو 180 ألف متر مربع، وكانت تُسمى بقيع الغرقد، لانتشار شجر الغرقد فيها قديمًا. وتحاذي مقبرة البقيع القسم الجنوبي الشرقي من سور المسجد النبوي، وتضم من مات من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين.

كانت مساكن حارة الأغوات ودُورها ومدارسها تفصل البقيع عن المسجد النبوي من جهته الشرقية، فيما تحيطه من الجهات الأخرى مزارع عدة لأهل المدينة، وبعد تنفيذ مشروع الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود  لتوسعة وعمارة المسجد النبوي (التوسعة الثانية للمسجد النبوي) أصبحت مقبرة البقيع ملاصقة لساحات المسجد النبوي، لا تفصلهما أي مبان أو منشآت، لتوفير مساحات إضافية للمصلين.

تضم مقبرة البقيع قبور عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم زوجات الرسول، صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، سوى خديجة بنت خويلد وميمونة بنت الحارث، وكذلك بناته، وولده إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وحفيده الحسن بن علي، والخليفة عثمان بن عفان، وغيرهم كثير. ووردت أحاديث عدة في فضل مقبرة البقيع وفضل الدعاء لمن دفنوا فيها، حيث كان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - كثير التردد على مقبرة البقيع والدعاء لأهلها.

أعلنت أمانةُ منطقة المدينة المنورة في 1443هـ/2022م تأسيسَ وإطلاق جمعية البقيع التي تُعدُّ أولَ جمعية أهلية تُعنى بتنمية ودعم المبادرات الاجتماعية الخاصة بإكرام الموتى، تحت مظلة استراتيجية وزارة البلديات والإسكان، وذلك في إطار توجهاتها في إشراك القطاع غير الربحي في المبادرات الوطنية ذات القيمة المجتمعية.