المشلح الحساوي هو رداء تقليدي فضفاض مفتوح من الأمام، يُعرف أيضًا باسم "البشت أو المشلح الأحسائي"، يرتديه الرجال في المناسبات العامة والخاصة في معظم مناطق السعودية، وتُعد حياكته وتطريزه من الصناعات التقليدية التي اشتُهرت بها محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية، حيث أتقنها وتوارثها كثير من عوائلها قديمًا، فارتبطت التسمية بالأحساء ثم انتشرت هذه المهنة في بقية مناطق ومدن السعودية ودول الخليج العربي.
ويُعد المشلح من أنواع الزي التقليدي في السعودية، حيث يرتديه المسؤولون وكبار الشخصيات، وأئمة المساجد، كما يحضر في المناسبات الخاصة والمحافل، وكذلك في الأفراح والأعياد والأعراس.
أنواع المشلح الحساوي
يُصنف إلى أنواع بالاعتماد على نوع الحياكة، منها المخومس، الملكي، الطابوق، المقطع، المتوسع، المروبا. ويُطرز بالزري، وهي الخيوط المستخدمة في تزيين حواف البشت. وللزري أنواع، كالزري الذهبي أو الأصفر والفضي والأحمر والأبيض، كما يُطرز البشت بأنواع من الخيوط الحريرية، ويُفصل بمقاسات ودرجات مختلفة بين الفاتحة والداكنة بحسب التفضيلات الشخصية والأجواء، وتكمن جودته في نوع الخيوط والقماش المستخدم فيه.
الصناعة اليدوية للمشلح الحساوي
يعود غلاء سعر المشلح الحساوي إلى دقة حياكته يدويًّا وجودة المواد المستخدمة فيه، ومهارة صانعه، إذ يُستخدم في بعض أنواع المشلح الحساوي الزري المذهب المستورد من الهند أو ألمانيا أو فرنسا، ويُعد المشلح المُزين بالزري الألماني من القطع الثمينة التي تحرص بعض العوائل على اقتنائها.
تمر صناعته بسبع مراحل، تبدأ بالتركيب، ثم الطوق، فالبروج، وتليه المقصر، ثم القيطان، تليها مرحلة الخبانة، ثم البرداخ التي يُضرب فيها الزري ويُبرز لونه، وتُستخدم في حياكته الأقمشة اليابانية، ويُخاط بخيوط قطنية، يجري العمل عليها بدقة، حيث تستغرق فترة صناعة المشلح الواحد بين 12 و15 يومًا، وقد تطول المدة لتصل إلى ستة أشهر.
وتُعد حياكة المشلح من الصناعات المتوارثة في عوائل الأحساء، إذ كان الحائكون الأحسائيون يعلمون أبناءهم هذه المهنة منذ الصغر، ومع ظهور الصناعة الآلية للمشلح انتقل كثير من الحائكين لجعلها هواية، غير أن هناك عائلات ما زالت تعمل على صناعته يدويًّا.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة