كرنفال بريدة للتمور

كرنفال بريدة للتمور، هو حدث موسمي للتمور في محافظة بريدة بمنطقة القصيم، يبدأ حراكه كل عام مع مطلع شهر أغسطس ويستمر نحو 75 يومًا، بتنظيم من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم، وبإشراف من إمارة المنطقة، إضافة إلى مشاركة جهات حكومية وخيرية واجتماعية.

ويعد كرنفال بريدة للتمور مقصدًا للباعة والمتسوقين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ويسهم في دعم  الأمن الغذائي للسعودية، وذلك عن طريق تشجيع المزارعين والتجار ومستهلكي التمور، إلى جانب تصدير التمور وتعزيز الاستثمار في السعودية.

تعود بداية كرنفال بريدة للتمور إلى أواخر عام 1427هـ/2006م، وهي المرحلة الأولى، إذ كان فكرة صغيرة آنذاك، وفي المرحلة الثانية بعد الانتقال إلى المدينة المخصصة للتمور عام 1432هـ/2011م، اتسعت مساحته بطاقة استيعابية تشمل أعدادًا كبيرة من سيارات المزارعين وتجار التمور، وفي المرحلة الثالثة اتسع الموقع بشكل كبير، وفُعلت رسالة المهرجان مما أسهم في استقطاب الباعة والمتسوقين والعارضين والمسؤولين من داخل السعودية وخارجها. وفي عام 1444هـ/2023م حُوّل المسمى من "مهرجان بريدة للتمور" إلى "كرنفال بريدة للتمور".  

يهدف كرنفال بريدة للتمور إلى توفير فرص عمل للشبان والفتيات والأسر المنتجة والحرفيين خلال الموسم، كما يسهم في زيادة النطاق التسويقي للتمور في المنطقة، وزيادة حركة البيع والشراء، ودعم التصدير على المستوى الداخلي والخارجي، واستقطاب السياح والمتسوقين والمستثمرين من الدول الخليجية والعربية، والعمل على رفع القوة الشرائية مع توسيع دائرة نطاقها، إضافة إلى تهيئة السبل بين المستثمر والمستهلك، وتحفيز رواد الأعمال على التجارة في القطاع الزراعي الحيوي؛ بهدف تحقيق رؤية السعودية 2030 التي تضمن أحد مستهدفاتها أن تكون السعودية المصدر الأول للتمور في العالم.

مكّن كرنفال بريدة للتمور المزارعين من تسويق منتجاتهم والاستفادة من العائد المادي لتطوير أعمالهم الزراعية، وبيع ما تنتج مزارعهم في السوق المحلي للمستهلكين والمصانع المحلية، إضافة إلى تصديرها إلى دول العالم.

يحتضن كرنفال بريدة للتمور نحو 45 صنفًا من التمور، ويعد التمر السكري من  التمور الشهيرة، إذ يشكل نحو 85% من الإنتاج، إلى جانب تمور: البريمي، والمجدول، والشقراء، والصقعي، والخلاص، والسكرية الحمراء، والروثان، والونانة، ونبتة علي، والرشودي، والبرحي وغيرها. ويبلغ عدد أشجار النخيل في منطقة القصيم نحو 11 مليون نخلة، منتشرة في 12,327 مزرعة، بإنتاج يبلغ نحو 320 ألف طن سنويًّا من التمور، وتصدر منها للأسواق المحلية والعالمية ما يزيد على 300 ألف طن، ويستهلك الباقي محليًّا.

وتستقبل ساحات كرنفال بريدة للتمور نحو 92 ألف سيارة محملة بـ 96 ألف طن من التمور، ونحو 16 مليون عبوة تمر، مما حفز التجار التمور والمزارعين من داخل السعودية وخارجها للتوافد إلى هذه الساحات بهدف اكتساب مهارات العناية بالنخيل وإنتاجها من التمور، إضافة إلى معرفة اشتراطات والمواصفات العالمية المؤهلة للتصدير إلى خارج السعودية. 

يشهد كرنفال بريدة للتمور نشاطًا تجاريًّا منذ ساعات الصباح الأولى، خلال الوردية الواحدة الصباحية تصل إليه السيارات محملة بأطنان من التمور، وتعد المزادات هي الحدث الأساسي، ويُنظر إلى الدلالين بصفتهم موظفي بيع ذوي قيمة عالية، إذ تصل رواتبهم إلى 60 ألف ريال، وبحسب حِرَفية كل دلال يكون حجم الصفقات الاستثمارية.

تشكل صناعة التمور التحويلية في السعودية موردًا اقتصاديًّا ذا منتجات متعددة، حيث يعرض كرنفال بريدة للتمور هذا الجانب عن طريق المنتجات المقدمة من القطاع الصناعي، منها: دبس وعجينة التمر، والسكر السائل النباتي، ومربى التمر والشوكولاته والمعمول، وغيرها.

يحتضن كرنفال بريدة للتمور حزمة من الأنشطة والفعاليات، مثل: الصناعات التحويلية والأسر المنتجة بمركز النخلة، والأمسيات الشعرية، ومشاركة الفرق الشعبية في القصر التراثي، وعرض حرفة بناء بيوت الطين أمام الزوار في سوق حايط، إلى جانب فعاليات ترفيهية وبرامج متنوعة تسهم في تمكين المواطنين، وتوفير فرص عمل لهم عن طريق البرامج التي تتيحها الجهات والمؤسسات الداعمة في المنطقة.

مزارع نخيل في القصيم. (واس)

أظهرت إحصائية الهيئة العامة للإحصاء لعام 1443هـ/2022م، أن  إجمالي أعداد أشجار النخيل في السعودية بلغ نحو 36 مليون شجرة وبلغت كمية إنتاج التمور في السعودية 58.1 مليون طن، كما أظهرت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور في السعودية بنحو 124% إذ تعد نسبة عالية من إجمالي المنتجات النباتية في السعودية.